رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس عشر بقلم ندى محمود توفيق
إليه في إندهاش وضيق لتجده يلقي عليها نظرة مخزية ويقول بغيظ
_ بعد كل اللي عمله معاكي ده وكنتي عاوزة تقتليه.. أنا لو ماسك نفسي وحايش روحي عنك دلوك عشان أخويا بس واحتراما ليه مهما كان اسمك مرته للأسف
أطرقت رأسها أرضا بحزن وخنق دون أن تتحدث.. بينما هو فتركها وتحرك مبتعدا عنها يقود خطواته تجاه غرفته لكنها اوقفته بصوتها المبحوح ونظراتها الراجية
طالعها بقرف واستطرد بسخط
_ متستحقيش تعرفي وملكيش صالح
بقت مكانها عيناها عالقة عليه وهو يبتعد ليدخل غرفته ويتواري عن أنظارها شعرت بالعجز للحظة وأمتلأ قلبها باليأس فعادت بخطواتها الثقيلة لغرفتها مجبرة على تحمل الانتظار إلى أن يخبرها أحدهم بأي شيء عنه أو ربما يعود هو.
اقتربت من الفراش وجلست فوقه ثم راحت تحدق أمامها بفراغ ونظرات ضائعة ثم شردت للحظات قد تكون دقائق وهي تتذكر أفعاله معها دفاعه عنها أمام عائلته فوق مائدة الطعام وإخفائه للسبب الحقيقي خلف زواجهم اهتمامه بها عندما مرضت وحمايته لها من عمها وعائلتها وأخيرا تحمله لخطأها ونسبه لنفسه كأنه هو من الحق الأڈى بنفسه حقا.
داخل منزل خليل صفوان.......
كانت فريال تجلس بجوار ابنها المړيض وتضمه لصدره بحنو بعدما هدأ سعاله وانفاسه بدأت تعود لطبيعتها وكان شقيقه الصغير يجلس بجواره على الجانب الآخر من الفراش.
_ قوم ياعمار من چنب أخوك احسن تتعدي وتتعب أنت كمان
لم يظهر الصغير اعتراض ونهض من جوار أخيه ثم اتجه ليجلس على فراشه بينما فريال فاخفضت نظرها لمعاذ وتمتمت
_ هاا بقيت احسن دلوك ياحبيبي
اماء لها بالإيجاب ثم سألها بعبوس
_ أما أنتي هتمشي
هزت بالنفي وأجابته بحنو باسمة
_ لا هقعد معاكم الليلة دي يامعاذ
_ يلا عاد بزيادة عشان تناموا وأنت يامعاذ مينفعش تقعد سهران إكده عشان تخف بسرعة
لم يعترض معاذ لكن عمار زم شفتيه بخنق فرمقته بقوة وقالت مبتسمة
_يلا على السرير
سأل عمار بحيرة
قالت فريال بهدوء وهي تنهض من جانب معاذ وتمسك بيد عمار تقوده لفراشه لكي ينام
_راح يخلص شغل وراچع
صعد الصغير فوق فراش وتمدد بجسده الصغير ثم تابع أمه وهي تتجه نحو كبس الكهرباء وأغلقت الانوار ومن بعدها انحنت على رأس شقيقه المړيض وقبلته ثم عادت له وتمددت بجواره على الفراش تنوي النوم أيضا مثلهم ابتسموا لوجودها معهم ومشاركتها لهم في النوم بغرفتهم واغلقوا عيناهم لكي يخلدوا للنوم.
بعد مرور ساعة تقريبا وسط محاولاتها للخلود إلى النوم لكن دون جدوى فقد كان عقلها مشغول بالتفكير به وتحدق في الظلام أمامها بشرود متذكرة لحظاتهم الدافئة قبل ساعات وكانت البسمة تشق طريقها لشفتيها دون إرادة منها فاقت من شرودها