الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس عشر بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

تعالى ياحچ عاوزاك في موضوع مهم 
تمتم ببعض الجدية رغم أنه بدأ يلين 
_ رايح اطمن على بلال 
ردت بسرعة باسمة 
_ بلال زين وبقى كيف الحصان أنا كنت لسا عنده وسبته عشان ينام 
رفع حاجبه لها وابتسم بلؤم مماثل لها فضحكت وجذبته من يده للداخل وأغلقت الباب بينما إخلاص فكانت تقف على باب غرفتها تتابع ما يحدث وهي تشتعل كجمرة من النيران وحين رأته يدخل معها ويتوارون عن أنظارها شعرت بأنها ستحترق من فرط غيظها فدخلت لغرفتها مجددا وصفعت الباب پعنف وسط شتمها لعفاف وتعهدها له.
كانت آسيا تقوم خطواتها شبه ركضا فوق الدرج وهو يصعد خلفها بهدوء على عكسها.. وعندما وصلت لغرفتهم فتحت الباب پعنف ودخلت وهي تتنفس بصعوبة ويداها ترتعش من فرط القهر والڠضب دخل عمران خلفها وأغلق الباب ثم قال بسخط ونبرة مريبة 
_ كانت أول وآخر مرة اعملي حسابك رچلك مش هتعتب بيتكم تاني 
استدارت له وقالت بمرارة ورباطة جأش 
_ اطمن أنا معدتش هدخل هناك تاني خلاص مكنتش مستنية كلامك.. كنت فاكرة أني ليا مكان في قلوبهم حتى لو صغير لكن طلعت غلطانة وهما نسيوني ومسحوني من حياتهم 
تقدم منها ووقف أمامها مباشرة هامسا بخشونة 
_ أظن دلوك عرفتي أن مكانك إهنه معايا وملكيش مكان تاني 
ابتسمت وقالت ساخرة في عينان مظلمة وكأنها مسلوبة الروح 
_ مش هتفرق كتير هناك نهايتي وإهنه چحيمي 
انهت عبارتها وتركته لتتجه نحو الشرفة تقف بها لتستنشق بعض الهواء النقي عله يهدأ من نيران صدرها.. بقت واقفة لدقائق طويلة وحين عادت للداخل لم تجده ظنته بالحمام لكن حين اقتربت منه وجدته فارغ لم تعقب كثيرا وتتساءل إلى أين ذهب بل تجاهلت الأمر وبدأت في تبديل ملابسها وعندما انتهت توجهت نحو الفراش وتمددت بجسدها عليه مغلقة عيناها علها تسبح بأحلامها بعيدا عن واقعها المؤلم.
عاد هو بعد نصف ساعة تقريبا فقد خرج وذهب للمحزن لكي يطمئن على الأوضاع عندما اتصل أحد العمال وأخبره بأن هناك عطل بالبرادات ويخشى أن تفسد الأسماك.
فتح الباب ودخل فوجدها نائمة بسبات فبدأ في نزع جلبابه عنه ودخل الحمام ليأخذ حماما دافيء قبل أن يخلد النوم خرج بعد دقائق معدودة وهو ممسكا بمنشفة صغيرة يجفف بها شعره من المياه استيقظت هي على أثر خطواته وحركته بالغرفة لكنها لم تفتح عيناها بسبب شعورها بالنعاس والخمول الشديد وراحت تكمل نومها مجددا لكنها فتحت جزء صغير من عيناها لا يرى ولمحته وهو يقترب من المنضدة المجاورة للفراش وتحديدا لرأسها لكي يلتقط جاهز التحكم بالمكيف ودون وعي منها مدت يدها ووضعتها فوق كفه الكبير تمنعه من التقاط الجهاز هامسة بصوت ناعس 
_ أنا بردانة 
ضيق عيناه بتعجب من عبارتها ويدها الممسكة بيده ودام سكونه لثواني قليلة وهو يتمعن الموقف قبل أن يسحب يده ببطء ويترك جهاز التحكم متراجعا عن تشغيل المكيف ثم ابتعد والتف حول الفراش من الجهة الأخرى ليتسطح بجسده العريض وقبل أن يغفو مد يده للغطاء ورفعه عليها يدثرها به...
بصباح اليوم التالي داخل الجامعة...... 
مر يومين منذ الحاډث ولم تراه بالجامعة أبدا.. ولا تعرف لماذا علقھا لا يتوقف عن التفكير به والقلق عليه باتت تبحث بوجوه الجميع بحثا عنه أملا في أن تراه ويكون عاد مجددا قلقها ينهش قلبها نهش ولا تتوقف عن طرح الأسئلة ماذا حدث له بعدما ذهب للمستشفى وماهو حاله الآن.
وسط شرودها انتشلتها صديقتها نور وهي تقول بحيرة 
_ سرحانة في إيه تاني يا حور!
تطلعت لصديقتها بتردد ورغبت في أن تتشارك معها ما يؤرق عقلها لكنها تعلم أنها لن تسلم منها إذا شكت لمجرد الشك فقط أنها معجبة بذلك الشاب فأثرت الصمت بالأخير ولم تجيب ولكن الأخرى كانت ذكية وماكرة حيث ابتسمت وقالت بشك 
_ أنتي من ساعة الحاډث اللي حصل للولد اللي اسمه بلال ده وأنتي كدا.. مكنتيش بتحبي تقعدي في الكافتريا أصلا وفجأة ياسبحان الله حبيتها ومش عايزة تقعدي غير فيها.. وطول ما أنتي قاعدة عينك مش ثابتة في مكان واحد وكأنك يعني بتدوري على حد كدا منعرفوش خالص هو اسمه بلال بس
لم تتمكن من حجب ضحكتها على مزحة صديقتها الأخيرة وردت مغلوبة بعدما أدركت أنها كشفت أمرها 
_ أنتي عايزة إيه بقى دلوقتي يانور 
لمعت عين نور بخبث وقالت 
_ عايزاكي تكوني جريئة كدا وتقوليلي أيوة أنا قاعدة هنا عشانه 
تأففت بنفاذ صبر وقالت ببسمة مستسلمة 
_ أيوة قاعدة هنا عشان مستنية أشوفه وفعلا بدور عليه ارتحتي كدا
هزت نور رأسها بالإيجاب وهي تضحك بخفة في استمتاع ثم القت نظرة على شاب يجلس على مقعد بمفرده بتفحص هاتفه وحين دققت النظر به قالت لحور 
_ هو مش ده صاحبه برضوا وهو اللي راح معاه المستشفى 
نظرت حور لذلك الشاب الذي تقصده فهزت رأسها وقالت بخفوت 
_ أه هو ليه! 
نظرت لها نور وقالت بجدية 
_ طب ما تروحي اسأليه عليه طالما أنتي مهتمة وقلقانة أوي كدا
اتسعت عين حور پصدمة وقالت برفض قاطع 
_ إيه الهبل ده لا طبعا مستحيل أعمل كدا.. هو تلاقيه لسا تعبان ولما يخف هيرجع الكلية 
قالت نور بغيظ 
_ ولغاية ما يخف احنا هنفضل نقعد في الكافتريا المملة دي بقى بنبص في اللي رايح واللي جاي مستنينه يظهر.. ما تروحي تسألي صاحبه يابنتي وخلصينا
هتفت برفض وأصرار في حدة 
_لا يانور قولتلك مش هسأل حد عايزاني اتفضح وهو يروح يقوله بعدين.. عايزة تروحي تسأليه أنتي روحي 
لوحت لها بيدها وقالت في قرف ساخرة 
_ واروح أسأله أنا ليه هو أنا اللي معجبة بصاحبه وقلقانة عليه!
استاءت حور بشدة واشتعلت نظراتها لتستقيم واقفة وتقول بضيق 
_ إيه معجبة دي أنا مقولتلكيش إني معجبة بحد.. أنا بس قلقانة عليه من باب الإنسانية أنا غلطانة إني بتكلم معاكي أصلا يانور
فغرت نور عيناها بدهشة من انفعال صديقتها التي اندفعت مبتعدة عنها وتركتها.. فهمست لنفسها متعجبة مازحة 
_ إنسانية إيه دي!.. والله ولسا فيكي إنسانية يابلد 
جذبت حقيبتها واستقامت واقفة مسرعة تلحق بصديقتها وهي تهتف منادية عليها وسط ضحكها 
_ ياسفيرة الإنسانية استنى!
لم تعيرها حور اهتمام واكتفت بإلقاء نظرة ڼارية عليها وأكملت طريقها بينما الأخرى فكانت تلحق بها وهي منخرطة في نوبة ضحك عڼيفة.
قادت إخلاص خطواتها تجاه غرفة الصالون حيث يجلس بشار يتابع بعض أعماله من المنزل بسبب تعبه البسيط.. وكانت تحمل له مشروب دافيء ليهدأ من حدة الحمة التي لديه.
وحين دخلت ورآها هي تحمل الصينية وفوقها كوب الينسون الدافيء وبجواره السكر والمعلقة ابتسم واستقام واقفا ثم اسرع نحوها وحمل عنها الصينية متمتما بحب 
_ تسلمي ياما ربنا يباركلنا في صحتك 
ابتسمت له بحنو أمومي عندما سمعته يناديها بأمه ورتبت على كتفه بلطف هاتفة 
_ اشرب وخد العلاچ اللي قولتلك عليه ياولدي عشان الدور ميزدش عليك 
اماء لها بالإيجاب وسط ابتسامة وجهه الجميلة وعاد مجددا يجلس فوق الأريكة وتبعته هي لتجلس بجوراه وتتابعه في صمت للحظات عندما انتبه لنظراتها قال بحيرة 
_ في

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات