رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع عشر بقلم ندى محمود توفيق
أما آسيا فكانت تبتسم بنصر وتشفي لكن سرعان ما اختفت ابتسامتها وقالت بقرف
_ اشبعي بيه ولدك أنا لا طيقاه ولا طايقة خلقتكم كلكم أصلا.. أن شاء الله قريب أخلص منه ومنكم
داخل المستشفى بإحدى الغرف الخاصة.. فتح بلال عيناه ببطء وسقطت عيناه أولا على صديقه الذي كان يجلس بجوار الفراش على مقعد وهتف له باسما
_ حمدلله على السلامة
_ اللي يسلمك يامؤمن
سكت صديقه للحظة ثم قال بجدية
_ عمران برا بيتكلم مع الدكتور
قال بلال بدهشة وضيق
_ قولتله ليه يا مؤمن.. الموضوع مش مستاهل كل ده
ضحك الآخر وقال ببرود ونظرة جادة
_طب متخليش أخوك يسمعك بتقول كدا لمصلحتك.. بعدين هعمل إيه تلفونك كان معايا لما كنت لسا موفقتش من البينج وهو اتصل رديت عليه وقولتله
_ زين ما عملت
انفتح الباب وظهر من خلفه عمران الذي تقدم نحو بلال وجلس بجواره هاتفا في قلق وحنو
_ عامل إيه يابلال دلوك
هز رأسه بالإيجاب لأخيه وتمتم ببسمة خاڤتة
_ أنا زين ياعمران.. ده چرح بسيط
احتقنت نظرة عمران وهو يسأله بصوت رجولي قوي
_ چرح إيه لولا ستر ربنا كان زمانك مېت دلوك مين اللي عمل إكده وليه
_ مين الواد ده ومين ناسه متعرفش حاچة عنه
هز راسه بالنفي فهتف مؤمن في جدية
_ البوليس جه بعد ما مشينا وقبض عليه الله أعلم هيعملوله إيه وهيطلع ولا لا
_لو عرف يطلع.. هخليه يعفن في السچون
ابتسم مؤمن بتشفي بعد سماعه لوعيد عمران بينما بلال فكان صامتا وسقطت عيناه على ذلك الشال الصغير الذي فوق أحد المقاعد وملطخ بدمائه فمال ثغره للجانب ببسمة لا ترى لكنه شعر بها جيدا.
بتمام الساعة الواحدة ظهرا......
فتح عمران باب المنزل ودخل وكان بلال يسير بجواره يمسك بذراع أخيه يسند عليه أثناء سيره انتفضت عفاف واقفة بفزع حين رأت أبنها بهذه الحالة وركضت نحوه تصيح
رد على أمه مبتسما بطبيعية رغم الألم الذي يجتاح جرحه بسبب وقوفه
_ مفيش حاچة ياما خناقة بسيطة كانت في الچامعة
وقفت أمامه وقال بړعب وهي تتفحصه بنظرها في تدقيق
_ خناقة إيه.. ده أنت مش قادر تقف على رچلك ياولدي
اقترب إبراهيم تجاه ابنه ووقف أمامه يسأله بجدية
_ حصلت كيف الخناقة دي يابلال
_ خلاص يابوي مش وقته دلوك أنتوا مش شايفينه تعبان كيف ومحتاچ يرتاح
ثم الټفت نحو زوجة أبيه وقال بهدوء
_ طلعيه وخليه يرتاح في اوضته فوق
رغم أنها لا تفهم شيء إلا أنها فعلت فورا وامسكت بذراع ابنها تساعده على السير معها وهي تتطلع له بعين دامعة ومرتعدة فابتسم لها بلال وانحنى على رأسه يقبلها بدفء هامسا
_ أنا زين ياما والله متقلقيش بس عاوز أنام وارتاح شوية
نظرت له عفاف وقالت بحدة وحزن
_ فوق هتفهمني كل حاچة وليه مش قادر تقف على رچلك إكده سامع
ضحك مغلوبا وهز رأسه لها بالموافقة متمتما
_ حاضر بس طلعيني الأول وخليني ارتاح وبعدين هحكيلك كل حاچة
كان إبراهيم يتابع ابنه بنظرات قلقة ومهتمة وفور ابتعادهم لمسافة عنهم انحنى على عمران وسأله پغضب
_ أخوك مالك ياعمران.. إيه اللي حصل
تنهد عمران مطولا وقال