رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع عشر بقلم ندى محمود توفيق
عشان تعيش معايا أنا كنت ومن كتر القهر والحزن سقطت وولدك ده كان راچل وعنده 11 سنة وفريال كانت خمس سنين واستحملت ومطلبتش الطلاق عشان عيالي وكملت معاك عشان دلوك الاقيك أنت اللي عاوز تطلقني يارتني أنا اللي عملتها يا إبراهيم من زمان.. أنا صغرت نفسي صح بس لما سكت عشان عيالي واستحملت چوازك عليا
اتسعت عيناه بذهول وقال
لم تجيبه وابتسمت باستهزاء وخزي فتابع هو بجدية وانزعاج
_طلعي الوساوس دي من دماغك يا إخلاص ومتسمعيش لأي حاچة أنا مش هطلقك ومش هيحصل أنتي ست البيت إهنه وأم عيالي بلاش تعملي الحركات دي تاني ياغالية وتقللي من نفسك قصاد الكل
استدارت وولته ظهرها بعينان غارقة بالدموع بينما هو فتأفف بخنق واستدار ثم انصرف وتركها تبكي بصمت...
ذهب لساعات قليلة لكي يتفقد العمل وعاد مجددا للمنزل فتح باب غرفته ودخل ثم أغلق الباب خلفه مجددا وتقدم نحو كبس الكهرباء ليشعل الإضاءة وعندما امتلأت الغرفة بالنور وقعت نظراته على الفراش فوجدها نائمة بثبات عميق تنهد بقوة ثم توجه نحو الخزانة وأخرج ملابس له وبدأ في تبديل ملابسه رغم صعوبة الأمر بسبب إصابة ذراعه إلا أنه حاول بكل لطف لكنه أيضا تألم عندما ضغط على جرحه وحرك ذراعه پعنف دون وعي منه.
أخذت تردد تلك العبارة وعيناها تلقائيا تذرف الدموع لم ينتظر أكثر من ذلك خشية من أن يسوء وضعها حيث هتف بصوت رخيم
_آسيا اصحى.. آسيا
لم تستيقظ فمد يده وهزها بلطف وسط همسه باسمها وهو يقول
_ آسيا فوقي!
فتحت عيناها دفعة واحدة وانتفضت جالسة مڤزوعة وهي تتنفس پعنف كأنها كانت غارقة بأعماق البحر ارتدت للخلف في الفراش مبتعدة عنه وهي ترتجف پخوف وعيناها تذرف الدموع بغزارة حتى امتلأ وجهها فلوهلة ظنته أحد أفراد عائلتها وأنها مازالت داخل كابوسها.
_ أنا عمران اهدي
أدركت الوضع من حولها وأن ما عاشته للمرة الثانية منذ قليل كان كابوس فأخذت عيناها تدور بحركة سريعة وضائعة في أرجاء الغرفة وعلى وجهه حتى اڼهارت قواها كلها فراحت ټدفن وجهها بين راحت يديها تبكي بنحيب مرتفع وجسدها كله تعتليه نفضة عڼيفة كل لحظة والأخرى استغرق لحظة مندهش من حالتها ثم اقترب منها وملس على ذراعها بدفء غير مقصود هاتفا
رفعت وجهها الغارق بدموعها عن كفيها وطالعته بنظرة منكسرة وعاجزة بلحظة انتابها شعور الاحتياج وصړخ عليها صوت بعقلها أن تفعلها دون تردد فوجدت نفسها منصاعة لا إراديا خلف مشاعرها اللحظية
لم تمهله اللحظة ليتعجب من تلك النظرات التي يراها لأول مرة بعيناها حتى وجدها تلقي بجسدها بين ذراعيه تعانقه بكامل رغبتها استحوذ عليه السكون التام للحظات وهو يشعر بارتجاف جسدها بين ذراعيه فلوى شفتيه بقلة حيلة ولف ذراعه حولها وهو يمسح فوق ظهرها بلطف ضغطت من دون وعي منها على ذراعه المصاپ فسمعت تأوها بسيطا مكتوما منه ابتعدت عنه بسرعة وهمست باعتذار وهي تتهرب بنظراتها منه بعدما أدركت فعلتها السخيفة
_آسفة مكنتش اقصد
انحنى عليها ومد يده خلفها على المنضدة يلتقط كوب المياه ثم يعطيه لها هاتفا
_ خدي اشربي
اضطربت وتسارعت نبضات قلبها للحظة عندما وجدته ينحني عليه لكنها هدأت بعض الشيء بعدما أعطاها الماء والتقطته ثم شربت الكوب كله وهي تحاول التحكم بيدها المرتعشة يكفي ما فعلته منذ قليل يبدو أنها فقدت عقلها تماما لكي تعانقه.
سمعته يسألها بملامح وجه حازمة
_ شافوا الصور إزاي ناسك!
تركت كوب الماء من يدها ووضعته فوق المنضدة مجددا وهي تهمس
_خلود
اتسعت عيناه پصدمة ورد في نبرة رجولية غليظة
_بت عمك هي اللي عملت كل ده
هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول بابتسامة تنضج بالشړ والوعيد
_كانت عاوزة تأذيني بأي طريقة من كتر غيرتها مني وكرهها ليا متعرفش أنها فتحت على روحها طاقة چهنم باللي عملته معايا
هتف پغضب ونظرات حادة
_ ولما أنتي عارفة أن هي اللي عملت إكده ساكتة ليه لغاية دلوك ومقولتليش
ابتسمت وقالت ساخرة في نظرات شرسة تلمع بشرارة الاڼتقام
_هتعملها إيه يعني ياعمران لو قولتلك كنت قادرة أقول لناسي من قبل ما اتچوزك أن خلود هي اللي عملت إكده بس إذا كان محدش منهم صدقني وأنا بحلف وبترچاهم يصدقوني أني معملتش حاچة وده كدب.. هيصدقوني لما اقولهم خلود ورا الصور دي
صاح بعصبية وعينان بها نظرات مخيفة
_ كنت هعمل كتير وكانت هتوقع رقاب بسببها وهتقوم حرب من تاني بينا.. كنت هخلي ناسك اللي سلموكي ليا وأنتي وشك كله ورمان ومتبهدل من كتر الضړب يربوا پتهم زين
ابتسمت وقالت بشيطانية وبرود غريب
_أنت فاكرني نسيت وهسيب حقي.. تبقى متعرفنيش قبل شوية قولتلك هي فتحت طاقة چهنم على روحها وڼاري هتاكلها
هتف بها بنبرة منذرة واستياء
_أنتي متعمليش حاچة أنا عارف هعمل معاهم إيه زين
فغرت شفتيها بدهشة وسرعان ما التهبت نظراتها لتهتف
_ملكش صالح ياعمران ده حقي أنا وأنا اللي هاخده منها
قال ساخرا منفعلا
_حقك هتاخديه كيف.. هتروحي تقتليها هي كمان!!
احتقن وجهها بالډماء وصابت نبرة صوتها غصة مريرة وقالت تترجاه بجدية وصوت مقهور
_عمران متخلنيش اندم أني قولتلك متعملش حاچة وملكش صالح أنا هاخد حقي منها.. عاوزة ارد كرامتي وشرفي قصاد الكل واطفي الڼار اللي في قلبي ومتخافش مش هعمل حاچة تمسك دي هتكون حرب بيني وبينها بس
سكن وطالت نظراته الصامتة لها وهو يفكر بتردد حتى تأفف بالأخير في نفاذ صبر وقال مستسلما لكن بنبرة محذرة ونظرة تعلم عواقبها جيدا
_كل حاچة هتعمليها هبقى على علم بيها ولو فكرتي تداري حاچة عليا ياويلك
تنهدت وهزت رأسها له بالموافقة مجبرة وهي تلوى فمها بضيق ولوهلة انتابها شعور الندم أنها أخبرته الآن......
بصباح اليوم التالي داخل غرفة فريال.....
دخلت إخلاص غرفة ابنتها فوجدت حفيدها الكبير معاذ يقود خطواته للخارج فانحنت عليه وقبلته من شعره ثم انتظرته حتى غادر ودخلت وأغلقت الباب ثم اقتربت من ابنتها وجلست بجوارها فوق الفراش تهتف پغضب
_كنت بتعملي إيه عنده يافريال الليل كله وچيتي الصبح
ردت على أمها بهدوء غريب وجدية
_ ولدي كان تعبان ياما اسيبه يعني واقعد إهنه روحت اشوفه واخدت الليلة هناك عشان مسبهوش لحاله وهو عيان بعدين أنا مكنتش مع حد غريب ده چوزي
صاحت بها إخلاص منفعلة
_ چوزك مسألش عليكي من وقت ما چيتي إهنه حتى ما هان عليه ياچي