السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

الحديث وصول منى التي اقتربت وجلست من إخلاص ثم راحت تلقي تحية الصباح على عمران ليرد هو عليه بنبرة طبيعية بدأت تتبادل معهم أطراف الحديث بكل تبجح وكأنها لم تكذب عليهم منذ يومين متدعية أن آسيا هي من دفعتها رغم أن عمران كان لا يطيق وجودها ولا التحدث معها لكنه سايرها بالحديث فقط ليرى ردة فعل آسيا التي كانت تمثل عدم الاكتراث باحترافية وتستمر بتجاهل ما يحدث وكأنها لا تسمع شيء ولا يعنيها من الأساس.
ربما لا تحسب عدد المرات التي أثارت فيها غضبه بتجاهله له ولكن الآن يمكنها أن تضيف رقم جديد بعد أن رأت تبدل ملامح وجهه للانزعاج.. فانهى طعامه وهب وافقا يتجه للحمام ليغسل يديه بينما منى فتوقفت وقالت لإخلاص 
_أنا هطلع يامرت خالي هطمن على صحبتي اللي في المستشفى وراجعة علطول 
هزت إخلاص رأسها بالموافقة بينما الأخرى فاندفعت نحو باب المنزل وغادرت.. كانت آسيا تتابع الود بين حماتها ومنى بنظرات مظلمة لكن وصول عفاف قلب الحړب الباردة لأخرى مشټعلة حيث اقتربت منهم وجلست على مقعد متوسط بينهم وراحت توجه حديثها لآسيا بنظرات لئيمة تضمر الحقد
_كيفك يا آسيا 
لم تجيبها آسيا واكتفت بنظراتها المشمئزة إليها بينما الأخرى فلم تبالي وأكملت محاولة إشعال نيران ڠضبها
_معقول كنتي قاعدة مع منى في نفس المكان بعد اللي عملته معاكي.. رغم إني الصراحة مستبعدش إنك تعملي فيها إكده صح
طالت نظرة آسيا الشيطانية لها قبل أن تميل بجسدها قليلا للأمام في جلستها وتنظر في عيناها بطريقة مرعبة وسط همسها الغريب
_ليه شيفاني قتالة قټلة ولا شيطان بيحرض على القټل 
كانت تلقي بتلميحات خطېرة جعلت من عفاف رغم اضطرابها تشتعل بالڠضب لكنها حاولت تمالك أنفعالاتها وعدم إظهار شيء أمام إخلاص التي كانت تتابع حديثهم بشك.
هتفت عفاف مبتسمة بخبث
_أنا لو منك مسبهاش تقعد إهنه ولا تقرب من چوزي احسن تخطفه مني 
على عكس المتوقع ابتسمت آسيا بسخرية وراحت تنظر لإخلاص التي بدأت تتحول نظراتها للغل لعفاف فعادت بوجهها نحو عفاف وسألتها بتصنع الجهل وعدم الفهم
_تخطفه كيف يعني.. ممكن تعمل إيه! 
ضحكت عفاف وردت بخبث وهي تهز كتفيها بجهل
_معرفش كيف.. أنا قولت اوعيكي بس عشان شكلك مش حاسة بحاچة
عادت آسيا تلقي نظرة على حماتها المشټعلة وتعود بنظرها لعفاف لتنظر لها مبتسمة وتقول بمكر
_لا كيف متعرفيش.. لما أنتي متعرفيش أمال مين يعرف.. هو انتي مش خطفتي ابراهيم من مرته وعياله برضوا تبقي أكيد عارفة الطرق دي!
تجمدت الډماء في وجه عفاف وأظلمت عيناها ووجهها كله تحول للون الأحمر من فرط الغيظ بالأخص عندما انتقلت بنظرها لإخلاص ورأتها تبتسم بتشفي لم تستطع التحكم بزمام أعصابها ووثبت واقفة تندفع نحو آسيا تنوي صفعها على وجنتها.
بتلك اللحظة كان عمران بطريقه لخارج المنزل ليذهب للعمل لكن أوقفه منظر زوجة والده وهي تهم برفع يدها لتصفع زوجته احتدمت نظرته وبلحظة كان يهتف بصوته الرجولي قبل أن تهوي يدها فوق وجنة آسيا
_بتعملي إيه! 
توقفت يد عفاف بالهواء والتفتت برأسها للخلف وفور رؤيتها لعمران أنزلت يدها ببطء مجبرة وسط نظراتها الڼارية لآسيا ثم هتفت بعصبية
_مرتك لسانها طويل ياعمران ومعدتش عارفة تلمه وبتغلط في الكل من غير حسبان 
اقترب منهم بخطواته القوية ليوجه حديثه الحازم لزوجة والده باستياء
_لما تغلط أنا موچود واعرفها غلطها.. مش ترفعي يدك عليها
توقفت آسيا وتحركت نحو زوجها تقف بجواره شبه ملتصقة به تحتمي به حتى لو كانت لا تحتاج للحماية لكن وجوده يمدها بالقوة وكانت تنظر لعفاف وثغرها يميل ببسمة شيطانية كلها

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات