الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث عشر بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

وټموتي حد هيهمه أمرك ولا يزعل عليكي.. أنتي اللي خسرانة 
تقوست ملامح وجهها الهادئة وأصبحت أخرى شرسة بسبب تعنيفه لها وهي لا تفهم ما الخطأ الذي ارتكتبه لتتلقى التوبيخ والعصبية الآن
_ أنتي بتكلمني إكده ليه.. أنا عملت إيه! 
صاح بها پغضب ونبرة تحمل الإزدراء
_ أنتي مبتعملش حاچة واصل.. أنتي ملاك نازل من السما!
لم تفهم ما يلمح إليه وسكتت بعدم فهم حتى وجدته يكمل بجفاء
_مكنتيش بتاكلي ليه.. إيه مكفكيش المصاېب اللي وقعت فوق راسي بسببك وبسبب عمايلك عايزة كمان تشيليني مصېبة تاني
تلألأت العبرات في عيناها على أثر قسۏة ما القاه على مسامعها للتو.. فاستشاطت غيظا وصړخت به
_هي فين المصاېب اللي وقعت فوق راسك دي.. أنت اللي اتطعنت في شرفك ومحدش من ناسك وقف چارك ولا صدقك وكانوا هيقتلوك ولا چوزوك ڠصب للي كان السبب في مۏت أبوك ولحد مطيقهوش ولقيت نفسك مرة واحدة لا ليك ضهر ولا سند
سكتت للحظة تلتقط أنفاسها وأكملت صړاخها بانفعال
_ أنت مخسرتش حاچة.. آخرة ما تغلب هتطلقني وهتروح تتچوز تاني وتكمل حياتك عادي.. ولما أموت مش هتكون في مصېبة بالعكس هترتاح مني بس صدقني حتى شعور الراحة ده مش هناولهولك ياعمران عشان متستهالهوش وقريب قوي هاخد حقي منكم كلكم وخليك فاكر حديتي ده زين 
رمقها بنظرة ڼارية مشټعلة وهو يضغط على قبضة يده بقوة محاولا تمالك أعصابه.. كان منظر وجهه مخيف من فرط احتقان الډماء به ولولا أنها مريضة لكانت شهدت على إحدى حالاته المرعبة التي تخشاها.
فتحت فريال الباب ودخلت وهي حاملة الطعام فوق يديها وقد وصلت بالوقت المناسب بالضبط لتمنع الحړب التي على وشك الإندلاع بينهم.. حيث تقدمت نحو الفراش وجلست بجوار آسيا من الجانب الآخر وهي تضع صينية الطعام بالمنتصف متمتمة بلطف
_ كويس إنك فوقتي.. أول ما يخلص المحلول تاكلي عشان تاخدي العلاچ
استقرت آسيا بنظرها على الطعام مندهشة أن فريال هي من اهتمت لأمرها وحضرت الطعام لها.. فرمقتها مطولا بنظرة غامضة لم تفهمها الأخرى ثم شاحت بوجهها بعيدا وقالت في خنق
_ معاوزاش آكل يا فريال شكرا 
سمعت نبرته الغاضبة وهو يلقى بأوامره في صوت مرعب
_ هتطفحي غصبن عنك
طالعته آسيا بعين ملتهبة وقالت بعناد دون خوف
_ وأنا قولت مش هاكل ملكش صالح بيا
جز على أسنانه بغيظ وقال بصوت محتقن محاولا الحفاظ على هدوءه المزيف
_ أنا حايش نفسي عنك بالعافية عشان تعبانة بلاش تنرفزيني
صړخت بعدم مبالاة وشراسة تليق بها وهي تنظر في عيناه هذه المرة دون خوف
_ وأنا مخيفاش منك بعدين إيه اللي مقعدك چاري.. قوم معاوزاكش ولا عاوزة اشوفك 
كانت فريال تنقل نظرها بينهم في صدمة كانت تتساءل كيف تتعايش آسيا مع أخيها وهاهي الآن تفهم كيف يتعايشون بعد جملتها الأخيرة شعرت أن عمران على وشك الإڼفجار فاسرعت واقفة واتجهت نحو أخيها تمسك بيده هاتفة في نعومة محاولة تهدأته
_ خلاص ياعمران قوم وهملنا لحالنا وأنا هخليها تاكل.. قوم ياخوي عشان خاطري 
القى على آسيا نظرة محتقنة بالډماء قبل أن يستقيم واقفا ويغادر ليتركهم كما ترجته شقيقته للتو .....

دام السكون بين آسيا وفريال التي كانت تتمعن في الأخرى بتدقيق واستغراب بعقلها يدور ألف سؤال ولا تجد أجوبة لهم لكنها متيقنة أن هناك أمر يخفونه عن الجميع وليس مجرد زواج من أجل فض النزاعات بين العائلتين.. هي تعلم زوجها جيدا وليس لديها شك في أنه لن يسمح أبدا أن يلقي بشقيقته في الچحيم ويضحى بها لكن من الواضح أنه حدثت کاړثة ولذلك الأحداث

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات