السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

وراحت تقف على ركبتيها فوق الفراش وتنظر له بقوة تسأله
_شيلت المخدات ليه! 
لم يجيبها وانشغل بهاتفه يبحث عن رقم والده ليجري اتصال به فاقتربت منه أكثر وهي مازالت على نفس وضعها وهتفت مغتاظة من تجاهله لها
_عمران أنا بكلمك!! 
نظر لها بعين منذرة ولهجة رجولية صارمة
_أنتي شيفاني مش فاضي.. مش هسيب اللي في يدي والشغل وارد اقولك كنتي في حضڼي كيف.. مش وقته يا آسيا
طالت نظرتها المشټعلة له وظلت تتابعه حتى وجدته يرفع الهاتف ويضعه فوق أذنه يرد على والده ثم ابتعد بخطواته عنها يخرج للشرفة ليتحدث.. قالت ببسمة ماكرة
_مش فاضي ولا بتتهرب.. ماشي ياعمران
نهضت من الفراش واتجهت للحمام لتأخذ حماما صباحي ينعش جسدها بعدما أخرجت ملابس نظيفة لها من الخزانة.
بعد مرور وقت طويل نسبيا خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها فوجدته يشرع في ارتداء ملابسه لم تلتفت له وكأنها لا تعيره اهتمام ثم اقتربت من المرآة ووقفت أمامها تبدأ في تسريح شعرها ورغما عنها بين كل لحظة والآخرى كانت تنظر لانعكاسه في المرآة خلفها بنظرات مغتاظة ومنزعجة منه رأى ما تفعله وفهم الإشارات المنزعجة التي ترسلها بنظراتها كلما تختلس النظر له.. ودون أن يشعر ابتسم عليها رغم غضبه بسبب مشاكل العمل التي سيذهب ليحلها الآن مع أبيه وابن عمه لكنها نجحت بأبسط الطرق في امتصاص القليل من طاقته السلبية وجعلته يبادلها النظرات في انعكاس المرآة لكن بأخرى خبيثة انتهي من ارتداء جلبابه ووضع عباءته البنية فوق ذراعيه ليتقدم منها بخطوات متريثة وأعين ثاقبة بعدما وجدها تحاول ارتداء قلادة في رقبتها وتفشل في غلقها.
وقف خلف ظهرها مباشرة وانزل يدها بلطف ليتلقط هو القلادة منها ويساعدها في ارتداءها وسط همسه الماكر وهو يلقي بحجر النرد الخاص به
_أنتي اللي ډخلتي في حضڼي امبارح أنا مقربتش منك
تطلعت له في المرآة بعينان متسعة ولم تمتلك الجرأة لتكذب ما يدعيه فهي تعرف نفسها ولا تستبعد أنها تفعلها حقا لكن ما أثار غيظها هو تعمده بكل مرة أن يذكرها أنها هي العالقة بمداره ولا تستطيع التحكم بزمام قلبها أمامه.
حين حصل على ردها بالصمت والاضطراب زادت ابتسامته اتساعا وراح يلف ذراعه حولها من الأمام ويرفع يده لقلادتها التي كانت منحوتة بشكل غزال يمسكها بين أنامله وينقل نظره بين القلادة وبين عيناها الواسعة التي تشبه عيني الغزال تماما ثم همس بنبرة جعلت القشعريرة تسري بجسدها كله والحمرة تصعد لوجنتيها
_حلوة السلسلة دي.. تشبه عيونك 
سحب يده ببطء تاركا قلادتها وعيناه مازالت تنظر بنفس الطريقة المربكة وكانت العبارة السابقة آخر ما تفوه بها قبل أن يستدير وينصرف ليتركها متصلبة بأرضها كالصنم كل شيء تداخل مع بعضه بلحظة واحدة ولم تعد تعرف عن ماذا تتساءل هل عن حقيقة نومها بين ذراعيه بكامل إرادتها بالأمس أم عن تصرفه الغريب ونظراته أم عن عبارته الأخيرة التي لا تفهمها!.. كل هذا كان بنفس اللحظة التي هي كانت تحاول فيها لملمة بعثرة نفسها والتحكم بأعصابها وخجلها وبالأخير أمسكت بالقلادة ترفعها تنظر لها في المرآة تستعيد اعترافه أنها تشبه عينيه وبعد تركيز دام للحظات في شكل الغزال فهمت مقصده دققت النظر بعيناها بتشتت محاولة إيجاد الشبه كما يقول وبالنهاية صعدت البسمة الرقيقة والخجلة فوق ثغرها...
انتهت آسيا من ارتداء ملابسها وخرجت من غرفتها لتنزل الدرج تقصد الطابق الأرضي فور وصولها رأت زوجها وهو يتناول فطوره.. تقدمت نحوهم وجلست على مقعد قريب منه وظلت تتابع حديثه مع أمه بصمت لكن قطع ذلك

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات