الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس عشر بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

إليه في إندهاش وضيق لتجده يلقي عليها نظرة مخزية ويقول بغيظ
_ بعد كل اللي عمله معاكي ده وكنتي عاوزة تقتليه.. أنا لو ماسك نفسي وحايش روحي عنك دلوك عشان أخويا بس واحتراما ليه مهما كان اسمك مرته للأسف
أطرقت رأسها أرضا بحزن وخنق دون أن تتحدث.. بينما هو فتركها وتحرك مبتعدا عنها يقود خطواته تجاه غرفته لكنها اوقفته بصوتها المبحوح ونظراتها الراجية
_ مش هتقولي أبوك قالك إيه عليه
طالعها بقرف واستطرد بسخط
_ متستحقيش تعرفي وملكيش صالح 
بقت مكانها عيناها عالقة عليه وهو يبتعد ليدخل غرفته ويتواري عن أنظارها شعرت بالعجز للحظة وأمتلأ قلبها باليأس فعادت بخطواتها الثقيلة لغرفتها مجبرة على تحمل الانتظار إلى أن يخبرها أحدهم بأي شيء عنه أو ربما يعود هو.
اقتربت من الفراش وجلست فوقه ثم راحت تحدق أمامها بفراغ ونظرات ضائعة ثم شردت للحظات قد تكون دقائق وهي تتذكر أفعاله معها دفاعه عنها أمام عائلته فوق مائدة الطعام وإخفائه للسبب الحقيقي خلف زواجهم اهتمامه بها عندما مرضت وحمايته لها من عمها وعائلتها وأخيرا تحمله لخطأها ونسبه لنفسه كأنه هو من الحق الأڈى بنفسه حقا.
عندما عادت لواقعها أدركت أن عيناها امتلأت بالعبرات فبكت بحړقة وألم.. بكاء على كل شيء أصابها ومازال ېؤذيها العجز وقلة الحيلة تستحوذها فقد وجدت نفسها عالقة بين شقي الچحيم من جهة والدها ومن الجهة الأخرى زوجها الذي تظنه متسبب في قتل أبيها وفوق كل هذا بدأت تفقد قدرتها على التحكم بمشاعرها تقلق وتهتم لأمره حتى أنها تتأثر بأفعاله والآن يمزقها شعور الندم على ما فعلته به.
جلست على الأرض واستندت بظهرها على الفراش ثم ضمت ساقيها لصدرها واستمرت في بكائها الموجوع تبحث عن مخرج ومفر لكن لا يوجد وكأن كل الطرق تؤدي إليه!.

داخل منزل خليل صفوان.......
كانت فريال تجلس بجوار ابنها المړيض وتضمه لصدره بحنو بعدما هدأ سعاله وانفاسه بدأت تعود لطبيعتها وكان شقيقه الصغير يجلس بجواره على الجانب الآخر من الفراش.
نظرت فريال لابنها الصغير وقالت بجدية
_ قوم ياعمار من چنب أخوك احسن تتعدي وتتعب أنت كمان
لم يظهر الصغير اعتراض ونهض من جوار أخيه ثم اتجه ليجلس على فراشه بينما فريال فاخفضت نظرها لمعاذ وتمتمت
_ هاا بقيت احسن دلوك ياحبيبي
اماء لها بالإيجاب ثم سألها بعبوس
_ أما أنتي هتمشي
هزت بالنفي وأجابته بحنو باسمة
_ لا هقعد معاكم الليلة دي يامعاذ
ابتسم بسعادة وعانق أمه بقوة حتى أن عمار هرول نحو أمه وعانقها وسط ضحكها على تصرفهم الطفولي والعفوي ثم ابعدتهم عنها وقالت بلهجة دافئة رغم حزمها
_ يلا عاد بزيادة عشان تناموا وأنت يامعاذ مينفعش تقعد سهران إكده عشان تخف بسرعة
لم يعترض معاذ لكن عمار زم شفتيه بخنق فرمقته بقوة وقالت مبتسمة
_يلا على السرير
سأل عمار بحيرة
_ هو أبوي وين
قالت فريال بهدوء وهي تنهض من جانب معاذ وتمسك بيد عمار تقوده لفراشه لكي ينام
_راح يخلص شغل وراچع
صعد الصغير فوق فراش وتمدد بجسده الصغير ثم تابع أمه وهي تتجه نحو كبس الكهرباء وأغلقت الانوار ومن بعدها انحنت على رأس شقيقه المړيض وقبلته ثم عادت له وتمددت بجواره على الفراش تنوي النوم أيضا مثلهم ابتسموا لوجودها معهم ومشاركتها لهم في النوم بغرفتهم واغلقوا عيناهم لكي يخلدوا للنوم.
بعد مرور ساعة تقريبا وسط محاولاتها للخلود إلى النوم لكن دون جدوى فقد كان عقلها مشغول بالتفكير به وتحدق في الظلام أمامها بشرود متذكرة لحظاتهم الدافئة قبل ساعات وكانت البسمة تشق طريقها لشفتيها دون إرادة منها فاقت من شرودها

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات