رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
آسيا مش كدابة.. الاعتذار اللي اعتذرته لمنى الصبح مكنش ليها قد ما كان ليا.. اعتذرت لنفسي عشان وثقت فيك ولما شفتها وهي بټضرب روحها متحركتش وكنت عارفة أنك مش هتصدقها وهتنصفني أنا لكن أنت اخدتني من يدي ڠصب وخليتني اعتذرلها.. ده كله كوم طبعا واللي عملته الصبح كوم تاني
ظهر الندم والامتعاض على معالمه ليردف بأسف
ضحكت بسخرية وقالت بقسۏة
_اتضح أني معرفش حاچة ومعرفكش ومش عاوزة أعرف لغاية ما تطلقني عشان ارتاح من البيت ده ومنك ومن الكل
لاحت بشائر الاستياء على قسماته الغليظة ليقول باستنكار
_ولما اطلقك هتروحي وين!
_متقلقش أنا مش هغلب.. خليك أنت بس في نفسك وچهز روحك عشان قريب هنحقق أمنية الحچة إخلاص لما تطلقني وتچهزلك چوازتك التانية
مال بوجهه للجانب وهو يتأفف بنفاذ صبر وانزعاج حقيقي من كلماتها بينما هي فاستدارت توليه ظهرها بعدم اكتراث وهمت بالذهاب للحمام لكنه قبض على رسغها يوقفها ويديرها نحوه هاتفا بحيرة
جذبت يدها من قبضته بكامل العڼف وهتفت في نظرة شرسة تحمل الإنذار
_تبعد عني
ألقت بعبارتها الڼارية في وجهه وتركته وابتعدت ليرفع هو يده لوجهه يمسح عليه وهو يتأفف بخنق وراح ينزع عنه جلبابه الأسود ويلقيه بإهمال مكان ما تصل يده.
داخل منزل خليل صفوان تحديدا بغرفة خلود....
أخذت تلطم وتنوح بصوت منخفض وسط بكائها وارتجاف جسدها كله من فرط الخۏف وتردد دول توقف
_اعمل إيه.. اعمل إيه!!!
لم تهدر وقت أكثر من ذلك وراحت تجذب هاتفها بتلهف تجري اتصال بعشقيها الذي أجابها بعد رنات قصيرة فوجدها تصرخ بوجهه في صوت مرتعش
_الحقني ياسمير الحقني
_في إيه مالك
همسات بصوت منخفض خشية من أن يسمعها أحد
_أنا حامل
سمعت صړخة منه في الهاتف كادت أن تطرشها
_إيه.. حامل كيف يعني!
خلود بأعصاب مدمرة
_إيه السؤال اللي بتسأله ده.. كيف إزاي يعني!
حاول تمالك أعصابه وأجابها بصوت مترقب لسماع الإجابة
_أنتي مش قولتي أنك بتاخدي الحبوب بتاعت منع الحمل دي
انتظر سماع الرد منها ولكن الإجابة كانت بالصمت مما جعله يهيج كالثور وېصرخ بها
_ردي عليا ياخلود كنتي بتاخديها ولا لا!!!
سالت عبراتها فوق وجنتيها بغزارة وراحت تكتم على فمها تمنع صوت شهقاتها العالية تحاول التحكم بارتجاف يديها وجسدها كله لتجيبه بالأخير بصوت متقطع من فرط البكاء
_لا مخدتهاش.. متخيلتش أنه يحصل إكده وقولت أنت هتاچي تتقدملي أساسا يعني مش معقول يحصل حاچة في الكام مرة اللي بنتقابل فيهم دي
صدح صوت صراخه المرعب من جديد في سماعة الهاتف
_وأهو حصل قوليلي هتعملي إيه دلوك عاد
لم يسمع منها رد سوى صوت بكائها الذي يخترق أذنه بقوة واصابه بالجنون أكثر راح يمسح على وجهه وهو يتأفف محاولا التفكير وتمالك انفعالاته حتى يجد حل لتلك الکاړثة وبعد عشر ثواني تقريبا رد عليها بحدة يلقي بأوامره
_العيل اللي في بطنك ده تنزليه علطول تشوفي أي حد وتتصرفي ياخلود
فغرت شفتيها وعينيها