السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع عشر بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

ميثاق الحړب والغفران
_ الفصل السابع عشر_
فتح جلال عيناه دفعة واحدة مڤزوعا على أثر صوت صفع الباب العڼيف غضن حاجبيه باستغراب وحيرة يتساءل عن هوية الشخص الذي كان بالغرفة وغادر وصفع الباب خلفه بهذه الطريقة الچنونية لكنه لم يكترث للأمر كثيرا وتجاهله ثم رفع يده وراح يمسح على وجهه وشعره متأففا بهدوء ثم أخفض نظره لزوجته النائمة  تأملها للحظات بغرام وهي نائمة بعمق وملامحها الرقيقة ترسل لروحه الثائرة سكونا وراحة لا يستطيع أحد أن يحققه غيرها انحنى عليها ولثم جبهتها بلطف ثم ابتعد بوجهه وتمعن بها من جديد لكن ابتسامة وجهه اختفت حين تذكر ما فعلته ورغبتها بالانفصال عنه   أصبح لا يستطيع فهمها لكن ذلك ليس مبرر لهجرها له ولن ينهي غضبه منها ولا حتى شعوره بالخذلان.

أبعد رأسها عن ذراعه برفق شديد ووضعها فوق الوسادة ثم ابتعد هو عنها بكل بطء إلى أن غادر الفراش كله واتجه نحو الحمام ليغتسل ويزيل بقايا النعاس والخمول عن وجهه وجسده وبعد دقائق معدودة خرج وارتدى ملابسه وغادر الغرفة وتركها نائمة.
نزل الدرج وكان بطريقه لغرفة الجلوس الكبيرة لكي يتحدث مع جده لكن خرجت جليلة أمامه وأوقفته وهي تسأله بنظرات مشټعلة 
_ بت إبراهيم بتعمل إيه إهنه ياچلال!
تطلع لأمه بقوة ورفع حاجبه متعجبا من سؤالها ثم قال 
_أنتي اللي ډخلتي الأوضة علينا
أجابت جليلة بشدة وڠضب 
_ دخلت عشان فاكرة ولدي وحده وكنت رايحة اصحيه بس لقيت ست الهانم نايمة في حضنه
اشتدت حدة نظراته وظهر الانزعاج على قسمات وجهه وهو يهتف 
_هي مش ست الهانم دي مرتي ولا إيه ياما!
رمقته جليلة باستهزاء وقال مستاءة 
_ ومرتك دي برضوا اللي سابتك وعاوزة تتطلق منك إيه اللي چرالك ولا هي ضحكت عليك بكلمتين
مسح على وجهه متأففا پغضب فحاول تمالك أعصابه حتى لا ينفعل على أمه وهم بالانصراف من أمامها لكنها اوقفته للمرة الثانية وهتفت بحزم 
_قولتلها أنك كلها أسبوع وتتچوز ولا لا كمان!
جلال بعصبية ولهجة تحذيرية 
_ لا مقولتلهاش ياما وأنتي مش هتقوليلها حاچة كمان 
ضحكت بسخرية وردت 
_ إيه ناوي تداري عليها ومتقولهاش ولا تكونش هتتچوز في السر 
زفر بصوت مرتفع في خنق وأردف في نفاذ صبر 
_ هقولها بس مش دلوك.. واطمني فريال نهت كل اللي بينا ومهما تعمل مش هعرف ارچع معاها كيف الأول
انهى عبارته واندفع من أمامها متجها نحو غرفة الجلوس ليتحدث مع حمزة ورغم أنه تركها سعيدة ومطمئنة مما تفوه به إلا أنها لا تأمن فريال وحيلها في نيل رضاه مجددا.

