رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن عشر بقلم ندى محمود توفيق
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
حاچة تعالى معايا هو مشوار سريع وزيارة المړيض بتكون قصيرة يعني مش هنطول
زفر بقوة في خنق ورد بالأخير مغلوبا
_ طيب ياما خلاص هروح معاكي
تهللت أسارير عفاف بشكل غريب وهبت واقفة بعد أن رتبت على كتفه بدفء متمتمة بوجه مشرق
_زين.. أنا هروح أنام تصبح على خير
بلال بحيرة من حالتها المريبة
_وأنتي من أهله!
بصباح اليوم التالي......
_ ازيك يامنيرة
تعجبت من ترحيبها وابتسامته البشوشة في وجهها لكنها رجحت أنها بالتأكيد لا تعرف شيء عن حقيقة زواجها من زوجها الذي سيتم بعد يومين ردت عليها بود مزيف
فريال برقة تليق بها
_ الحمدلله بخير.. انا كنت هكلمك وأسألك لو فاضية وعندك مچموعة عشان اچبلك عمار تديله درس
ضحكت منيرة وردت عليها في غنج ولؤم
_ من عيوني متقلقيش هديله دروس كتير قوي قريب
غضنت فريال حاجبيها بعدم فهم وترسل لها بعيناها إشارات استفهام لتقول بعدها بجدية
أطلقت الأخرى ضحكة مستفزة وقالت على عجالة وهي تبتسم بتشفي
_ هتفهمي قريب مټخافيش.. أنتي دلوك متعرفيش حاچة للأسف بس قريب هتباركيلي
أنهت عبارتها واندفعت للداخل تترك فريال متسمرة بأرضها لا تفهم شيء من تلك الألغاز التي ألقت بها دفعة واحدة في وجهها كانت تفكر بتدقيق محاولة فهم ما تقصده لكنها فشلت.
ردت عليه بنبرة عادية
_دي منيرة المدرسة اللي كنت عاوزة اودي العيال عندها
ظهر الاضطراب عليه أكثر وراح يسألها بترقب
_إيه قالتلك!
رمقته بتعجب واردفت ببساطة امتزجت بنظراتها القوية
_ولا حاچة اتكلمنا عادي.. أنت من امتى بتسأل ولا تهتم بكلام الحريم ده!
زفر بخنق وأجابها في جدية وهو يحرك محرك السيارة لينطلق بها
_ چيت اچيب شوية حچات ليا وللعيال
لم يعقب ولم يطرح أسئلة اكثر من ذلك فقط كان يقود السيارة بسكون وكانت نظراتها ثابتة عليه تتمعنه بتركيز شديد.. فطرتها شديدة الحساسية كأي أنثى كانت تشعر أن هناك شيء يخفيه عنها داخلها يأكلها من القلق والړعب ف على غير عادته كان يتفادى النظر إليها ليس ڠضب كما اعتادت ولكنه كان قلقا كأنه يتهرب من النظر لعيناها أو الحديث معها.
وسط شرودها به لمحت يده اليسار الملفوفة بقماش طبي أبيض فاتسعت عيناها وسألته بزعر
_ مال يدك ياچلال
أنهت عبارتها وهي تمد يديها الناعمة وتحتضن كفه تتركه يقود بيد واحدة أجابها هو بحنو غير مقصود مبتسما دون أن يحيد بنظره عن الطريق
_احنا وبننقل الاچهزة في المعرض مكوة وقعت على يدي بالغلط
استاءت وهتفت تعنفه بانزعاج نابع من خۏفها
_ وأنت تنقل حاچة ليه ياچلال مش في عمال هما اللي بينقلوا الأچهزة
لم يعقب على ردها والتزم الصمت فراحت هي تتطلع في وجهه بنعومة وتسأله بنبرة مدللة تذهب العقل
_وچعاك طيب
ضحك وهز رأسه بالنفي ثم جذب يده من قبضتها بلطف وهو يبتسم بينما هي فظلت عيناها العاطفية عالقة عليه وبالأخير أشاحت بوجهها وراحت تتابع الطريق بنظراتها ظل هو بين كل لحظة والأخرى يلتفت لها ويتطلعها بنظرة كلها شوق وحزن ومرارة...
كان بلال يقود خطواته مع أمه بنفس الشارع الذي أوصل حور إليه بصباح الأمس.. رغم الحيرة وتعجبه إلا أنه لم يكترث للأمر كثيرا وتجاهله مفسرا إياه أنه ليس أكثر من صدفة تقليدية بحتة.
استمر في السير حتى دخلوا بناية مكونة من خمس طوابق ثم صعدوا الدرج حتى الطابق الثالث وكانت عفاف هي تسبقه وتحمل بيدها أكياس داخلها فواكه وزجاج مياه غازية كزيارة للمريض.. توقفت أمام الشقة ورفعت يدها ټضرب فوق الجرس وكان هو يقف خلفها على مسافة بعيدة نسبيا يحاول التصنع بالطبيعية والبشاشة حتى لا يظهر للناس أنه جاء مجبور بعد الحاح والدته.
انفتح الباب وظهرت من خلفه حور وهي ترتدي عباءة منزلية خضراء وتلقي بطرحتها فوق شعرها بعشوائية وكان نصفه خارج حجابها وعلى ثغرها ابتسامة واسعة نقية ورقيقة مثلها لكن عندما نقلت نظرها من عفاف واستقرت عيناها عليه تلاشت ابتسامتها وحل محلها الذهول والسكون المريب كالأصنام!!! .....
........... نهاية الفصل .......