رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس عشر بقلم ندى محمود توفيق
تحمل الوعيد كلها شراسة ونقم
_ يرچع ولدي بالسلامة بس الأول وبعد إكده افضالك ولو طلعتي صح أنتي اللي طختيه هاخد روحك بيدي يابت خليل
لم تكترث آسيا بتهديداته السخيفة من وجهة نظرها وفور رحيلها عن غرفتها صفعت الباب خلفها پعنف ونزعت حجابها عن رأسها بعصبية ثم القته وراحت تمسح على شعرها وتشده بلطف وهي تقول بصوت نادم ومبحوح
منذ ساعات تنتظر بالغرفة وعيناها عالقة على ساعة الحائط تارة تخرج للشرفة وتنظر للشارع تتفقده ثم تعود للداخل مجددا ربما ما يدهشها أكثر ليس ما فعلته بقدر اهتمامها وقلقها عليه حاولت قټله من قبل لكن هذه المرة مختلفة فالندم ېقتلها هي الآن ولا تستطيع التوقف عن القلق حتى لو حاولت وكانت تسكت أصواتها القاسېة التي تحاول دفعها للامبالاة والتفوه بعبارات توقفي عن الاهتمام والندم فهذا ما كنتي تريدينه وتسعين له منذ البداية.. أن تقتليه وها أنتي حققتي الخطوة الأولى دفعت بتلك الأفكار بعرض الحائط وراحت تراقب الساعة التي تخطت الواحدة بعد منتصف الليل لم تتمكن من البقاء هكذا مكتوفة الأيدي وارتدت حجابها بسرعة ثم أسرعت للخارج لا تعرف ماذا تقصد لكن قالت ربما أجد أي شيء يمكنني من معرفة أخباره وبالفعل بينما كانت في طريقها للأسفل قابلت بلال الذي يبدو أنه كان بالخارج وعاد للتو اسرعت نحوه وسألته
ضيق عيناه باستغراب ثم تمتم في عدم فهم
_ عمران!
رجحت أنه قد لا يعرف شيء عن ما حدث ولم يكن موجودا فقالت بسرعة
_ طيب اتصل بيه عشان أنا معرفش رقمه ومعيش تلفون
بلال مضيقا عيناه
_ وأنتي عاوزة تتصلي بيه ليه.. هو ماله
تأففت بنفاذ صبر وقالت
_ تعبان وفي المستشفى يابلال
هتف بصوت خشن ومندهش
قالت بشبة صيحة منفعلة من فرط القلق
_ مش وقت اسألتك اتصل شوفه واطمن عليه الأهم دلوك
رمقها بحيرة وعدم فهم لكنه أخرج هاتفه وراح يتصل بأخيه ليطمئن عليه لكن صوت رنين هاتفه جاء من غرفته فالتفتت آسيا برأسها للخلف ولم تعود بها إلا على صوت بلال وهو يقول بتعجب
_ هو سايب تلفونه في البيت!!
_ أبوك وبشار معاه اتصل على أي حد فيهم
رغم حلقة الأسئلة التي تدور بذهنه الآن لكنه قرر أن يطمئن على أخيه أولا ليفهم ماذا حدث له ومن ثم يحاصرها بأسئلته.
اجرى اتصال بأبيه ودار بينهما حوار هاتفيا لم تسمعه لكنها كانت تتابع تعبيرات وجه بلال المنذهلة والقلقة وهو يستمع لأبيه الذي يسرد له ما حدث ويطلعه على أحوال شقيقه انتظرته على أحر من الجمر حتى ينتهي حديثه وعندما انتهى سألته بقلق ملحوظ
طالت نظرة بلال الصامتة لها.. كانت نظرة كلها شك يوشك أن يكون يقين وقال بالأخير في نبرة غليظة
_ أنتي ليكي يد في اللي حصل ده
زفرت بخنق عندما سمعت سؤاله واشاحت بوجهها بعيدا.. لا تستطيع الاعتراف بأنها هي من فعلت ولا تملك طاقة للدفاع أو حتى الكذب.
أخذ بلال يتطلع إليها پغضب ينتظر ردا حتى لو كان كڈبا لكن صمتها أكد شكوكه فابتسم بعدم تصديق وقال في عين ملتهبة وكلها بغض
لم تجيبه واكتفت بالنظر