داخل منزل إبراهيم الصاوي تحديدا بالمطبخ كانت تقف آسيا وحيدة داخله وتقوم بتحضير الطعام رغم أنها وجدت صعوبة بالبداية في إيجاد مكونات الطعام المختلفة والخضروات والبهارات وقضت وقت طويل وهي تبحث عنهم بالمطبخ كله وعندما وجدتهم بدأت فورا في تحضير الطعام بعد مرور الوقت وهي منشغلة بالتحضير كانت تقريبا انتهت وعلى وشك وضع الصحون فوق صينية الطعام وتأخذها وتصعد بها لغرفتها لكن دخول شخص من أكثر الأشخاص الذي لا تطيق تحمله وتشعر أنها ستنفجر من شدة الغيظ والخنق عندما تراه جعلها تتوقف للحظة وتتطلع إليه مطولا بقوة بينما الأخرى فردت بكل برود وهي تبتسم 
_ كيفك يا آسيا
تجاهلت سؤالها وهزت رأسها بقرف دون أن تجيب عليها واستدارت بجسدها للصينية الصغيرة تهم بحملها لكنها اوقفتها بنبرتها الساخرة ولم تكن طبيعية كالسابقة أبدا بل كانت حاقدة 
_عمران عمره ما كان هيوافق يتچوز واحدة كيفك وطالما هو اتچبر فقريب قوي هيطلقك وترچعي لناسك اللي رموكي
تحكمت آسيا في انفعالاتها بصعوبة وأظهرت البرود والثبات الأنفعالي ثم حملت الصينية وتقدمت نحوها لتقف أمامها مباشرة وتبتسم بخبث متمتمة في لهجة شيطانية متعمدة حړق روحها كما فعلت للتو 
_وماله يطلقني أنا معنديش مشكلة بس أنتي اللي صعبانة عليا عشان لا كان ليكي فرصة قبل ما يتچوزني ولا بعد ما يطلقني هيبقالك فرصة
احتقنت ملامح الأخرى فابتسمت آسيا بتشفي وتابعت بقسۏة أشد 
_ياريتك تبقي كيف رحاب أختك.. أختك الصغيرة على وش چواز وأنتي لساتك قاعدة عشان حاطة في دماغك أنه هيچي يوم ويبصلك فيه نصيحة الحقي اتچوزي احسن ما تفضلي قاعدة وتلاقي العمر چري بيكي وتبقي بايرة والناس مبترحمش في زمنا ده 
القت عليها آسيا نظرة أخيرة كلها قوة قبل أن تبتعد وتغادر فقابلت فور خروجها من باب المطبخ عفاف التي نظرت للطعام الذي تحمله باستغراب وآسيا رمقتها بشړ واستياء ثم أكملت طريقها تجاه الدرج تقصد الطابق الثاني حيث غرفتها.
وصلت أمام الباب فحملت الصينية على يد واحدة للحظة وبسرعة فتحت الباب بيدها الأخرى ثم دخلت واغلقته بقدمها في هدوء وجدته يجلس فوق الفراش ويستند عليه بظهره للخلف ثم راح بتابعها بصمت وهي تسير نحوه حاملة الطعام وعندما وصلت إليه انحنت ووضعت الطعام أمامه دون أن تتفوه بحرف واحد فلاحظت نظراته الغريبة لها لم تكن غاضبة أو عادية حتى بل كانت محملة بعلامات الحيرة والتعجب ففهمت ما يدور بذهنه وقررت تصحيح ظنونه على الرغم ما أنها صحيحة لكنها هي التي تنكرها ولا تتقبلها فقالت بعنجهية 
_ أنا لو وافقت على اللي قولته قبل ما أنزل وأني هخدمك وعملتلك الوكل فده بس عشان أنا غلطانة صح ولازم اتحمل نتيچة غلطي بس مش عشان أنا خاېفة منك طبعا 
طالت نظرته الجامدة لها قبل أن يخفض رأسه تجاه الطعام ويبدأ في الاكل متمتما ببسمة ساخرة 
_ يعني أنتي مبتخافيش مني!
عقدت ذراعيها أسفل صدرها وردت في ثقة مزيفة وتيه 
_أنت شايف إيه يعني
نظر في عيناها بثبات وقال بهمسة تحمل بحة رجولية مربكة 
_ أنا شايف الكدب في عنيكي 
اضطربت من رده وحين نظرت في عيناه الثاقية ومقلتيه السوداء بتدقيق توترت أكثر فاشاحت بوجهها عنه بسرعة لا تعرف أتتهرب من نظراته أم من نفسها!.. لكنها أبت حتى إظهار تأثرها به وخشيت أن يلاحظ هذا فتصرفت بطبيعية وكأنها لا تبالي به من الأساس واقتربت من الفراش تجلس على الحافة في الجهة المقابلة له شعر هو أنها ليست طبيعية وأن هناك ما يزعجها أو يربكها لكنه لم يكترث لها كثيرا وأكمل طعامه لكن لحظات قصيرة وتوقف مجددا عندما لمح السلاح على الأرض بجانب الفراش فالقى عليه نظرة مطولة ثم نظر لها في نظرة عابرة وانحنى من فوق الفراش يمد يده إلى الأرض ليلتقطه ويمسكه بيده هاتفا 
_ده لساته مكانه من ليلة امبارح 
نقلت عيناها بينه وبين السلاح وعندما تذكرت أن بداخله مازال يحمل رصاص ورأته وهو يمسكه بطريقة خطړة زعرت وخشت أن يصيب نفسه مجددا دون قصد فجذبته من يده بسرعة وقالت بصرامة 
_متمسكهوش لساته فيه رصاص
رأى أنها توجهه نحوه دون وعي منها بسبب توترها الملحوظ فمد يده لها وهو يهتف پغضب وحدة 
_بعديه من وشي إيه ناوية تچبيها في نفوخي المرة دي.. هاتي اللي في يدك ده واوعاكي تمسكي

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات