الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

وغنج أنثوي مثير
_ومش هتدوق.. اوعاك اشوفك بتاكله من يد حد تاني وبتشكر فيه ياچلال 
ابتسم ورمقها بغرام هامسا وهو يقترب منها بوجهه أكثر 
_ وهو اللي ياكل من اليد العسل دي يعرف كيف ياكل من يد تاني من الأساس
ابتسمت له بعشق بينما هو فكالت نظرته المشتاقة والراغبة قبل أن يقول غامزا
_أنا مرة واحدة حسيت روحي مش چعان خلي الوكل ناكل شوية قولتي إيه
طرح سؤال ولم يمنحها فرصة الإجابة حيث نال منها وانغمسوا معا بلحظاتهم الخاصة والغرامية وسط ضحكها وهمساته المرحة والرومانسية التي لا تخلو من الوقاحة بالتأكيد... 
فاق من شروده على صوت منيرة وهي تهتف باستغراب 
_چلال سرحت وين إكده.. بقولك هناكل إهنه ولا فوق في اوضتنا
سحب يده من قبضة يدها ورد ببرود وخنق
_أنا مش جعان ورايا شغل وماشي كلي أنتي
وبظرف لحظة كان يستدير ويبتعد متجها للخارج لكن اصطدم بأمه التي سألته بتعجب
_ على وين إكده ياولدي مش هتاكل ولا إيه دي مرتك من صباحية ربنا واقفة في المطبخ بتحضرلك الوكل اللي بتحبه 
ظهر الخنق على ملامحه وهو يقول بعدم اكتراث 
_ورايا شغل ضروري.. كلوا أنتوا بالهنا والشفا 
قفلت جليلة طريقه ووقفت كالسد وهي تسأله بلطف رغم حزم سؤالها
_شغل إيه بس ياولدي ده أنت عريس مش تاخد أجازة لأسبوع إكده تريح فيها راسك وتتبسط مع مرتك 
تنهد الصعداء بنفاذ صبر ورد عليها بحدة ونظرة مريبة
_الشغل مبيوقفش ياما عشان حاچة.. خليني امشي عاد عشان اتأخرت
أبعدها من طريقه بكل رفق وغادر ليترك زوجته تشتعل من فرط الغيظ بسبب تجاهله الدائم لها واستحواذ فريال على عقله طوال الوقت أما جليلة أخذت تتابعه في نفاذ صبر وخنق وهي تقسم أنها لن تسمح لابنة ابراهيم أن تعود لابنها من جديد أبدا..... 
كان بلال يجلس فوق إحدى المقاعد الخشبية أسفل المظلات بالجامعة وبيده هاتفه يضعه فوق أذنه يجري اتصال بأخيه وينتظر الرد منه.. لم يحصل على رد منه فعاد يكرر الاتصال مجددا وهو يتنهد بضيق وبتلك اللحظات بينما كان يدور بنظره في الأرجاء حول بكل تلقائية سقطت عينيه على حور وهي تجلس بجوار نفس الشابابن خالتها ويتبادلون أطراف الحديث بحميمية وجدية أنزل الهاتف من على أذنه وثبت نظره عليهم يتابعهم بتركيز في نظرات مشټعلة لا يفهم ما الذي يحدث له لكن تتأجج النيران بصدره كلما يراها تجلس مع ذلك الرجل وتخلق رغبة شديد في ثناياه أن يندفع نحوهم ويجذبها من جانبه مانعا أياها من الحديث معه أو مع أي رجل غيره حتى.
شعر بالخنق من طول متابعته لهم وتزايد غضبه فهب واقفا وسار مبتعدا ينوي الدخول لمبنى الكلية حتى لا يراهم أمام عينيه ويفقد أعصابه أكثر لم يكترث لصياح صديقه الذي كان يركض خلفه محاولا اللحاق به.. قبض على ذراعه واوقفه عنوة وهو يقول بانزعاج
_إيه ياعم بنده عليك ومطنشني في إيه!
بلال باستياء محاولا عدم النظر تجاه حور 
_مش مطنشك يامؤمن بس مليش مزاج اتكلم ومتعصب 
ضيق الآخر عينيه بحيرة وسأله في اهتمام
_متعصب.. في حاچة حصلت ولا إيه في البيت عندك 
انحرفت عيناه رغما عنه نحوها ورآها تضحك بقوة وسط حديثها معه فتمالك انفعالاته ورد على مؤمن بغيظ مكتوم
_أنا داخل جوا عاوز تاچي تعالي معاوزش خلاص 
رغم أن مؤمن لم يفهم ما سبب عصبيته المفرطة وتحوله المفاجيء هذا إلا أنه لحق به بسرعة ولم يتركه بمفرده....
بمساء ذلك اليوم في تمام الساعة الحادية عشر قبل منتصف الليل...
كان يجلس بغرفة الجلوس الصغيرة الخاصة بعمران ويلقي بنظره من النافذة شاردا الذهن وهو جالس فوق الإريكة يعيد الساعات القليلة التي مرت من هذه الليلة عندما ذهب مع أبيه وعائلته وعمران ليتقدموا بطلب يد الفتاة التي اقترحتها عليه إخلاص ووافق.
