الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

ميثاق الحړب والغفران
_الفصل الثاني والعشرون_
تسمرت فريال بأرضها فور رؤيتها له أمامها وبتلقائية راحت تخفي يدها خلف ظهرها حتى لا يرى الاختبار الذي بيدها ووقفت بثبات متصنع حتى وجدته يقترب منها ويهتف في قلق
_إيه كل ده يافريال! 
اضطربت وأخذت تتمعن النظر في وجهه بحيرة تفكر فيما ستفعله وكيف تتصرف.. لاحظ هو أحمرار عيناها فاحتضن ذراعيها بيديه دون أن يضمها وهتف

_كنتي پتبكي ليه في حد ضايقك! 
كان عقلها مشغول بالتفكير بذلك الطفل الذي تحمله في احشائها ولا تكترث لما يقوله ولا إراديا سالت دموعها من جديد فوق وجنتيها مما صابه بالقلق والخۏف الحقيقي لو كان هو سبب بكائها وحزنها لكانت أبعدته عنها الآن وصړخت به كما تفعل دوما لكن صمتها وسكونها بين ذراعيه جعله يتيقن أن لا علاقة له بالأمر.. فراح يهزها بلطف هاتفا في جدية 
_فريال انطقي متقلقنيش.. مالك
ضغطت على الاختبار الذي بيدها ومازالت تخفيه عن عينيه ثم رفعت رأسها له بوجه غارق بالدموع وتحولت نظراتها من الضياع للسخط وهي تدفعه بعيدا عنها صاړخة
_أنت السبب في اللي انا فيه دلوك وعمري ما هسامحك ياچلال
كان مالك النادي صديق مقرب لجلال وفور رؤيته لهذا الوضع الذي بينهم وحالة زوجته هرول بسرعة نحوهم ووقف بجوار جلال يهمس في أذنه بهدوء
_خدها واتكلموا في مكتبي على رواق ياجلال 
تنهد بضيق والټفت تجاه صديقه ثم رتب على كتفه بامتنان واماء له بالموافقة بينما الآخر فابتسم وسار مبتعدا عنهم ليمسك جلال بيد فريال ويجذبها معه هاتفا
_تعالي معايا عشان نعرف نتكلم زين 
توقفت وامتنعت عن السير معه بعدما جذبت يدها من قبضته وصاحت پغضب
_قولتلك متقربش مني ومفيش حاچة بينا عشان نتكلم فيها من الأساس
رفع رأسه للسماء وهو يزفر مستغفرا ربه ثم اخفض نظره لها فرأى الاصرار والعناد ليظهر الغيظ فوق معالم وجهه وباللحظة التالية كان يلتفت حوله يراقب الطرقة هل يوجد أحد حولهم أم لا وحين لم يجد أحد بظرف ثانية كان ينحنى عليها ويحملها فوق ذراعيه ثم يسير بخطى سريعة تجاه غرفة مكتب صديقه التي كانت تبعد عنهم بضع خطوات قليلة.. لم يكترث لها وهي تضربه فوق كتفه بغيظ هاتفة في قلق وخجل من أن يراهم أحد
_بتعمل إيه إنت اتجنيت نزلني ياچلال
لم يكترث لها وكان أساسا قد وصل أمام الغرفة ففتح الباب ودخل بها ثم انزلها فوق الأرض وأغلق الباب.. اندفعت هي وكانت تنوي الرحيل لكنه اعترى طريقها وسد طريق الخروج بجسده الذي وقف كالحصن المنيع أمام الباب لتصرخ به بعصبية
_أنت عاوز إيه مني هااا هملني وملكش صالح بيا ياچلال 
صاح پألم وانفعال 
_أنتي ليه مش عاوزة تشوفي حالتي بقت كيف.. ومش عاوزة تعترفي بغلطك أنا صح غلطت بس أنتي كمان كنتي غلطانة 
ضحكت بصوت مرتفع نسبيا ثم نظرت له بدهشة وقالت في قهر
_عاوز تقول يعني اننا اتصافينا دلوك كيف ما أنتي وچعتيني أنا وچعتك كمان 
استنكر طريقة تفكيرها وضيق عيناها پصدمة وسرعان ما هتف پغضب
_أنا مقولتش إكده أنا قصدي أن اللي احنا فيه دلوك بسبب عنادك وعنادي احنا الاتنين السبب في وضعنا ده 
ابتسمت بقسۏة وهزت رأسها بالنفي هامسة
_لا أنت السبب أنا مضربتكش على يدك لما سبتك عشان اخليك تروح تتچوز عليا.. أنت عملت إكده عشان ټنتقم مني وترد كرامتك يعني متعلقش شماعة اخطائك عليا ياچلال
تجرع كلماتها القاسېة رغما عنه ككل مرة وصمت پألم وحزن ثم رد عليها بالأخير يعلن تنازلا جديدا أمامها
_مش أنا اللي كنت عاوز اقتل أخوكي يافريال
مال ثغرها للجانب في بسمة مستهزئة وردت بمرارة
_اتأخرت

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات