رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
ميثاق الحړب والغفران
_الفصل الخامس والعشرون
قبل خمس ساعات........
كانت آسيا تسير في طريق المقهى الصغير القريب من المنزل وبيدها هاتفها تجري اتصال بأحدهم ثم رفعت الهاتف تضعه فوق أذنها تنتظر الرد حتى سمعت الرد ب الو أخذت نفسا عميقا تحاول إظهار نبرة صوتها ودودة
_ أيوة ياخلود كيفك
ضيقت خلود عيناها باستغراب بعد سماعها لصوت آسيا لكنها ردت بخفوت
آسيا بنبرة رقيقة تحمل لمسة الاكتئاب
_عاوزة اتكلم معاكي في موضوع ضروري لو تقدري تاچي على نفس الكافية اللي اتكلمنا فيه المرة اللي فاتت أنا هستناكي هناك
خلود بدهشة
_دلوك!!!
آسيا برجاء وحزن يخرج في نبرتها بوضوح
_معلش ياخلود حاولي الموضوع مهم ومحتچاكي قوي
ردت بالأخير في استسلام
_طيب چاية يا آسيا
أنهت آسيا الاتصال وهي تبتسم بشيطانية ثم تابعت طريقها بخطواتها الواثقة والقوية حتى وصولت للمقهي فاختارت إحدى الطاولات الفارغة وجلست على مقعدها تنتظر وصول الأخرى ونظراتها عالقة على طاولة أخرى مجاورة لها كانت لعائلة صغيرة مكونة من زوجين وابنة.. تأملتهم ببسمة ثغر دافئة وعينان لامعة كان الأب يداعب ابنته الصغيرة ويضحك معها متبادلا أطراف الحديث مع زوجته ثم لاحظته وهو ينحني متعمدا على كف زوجته يلثم ظاهره بحنو ثم انطلقت ضحكتهم على ابنته التي اقتربت وجلست فوق أقدام والدها ودخلت بين ذراعيه تبعده عن أمها بغيرة طفولية وهي تضحك بكل براءة لأمها.
_نعم يا آسيا موضوع إيه الضروري ده
قبل أن تتحدث وصل النادل وهو يحمل كأسين من عصير الفراولة كما طلبت آسيا منذ قليل قبل وصول خلود استقامت آسيا وجذبت منه الكأسين ووضعت الكأس الخاص بها أمامها وعندما أخذت كأس خلود راحت تمد إليها الكأس يدها مالت بالكأس عمدا وسكبت جزء صغير منه فوق ملابس خلود التي انتفضت فورا مبتعدة في فزع فوضعت آسيا الكأس بسرعة فوق سطح الطاولة وقالت معتذرة بضيق
التقطت خلود ممسحة ورقية وحاولت تنظيف ملابسها لكن بلا جدوى فقالت آسيا بنبرة جادة
_روحي الحمام ونضفي هدومك زين
هبت خلود واقفة وهي تتأفف بنفاذ صبر واتجهت نحو الحمام بخطوات سريعة بينما آسيا فشكرت النادل وفور انصرافه جلست مرة أخرى فوق مقعدها ومدت يدها في حقيبتها تخرج علبة بها أقراص صغيرة وأخرجت قرص منها ثم تلفتت حولها تتأكد من أنظار الناس وهل هناك أحد يلاحظها أم لا وفورا رفعت يدها ووضعت القرص بكأس العصير الخاص بخلود.
_معرفش كيف يدي مالت إكده ياخلود معلش مكنش قصدي
ردت الأخرى في نبرة حاولت إظهارها طبيعية
_ولا يهمك حاچة بسيطة.. المهم قوليلي عاوزة تتكلمي معايا في آيه
_اشربي كملي العصير وشك لونه اتخطف من الخضة
زفرت خلود بمضض ثم رفعت الكأس بفمها ترتشف منه وسط نظرات آسيا الحاقدة لها لكنها سيطرت على نفسها بسرعة وراحت تهتف في حزن متصنع
_أنتي عارفة أن محدش في البيت عاوز يشوف وشي ولا بقدر أشوفهم والصراحة أنا وحشوني قوي ومعرفش أي حاچة عنهم
أخذت نفسا عميقا قبل أن تكمل بصوت مبحوح ونظرات منكسرة
_كنت عاوزاكي تطمنيني عليهم وتحكيلي هما كيفهم ولو في حاچة حصلت في البيت طول الفترة اللي فاتت ولا لا وبالأخص أمي وچلال كيفهم.. محدش فيهم بيجيب سيرتي واصل
ابتسمت خلود بسخرية وردت في قسۏة
_هيجيبوا سيرتك كيف يا آسيا بعد اللي عملتيه!