تذكر كيف كانت مرتبكة وخجلة عندما دخلت الغرفة عليهم وهي حاملة فوق يديها صينية فوقها كاسات العصير.. لم تتجرأ على رفع نظرها إليه من فرط حيائها وقدمت له العصير بعينين تدفنهم في الأرض بتلك اللحظة لعڼ نفسه ألف مرة على ما سيفعله بتلك المسكينة فتاة جميلة مثلها تستحق رجل يحبها ويصعد معها للنجوم من فرط عشقهم لبعض.. لكن هو قلبه ليس بيديه ولن يستطيع منحها الحب ليته لم يوافق من البداية قبل أن يدخل بقدميه لطريق ليس به عودة.
انتهى الأمر وتم تحديد كل شيء بجلسة واحدة حتى أن الخطبة ستتم بعد أسبوعين من اليوم.
انفتح الباب ودخلت إخلاص.. كانت تبحث عن عمران وظنته هنا لكن عندما رأت بشار على هذه الحالة تنهدت الصعداء بحزن ودخلت لتقترب منه بخطواتها الهادئة وتجلس بجواره هامسة 
_ إيه ياولدي أنت معجبتكش عروستك ولا إيه! 
تأفف بشار بقلة حيلة ومسح على وجهه وهو يردف بصوت مهموم
_مش عاوز أظلمها ياما معايا ملهاش ذنب إني قلبي متعلق بواحدة تاني هبقى بخونها.. أنا ندمان إني وافقت 
اشتدت قوة نظرات إخلاص التي قالت بجدية ولين 
_أنت عملت الصح يا بشار متقولش ندمان ياولدي.. إيه هتفضل عايش لحالك إكده طول عمرك لا معاك بيت ولا عيال عشان خاطر الست رحاب بعدين إنت عرفت من وين إنك هتظلمها مش يمكن لما تخطبها وتعرفها تحبها وتنسى رحاب 
بشار بشجن
_الموضوع مش بالسهولة دي ياما
إخلاص بحدة وإصرار كله ثقة
_طول ما أنت مصعبه على نفسك هيبقى صعب.. سيب روحك ومتفكرش في اللي جاي وادي لنفسك ولخطيبتك فرصة وأنا متوكدة إنك هتحبها.. البت كيف البلسم تتحط على الچرح يطيب وانت شوفتها كيف كانت النهاردة
زفر بقوة وقال مغلوبا في أسى 
_صدفيني أنا نفسي وبتمنى أن اللي بتقوليه يحصل واقدر احبها وانسى رحاب
ابتسمت إخلاص بحنو وقالت في أمل وسعادة
_طالنا أنت اللي بتقول إكده يبقى هيحصل أطمن.. أنت دلوك متفكرش في حاجة وافرح بس وجهز لخطوبتك اللي بعد اسبوعين دي.. عشان كمان لسا هننزل نشتري الشبكة للعروسة 
بشار بنبرة خاڤتة ومتعبة 
_ أن شاء الله ياما أن شاء الله 
اتسعت ابتسامتها أكثر ورتبت فوق كتفه بحنو ثم استقامت واقفة وسارت تجاه الباب لتتركه وتغادر الغرفة...
داخل غرفة عمران....
فتح الباب بهدوء تام ودخل ثم أغلقه بنفس الطريقة وقاد خطواته للداخل لكنه توقف عندما وجدها تقف أمام الخزانة ترتب الملابس وهي مرتدية بنطال وبلوزة ضيقة دون أكمام.. تفحصها بنظره في تلك الملابس الناعمة والجميلة بنظرات دقيقة لكنه غضن حاجبيه باستغراب عندما لاحظ ذراعها وجلدها الذي تلون بالازرق الداكن.. وسرعان ما تبدلت ملامحه للحنق عندما تذكر شجارهم بالصباح وأنه كان يقبض على ذراعها پعنف والنتيجة أمامه الآن.
فاقت من شرودها وانتبهت لوجوده فانتفضت والتفتت برأسها للخلف تجاهه وفورا أسرعت تجذب شالا من الخزانة تضعه فوق ذراعيها تخفي جسدها عن أنظاره وهي ترمقه بغيظ وانزعاج.. فتأفف هو مغلوبا واقترب منها ليقف أمامها مباشرة هاتفا بلهجة حادة
_شيلي الشال ده ووريني دراعك 
تراجعت خطوة للخلف وقالت بعناد في ڠضب
_ملكش صالح بيا
تنهد الصعداء ببرود مزيف ليجيبها في لهجة آمرة لا تقبل النقاش
_سمعتي قولت إيه! 
صاحت به في استياء شديد 
_مسمعتش ومش عاوزة اسمع منك حاچة بعد عني ومتتكلمش معايا واصل 
أنهت عبارتها وهمت بالابتعاد.. شهقت پصدمة وباللحظة التالية دون تفكير كانت تصرخ بصوتها المرتفع فأسرع هو وكتم على

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات