رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث عشر بقلم ندى محمود توفيق
بصباح اليوم التالي.....
نزل عمران الدرج وقاد خطواته لخارج المنزل لكي يغادر ويتجه لعمله لكنه توقف بمنتصف الطريق والټفت براسه تجاه المطبخ وغير وجهته ليتحرك نحوه حين دخل وجد أمه كما توقع كانت تقوم تقوم ببعض الأعمال اليومية بالمطبخ وفور رؤيتها له ابتسمت باتساع وقالت بوجه مشرق
_ صباح الخير ياغالي
اقترب منها وانحنى عليها يلثم راسها بحنو متمتما في نبرة لا تبدو طبيعية بل منزعجة
رمقته بتعجب وقالت في قلق وفضول
_ مالك ياولدي في حاجة مضيقاك ولا إيه.. بت خليل عملت حاچة
كان رده بالصمت لبرهة من الوقت قبل أن يقول بنظرة غاضبة ومعاتبة
_ أنا مش قولتلك لما أكون مش موچود تطلعي الوكل ليها ياما في الأوضة!
حين انحرف مجرى الحديث لتلك النقطة تهجم وجهها ولوت فمها بخنق وهي تتحاشى النظر لابنها التي استاء أكثر وهتف
قالت إخلاص بقسۏة وقرف
_ عاوزة تاكل يبقى تنزل تقعد معانا على السفرة مش هنطلع ليها الوكل في الأوض كمان كيف بنات البشوات
عمران بنبرة مخيفة وبشائر ڠضب حقيقي
_ أنا اللي كنت مانعها ما تنزل واتكلت عليكي وقولتلك تطلعي ليها الوكل ودي كانت النتيچة
_ طول ما أنت بتديها وش هتقعد وتدلدل رچليها ومهتعرفش تمسك عيارها البت دي لازم تتربى زين
هتف بسخط وحدة مرعبة
_ دي مرتي أنا ولو حد هيريبها ولا هيشد أو يرخي فهو أنا ياما ومحدش له صالح.. أنا عارف هعمل معاها إيه زين
ضحكت باستهزاء وقال في غيظ وغل
_ مهو واضح بتربيها زين قوي.. بعد اللي شفته أمبارح وأنت واخدها في حضنك مبقتش عارفة مين اللي هيربي التاني
_ ملكيش صالح ياما ومتدخليش
اتسعت عيني إخلاص وقالت بدهشة وقهر
_ بتقف قصادي وبتعاديني عشانها ياعمران.. دي مكملتش أسبوع
استغفر ربه بخنق ورد بنبرة لانت حدتها وأصبحت حانية بعض الشيء
مازال الضيق والحزن يعتلي معالم وجهها وكأنها لم تقبل اعتذاره فضمھا لصدره ولثم رأسها وهو يعتذر بصدق هذه المرة وندم
_ حقك عليا متزعليش والله ما كنت أقصد.. راعي الضغط اللي أنا فيه ياما ما بين الشغل وبينكم وبين آسيا وامبارح كنت واصل لآخري وهي زودت عليا لما لقيتها واقعة في الحمام متزعليش مني ده أنا ماشي برضاكي عليا ودعواتك
_ مش زعلانة منك ياحبيب قلبي.. روح على شغلك عشان متتأخرش ربنا ينورلك طريقك ويوقفلك ولاد الحلال
ابتسم لها بساحرية وقال بنظرة تفيض دفئا
_ إكده أنا امشي وأنا مرتاح بعد الدعوتين دول ربنا يباركلي فيكي ياست الكل.. عاوزة حاچة مني قبل ما أمشي
قالت باسمة بحب
_ عاوزة سلامتك ياغالي
قبلها من رأسها للمرة الأخيرة قبل أن يستدير وينصرف ليتركها متصلبة مكانها وقد لمعت عيناها بوميض الوعيد لآسيا ستعاقبها على ما حدث بينها هي وابنها الآن بسببها.
داخل حرم الجامعة تحديدا بالمقهى الصغير الخاص بالكلية كانت تجلس هي بجوار صديقتها يتبادلون الأحاديث المختلفة حول الدراسة وحياتهم الخاصة أيضا.. لكنها توقفت عن الكلام فجأة حين سقطت