رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث عشر بقلم ندى محمود توفيق
تطورت بكل هذه السرعة.
كان كل هذا يدور بعقل فريال وهي تنظر لآسيا التي تتحاشى النظر عنها وكأنها تخفي ما ستفهمه فريال إذا نظرت لعيناها لكن بالنهاية تنفست الصعداء وقالت بجدية
_ كلي يا آسيا
قالت پغضب دون أن تنظر لها
_ قولتلك مش هاكل يافريال شيلي الوكل ده من قصادي
انزعجت وهتفت بحدة توبخها
_ إيه شغل العيال اللي بتعمليه ده.. الدكتور قال إنك ليكي أيام مبتاكليش وعشان إكده چالك هبوط ولو فضلتي على الحال ده كتير مش هتقدري تقفي على رچلك بعد إكده.. كلي وبلاش عند
_لو مضايقة من عمران متزعليش هو كان قلقان عليكي ولما عرف إنك مبتكاليش يمكن عشان إكده اتعصب.. لكن أنتي مشوفتهوش كيف كان منظره لما جه يصحيني عشان اشوفك واغيرلك هدومك قبل ما ياجي الدكتور
_ تغيريلي هدومي!!
قالت فريال ببساطة وهي توضح لها أكثر بكل عفوية
_ أيوة هدومك كانت كلها مايه وغيرتلك بس ندهت عليه عشان يساعدني.. مكنتش عارفة اغيرلك لحالي
انتفضت آسيا جالسة واتسعت عيناها بذهول وهي تسألها بعدم استيعاب
_ ندهتي على مين!
أدركت فريال ما تفوهت به للتو فابتسمت على أثر ردة فعلها وقالت بكل هدوء
لمعت عيناها بوميض مخيف واستشاطت غيظا فراحت تصيح بفريال في استياء
_وأنتي تندهي عليه ليه يافريال.. ليه عملتي إكده!!
ضحكت فريال بخفة وقالت ببرود وهي تتابع انفعالات وجه الأخرى
_ وفيها إيه يعني.. هو أنا قولت لحد غريب ده چوزك
انفعلت وصاحت پغضب دون وعي لما تتفوه به
_لا مش چوزي وقريب هطلق منه كمان عشان ميفضلش حاچة واصل تربطني بيه
_طبعا هو ما صدق ولقيها فرصة ميغيرليش ليه.. ماشي ياعمران
قالت فريال بنبرة منزعجة
_أنا مش لادد عليا موضوع چوازكم اللي عشان الصلح ده ولو مكنش چلال چوزي يمكن كنت صدقت لكن أنا أعرف أخوكي أكتر منك وباين أن حصلت حاچة كبيرة قوي عشان إكده اتچوزتي عمران.. واللي في وشك ده بيثبت كلامي وأنا عارفة إني لو سألتك دلوك مش هتچاوبيني بس مسيره يچي يوم وتقوليلي بنفسك يا آسيا
_ وأقولك بنفسي ليه!
فريال بنظرة كلها ذكاء
_ عشان أنا الوحيدة اللي في البيت ده اللي هتقدري تتكلمي معاه.. وأنتي عارفة زين أن محدش غيري هيقف چارك ولا حتى عمران طول ما أنتي بتعاندي معاه وبتكسري كلمته
حدقتها باستغراب وقالت بدهشة
_ وأنتي إيه اللي يچبرك تقفي چاري!
تنهدت بعمق وقالت في وداعة
لمعت عيناها وتلألأت بهم العبرات وهي تجيب على فريال بمرارة
_ محدش وقف چاري والكل اداني ضهره واتخلى عني هتقفي أنتي چاري!
هزت فريال كتفيها بجهل وردت مبتسمة
_ چربي وشوفي مش هتخسري حاچة
أشاحت بوجهه للجهة لأخرى وهي تبكي بصمت بينما فريال فتنهدت واستقامت واقفة وهي تربت على كتفها بلطف متمتمة
_ أنا همشي وأنتي اسمعي الكلام وكلي عشان مصلحتك.. الحزن والضعف مش لايق عليكي متخليش حد يشمت فيكي
أنهت عبارتها الأخيرة واستدارت تسير تجاه باب الغرفة وانصرفت تترك آسيا تنظر للباب مكان أثرها