رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
آسيا بكل لطف
_كيفك يابت عمي
خلود بثبات مزيف
_عاوزة إيه يا آسيا!
ضحكت بصمت وردت عليها في هدوء مريب وملامح وجه محبة
_كل خير عاوزة اتكلم معاكي شوية بس مش هينفع إهنه في الشارع.. في كافيه قريب تعالي نروح نقعد ونتكلم فيه على رواق
اضطربت خلود وشعرت أن بنهاية الطريق ستسقط بفخ فبسرعة رفضت وهي تهم بالانصراف أو الفرار بالمعنى الأدق
قبضت آسيا على ذراعها بقوة لا تتناسب مع رقة ولين ملامحها وهي تعترض على ذهابها
_مالك خاېفة ليه متقلقيش أنا مش ھقتلك يعني ولا هاخدك على حبل المشنقة.. قولتلك عاوزة اتكلم معاكي شوية بس مفيش حاچة تخوف تعالي يلا عشان أنا برضوا معنديش وقت معلومك بقيت ست متچوزة وورايا التزامات
لم يكن الطريق طويلا فقط يبعد أمتار قليلة من مكان تحركهم لكن بالنسبة لخلود فكانت كأنها سارت أميالا على قدميها وهي تفكر فيما تريد التحدث فيه معها بعد كل ما فعلته بها.. ما سبب تلك الابتسامات الودودة التي توزعها لها وكأن الحب بينهم زاد ويفيض.
_خير يا آسيا عاوزة تقولي إيه
كادت أن تجيبها لكن وصل النادل الخاص بالمقهى وهو يسألهم عن طلبهم فردت عليه آسيا وطلبت منه أن يحضر كوبين من القهوة.. وبعد رحيله عادت تنظر لخلود من جديد وردت عليها بهدوء
كان رد خلود بالصمت وهي تستمع لما تسرده ابنة عمها التي تابعت وهي تهز رأسها بالنفي
_لا متقلقيش مش هعملك حاچة أنا صح لغاية دلوك مقدرتش انسى ولا اسامح تماما يمكن بس بحاول انسى وعشان إكده چبتك إهنه عشان نتكلم
غضنت خلود حاجبيها بعدم فهم لما تتفوه به وما تقصده بكلماتها بينما آسيا فأكملت بابتسامتها التي رسمتها من جديد فوق وجهها
اتسعت عيني الأخرى پصدمة وظلت على وضعها لبرهة من الوقت حتى اڼفجرت ضاحكة فجأة وهي تردف بعدم تصديق
_مين اللي قصادي!.. آسيا قولي الكلام ده واضحكي بيه على حد غيري لكن أنا عارفاكي وحفظاكي زين.. عاوزة تفهميني إنك هتنسي كل حاچة عملتها معاكي ودلوك عاوزانا نبقى حبايب أو نمثل بمعنى أصح لأن مستحيل تكون إكده أصلا
_آسيا اللي كنتي تعرفيها اتغيرت ياخلود وبقيت واحدة تاني دلوك أنا مبقيتش عاوزة عداوة ولا اكون وحشة مع حد.. أنا عارفة إنك مش وحشة وإن اللي خلاكي تعملي إكده هي غيرتك مني وإنك كنتي شايفة إني ماخدة كل الحب والاهتمام من ناسي وإني كنت فوق الكل في الكل بس أديكي شوفتي الحب ده كله راح فين بمچرد ما شافوا صوري كلهم رموني واتخلوا عني ومحدش منهم وقف چاري وصدقني.. يمكن تستغربي بس أنا هشكرك إنك خلتيني أشوف حقيقة حبهم ليا
سكنت للحظة وتلألأت عينيها بالعبرات لترفع رأسها من جديد