رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
قوي.. ياريتك تنازلت عن كبريائك من زمان يمكن مكنتش خسرتني.. دلوك لو فرشلتي الأرض ورد مفيش حاچة هترچع كيف ما كانت ولا أنا هسامحك ولا الزمن هينسيني خېانتك ليا
احتقن صوته ولمعت عينيه بعبرات الۏجع ليهمس لها متوسلا
_أنا مخنتكيش ولا عمري هعملها يافريال أبوس يدك متقوليش إكده.. بزيادكي تقطيع في قلبي عاد معدتش مستحمل والله أنا تعبان
_مدارية يدك ورا ضهرك ليه.. في إيه مخبياه مش عاوزاني اشوفه!
رمقته بحدة وهتفت بلهجة صلبة
_حاچة متخصكش
احتدمت نظرته وهتف بغلظة
كانت ستهم بالرد عليه لكنها توقفت عندما سمعت صوت رنين هاتفه فنظرت إلى جيب جلبابه حيث يكمن الهاتف بينما هو فتجاهل الرنين وظل مثبتا نظره عليها لكن تأفف بخنق وصوت مرتفع عندما لم يتوقف الرنين وأخرج هاتفه من جلبابه ينظر لشاشته يقرأ اسم المتصل.
رأت هي اسم منيرة ينير الشاشة فابتسمت بمرارة ونظرت له في خزي قبل أن تدفعه من أمامها بقوة وتنصرف تتركه متصلبا بأرضه كالصنم بيده الهاتف لا يتوقف عن الرنين وعيناه عالقة عليها وهي تبتعد عنه بخطواتها اڼهارت قواه وبلحظة القى بالهاتف فوق المقعد وراح يجلس فوق الإريكة وقدميه تهتز پعنف وحين سقط نظره على كوب الماء الذي بجواره دون وعي التقطه والقى به بعرض الحائط يفرغ شحنة غيظه لم تكن سوى لحظات معدودة حتى ډفن رأسه بين راحتي يديه وترك العنان لدموعه يبكي كالطفل الصغير الذي فارق أمه...
تطلعت في الهاتف بضيق بعدما انتهى الرنين.. وكان الصمت هو ردها الوحيد لكن جليلة سألتها بتعجب
_إيه قالك
منيرة بعبوس
_مبيردش.. تفتكري يكون مع فريال
هزت جليلة رأسها بالنفي وقالت ساخرة
_فريال معدتش هترچع لچلال تاني خلاص يامنيرة وانتي ركزي بس كيف ترضي چوزك وتسعديه
لوت الأخرى فمها بنفاذ صبر وقال في يأس
التزمت جليلة الصمت للحظات وهي تتطلع بمنيرة في تفكير حتى قالت لها بجدية
_قومي دلوك جهزي حالك والبسيلك حاجة زينة إكده قبل ما يرچع.. چرا إيه يامنيرة هو أنا اللي هقولك تكسبي چوزك إزاي
سكنت الأخرى وعقلها شارد بما تقوله حماتها تفكر بطريقة لكي تسلب عقل زوجها ولا تدعه يفكر بزوجته الأخرى بعد دقيقة بالضبط ابتسمت جليلة وقالت بلؤم
جليلة بخنق
_هعوز إيه يعني روحي شوفي حالك واتزيني أنتي عروسة
لم تكترث لها منيرة كثيرا فقد عقدت العزم الليلة أن چلال سيكون لها وليس لديها شك في نجاح خطتها.. قادت خطواتها للطابق الثالث حيث غرفتهم وبقت جليلة بمكانها صامتة وسرعان ما انحرف تفكيرها لابنتها فلم تعد تحتمل فراقها وشوقها لها....
تلك النبرة تعرفها جيدا ولا يمكن أن تخطيء بها تسمرت بأرضها عندما سمعت صوتها للحظة شعرت أن ستسقط وتفقد وعيها من فرط الخۏف لكن تماسكت بصعوبة وبعد وقت طويل نسبيا استدارت لها بجسدها في تردد وفور رؤيتها لوجه آسيا المبتسم فرت الډماء من عروقها.
تسارعت نبضات قلبها عندما رأتها تقترب منها ولوهلة ظنتها ستقتلها لكن آسيا كانت بكامل ثباتها الانفعالي وهي تبتسم لها بكل ود وللحقيقة ذلك لم يشعرها بارتياح بل زاد الأمر سوءا بالنسبة لها ذلك الوجه الملائكي والتصرفات الودودة واللطيفة تعرفها جيدا هذا هو الجانب المظلم لهؤلاء الساحرات الشبيهات بآسيا.
همست