الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 4 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

وتحدق بخلود هاتفة في مرارة
_أنا وأنتي مظلومين ياخلود.. ومحدش منهم كان بيحبنا لو كانوا بيحبوكي مكنوش هيحسسوكي بالنقص والحرمان واصل ولو أنا كانوا بيحبوني مكنوش هيصدقوا الصور
كانت خلود تتابع تعبيرات وجهها ودموعها وما تسرده لها بصمت وقد شعرت أن هذه المرة آسيا مختلفة حقا ليست كما اعتادت عليها وربما حقا قررت مسامحتها والتخلي عن عدواتهم والبدء من جديد فابنة عمها التي تعرفها لا تنظر بوجه أحد تكرهه أبدا أو حتى تريد الاڼتقام والٹأر منه ولا يمكنها أن تبتسم في وجهها الآن وتبكي وتفرغ لها ما بقلبها وهي تكن لها الشړ.
كانت ستجيب لكن أوقفها وصول النادل وهو يضع أكواب القهوة أمامهم لحظات معدودة بالضبط وكانت خلود سترفع الكوب لترتشف منه لكنها أنزلته فورا بنفور وشعرت بتقلصات غريبة في معدتها جعلتها ترغب بالتقيأ فوثبت واقفة وأسرعت الحمام وسط نظرات آسيا المشككة . 
جففت آسيا دموعها بسرعة وبلحظة تحولت من الوجه الملائكي الودود لآخر مرعب ينبض بالشړ والوعيد وفور سقوط نظرها على حقيبة خلود التي فوق سطح الطاولة جذبتها بسرعة وفتحتها ثم راحت تفتش بها عن أي شيء يخص علاقتها بذلك الرجل الذي رأتها معه منذ أيام توقفت يدها عن الحركة حين وقعت بيدها ورقة كبيرة مطوية فأخرجتها وفتحتها وراحت تقرأ ما بها لتتسع عينيها بذهول وعدم استيعاب بعدما أدركت أنها ورقة زواج عرفي.
دست الورقة بحقيبتها الخاصة بسرعة قبل وصولها وراحت تغلق حقيبة خلود من جديد وتعيدها لمكانها ثم سكنت وراحت تفكر بذكاء وتربط الأمور ببعضها.. بالبداية عدم تحملها لرائحة القهوة وركضها تجاه الحمام حتى تتقيأ والآن ورقة زواجها الباطل من عشقيها.
انتصبت في جلستها فور رؤيتها لها تقترب منها واعادت رسم الملامح الودودة مرة أخرى فوق معالمها وعندما جلست خلود أمامها سألتها باهتمام وقلق متصنع
_مالك أنتي تعبانة ولا إيه
هزت خلود رأسها بالإيجاب في قسمات وجه مرتبكة
_آه ماخدة دور برد شديد في معدتي عشان إكده
اماءت لها بالتفهم في بسمة نقية تضمر خلفها الوعيد والاشمئزاز والأخرى كانت تفرك أصابعها ببعضهم وهي تتهرب من النظر بعيني آسيا.... 

كانت تجلس فوق مقعدها حول الطاولة وتتابع أولادها وهم يلعبون وعيناها غارقة بالعبرات عقلها كان شارد به وبطفلها الذي تحمله في احشائها تصيبها المرارة والقهر كلما تتذكر اتصال منيرة به بآخر شجارهم.. في كثير من الأحيان تتمنى لو يكون كل هذا كابوس وليس حقيقة حتى ينتهي عڈابها.
رفعت أناملها لوجهها وجففت دموعها بسرعة عندما رأته يتجه نحوها ثم أشاحت بوجهها تجاه الأولاد تتجاهله عمدا ولا تنظر إليه بينما هو فجلس على مقعده أمامها وظل يتمعنها بنظراته البائسة كانت ملامح وجهه ضائعة وشعره مبعثر كدليل على الحالة المزرية التي كان بها بعدما تركته بالغرفة منذ قليل.
دام صمتهم لوقت طويل حتى قطع هو الصمت سؤاله لها 
_تحبي اطلبلك إيه أكل 
لم تجيبه ولم تلتفت له فقط اكتفت بتجاهلها له كرد علي سؤاله بالرفض لكنه لم يكترث برفضها وتأفف بتعب ثم أشار للنادل الذي يعمل بالنادي وفور وصوله له املى عليه طلباتهم فقد قام بطلب الطعام له ولأولاده ولها على ذوقه هو.
بعد انصراف الشاب رمقته بغيظ ثم هتفت بحدة
_ياريت تسرع شوية في إچراءات الطلاق عشان أنا مش متحملة أكمل معاك يوم تاني 
استقرت في عينيه نظرة ثاقبة قبل أن يهتف ببرود غريب
_طلاق مش هطلق يافريال ومتحطيش الموضوع ده في دماغك 
استاءت فهدرت منفعلة
_هتطلقني ڠصب عنك ولو رفضت هرفع عليك قضية 
ابتسم ورد باستنكار 
_إيه هتخلعيني!!! 
ثبتت نظرها في عينيها بقوة

انت في الصفحة 4 من 10 صفحات