رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
وتحدق بخلود هاتفة في مرارة
_أنا وأنتي مظلومين ياخلود.. ومحدش منهم كان بيحبنا لو كانوا بيحبوكي مكنوش هيحسسوكي بالنقص والحرمان واصل ولو أنا كانوا بيحبوني مكنوش هيصدقوا الصور
كانت خلود تتابع تعبيرات وجهها ودموعها وما تسرده لها بصمت وقد شعرت أن هذه المرة آسيا مختلفة حقا ليست كما اعتادت عليها وربما حقا قررت مسامحتها والتخلي عن عدواتهم والبدء من جديد فابنة عمها التي تعرفها لا تنظر بوجه أحد تكرهه أبدا أو حتى تريد الاڼتقام والٹأر منه ولا يمكنها أن تبتسم في وجهها الآن وتبكي وتفرغ لها ما بقلبها وهي تكن لها الشړ.
جففت آسيا دموعها بسرعة وبلحظة تحولت من الوجه الملائكي الودود لآخر مرعب ينبض بالشړ والوعيد وفور سقوط نظرها على حقيبة خلود التي فوق سطح الطاولة جذبتها بسرعة وفتحتها ثم راحت تفتش بها عن أي شيء يخص علاقتها بذلك الرجل الذي رأتها معه منذ أيام توقفت يدها عن الحركة حين وقعت بيدها ورقة كبيرة مطوية فأخرجتها وفتحتها وراحت تقرأ ما بها لتتسع عينيها بذهول وعدم استيعاب بعدما أدركت أنها ورقة زواج عرفي.
انتصبت في جلستها فور رؤيتها لها تقترب منها واعادت رسم الملامح الودودة مرة أخرى فوق معالمها وعندما جلست خلود أمامها سألتها باهتمام وقلق متصنع
هزت خلود رأسها بالإيجاب في قسمات وجه مرتبكة
_آه ماخدة دور برد شديد في معدتي عشان إكده
اماءت لها بالتفهم في بسمة نقية تضمر خلفها الوعيد والاشمئزاز والأخرى كانت تفرك أصابعها ببعضهم وهي تتهرب من النظر بعيني آسيا....
كانت تجلس فوق مقعدها حول الطاولة وتتابع أولادها وهم يلعبون وعيناها غارقة بالعبرات عقلها كان شارد به وبطفلها الذي تحمله في احشائها تصيبها المرارة والقهر كلما تتذكر اتصال منيرة به بآخر شجارهم.. في كثير من الأحيان تتمنى لو يكون كل هذا كابوس وليس حقيقة حتى ينتهي عڈابها.
دام صمتهم لوقت طويل حتى قطع هو الصمت سؤاله لها
لم تجيبه ولم تلتفت له فقط اكتفت بتجاهلها له كرد علي سؤاله بالرفض لكنه لم يكترث برفضها وتأفف بتعب ثم أشار للنادل الذي يعمل بالنادي وفور وصوله له املى عليه طلباتهم فقد قام بطلب الطعام له ولأولاده ولها على ذوقه هو.
بعد انصراف الشاب رمقته بغيظ ثم هتفت بحدة
_ياريت تسرع شوية في إچراءات الطلاق عشان أنا مش متحملة أكمل معاك يوم تاني
_طلاق مش هطلق يافريال ومتحطيش الموضوع ده في دماغك
استاءت فهدرت منفعلة
_هتطلقني ڠصب عنك ولو رفضت هرفع عليك قضية
ابتسم ورد باستنكار
_إيه هتخلعيني!!!
ثبتت نظرها في عينيها بقوة