تحولت قسمات وجهها في لحظة من الود والانكسار للشراسة لتجيب على ابنة عمها بنظرة قذفت الړعب في قلبها
_بس انتي عارفة زين أني معملتش حاچة غلط وأنا وعمران مكنش في بينا حاچة واصل قبل الچواز
اضطربت بعض الشيء من نظرات آسيا فبدلت أسلوبها وانتبهت على ردودها أكثر وهي تجيبها
_أيوة بس هما ميعرفوش إكده.. وچدي مانع أن اسمك يتقال في البيت واصل ومحدش بيجيب سيرتك.. بمعنى أصح الكل اعتبرك مېتة
شعرت بوغزة مؤلمة في يسارها مزقتها إربا وعيناها تلألأت بعبرات القهر والوعيد وسرعان ما مالت بوجهها للجانب تخفي الانكسار الحقيقي الذي في عينيها عن نظرات خلود دام الصمت بينهم لدقائق طويلة نسبيا حتى صدح صوت خلود أخيرا وهي تطلق تأوها مټألمة ضاغطة بيدها فوق معدتها.. فابتسمت آسيا بخبث وعادت بنظرها لها ترسم الاهتمام المزيف وهي تسألها
_مالك ياخلود
خلود پألم شديد وهي تتأوه بصوت عالي
_معرفش في سكاكين بتقطع في بطني.. آاااه
هبت آسيا واقفة فورا واقتربت منها تمسك بذراعها لتساعدها على الوقوف وهي تهتف بجدية
_طيب يلا هنروح المستشفى
اعترضت خلود بسرعة في خوف وسط تأملها
_ لا لا مش عاوزة المستشفى.. آاااه
آسيا بحدة وڠضب
_مش عاوزة المستشفى كيف يعني.. أنتي مش شايفة روحك كيف پتتألمي الله اعلم فيكي إيه خلينا نروح ونطمن
لم تتمكن خلود من المقاومة أكثر من ذلك بسبب المها الشديد وخۏفها على طفلها أيضا فاستسلمت لاقتراح آسيا وسارت معها لخارج المقهي ينون الذهاب لأقرب مستشفى....
بالوقت الحاضر.......
بعد محاولات طويلة مع صديقتها الطبيبة اقنعتها بإجراء تحليل الحمل لخلود وها هي الآن تمسك بنتيجة التحليل الإيجابية بيدها كانت نظرات آسيا لورقة التحليل كلها اشمئزاز وڠضب.
اتهمتها بالفسق والفجور زورا وډمرت حياتها كلها بيوم وليلة تزوجت من رجل لا تريده بسببها ودخلت زوجة ابن لعائلة تسببت في قتل والدها وفوق كل هذا فقدت أهلها والآن هي تثبت لها وللجميع أنها هي الژانية والمذنبة.. تزوجت زورا من رجل تعشقه ومارست معه علاقة محرمة حتى باتت تحمل طفله بأحشائها لم تترك لها فرصة لتشفق عليها فأمثالها لا يستحقون حتى الشفقة.
هبت واقفة وطوت ورقة التحليل ووضعتها بحقييتها بعدما رأت ابن عمها علي وهو يتقدم نحوها فقد أجرت اتصال به ليأتي ويأخذ شقيقته توقف علي أمام آسيا مباشرة وسألها بنبرة غليظة
_بتعملي إيه إهنه يا آسيا
تجاهلت سؤاله وردت عليه باقتضاب
_اختك چوا في الأوضة ادخلها
همت بالانصراف لكنه أوقفها بسؤاله الثاني في حزم
_أنتي كنتي بتعملي إيه معاها وهي چرالها إيه
نظرت له پغضب ثم أردفت في شراسة
_اسألها وهي تچاوبك كنت بعمل إيه معاها وهي فيها إيه!
كان سيهم باللحاق بها بعدما تحركت وسارت مبتعدة عنه بخطوات سريعة.. لكنه تراجع واستدار نحو غرفة شقيقته يتحرك نحوها حتى يطمئن عليها.....
داخل منزل خليل صفوان......
كان معاذ بطريقه لغرفة المكتب الخاصة بوالده ليتحدث معه.. لكنه توقف عند الباب عندما وجده مواربا القي بنظره للداخل فرأى منيرة وهي تفتح الخزنة الصغيرة تمسك ببعض المال بدت وكأنها تسرق الأموال حيث كانت كل لحظة تلتفت نحو الباب لتتأكد أن لا يوجد أحد.. لكن معاذ فتح الباب ودخل وهو يقول بنظراته الثاقبة
_مرت أبوي!
انتفضت بزعر وكأن عقرب لدغتها وبسرعة وضعت المال مكانه