الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث عشر بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

الوقت المناسب لمواجهته واكملت ما كانت تفعله وبعد انتهائها استقام هو واقفا واتجه نحو الشرفة يتابع الطريق منتظر وصول الطبيب.. وبالداخل كانت فريال قد جلبت منشفة صغيرة وأخذت تجفف شعر آسيا المبتل جيدا ثم لفت الوشاح فوق شعرها ودثرتها بالغطاء.
توقفت وكانت على وشك أن تتجه نحو أخيها لكنها وجدته يدخل من الشرفة ويسرع بخطاه للخارج فسألته باهتمام
_ الدكتور وصل 
هز رأسه لها بالإيجاب دون أن يجيب وهو يغادر الغرفة فبقت هي مكانها تنتظر عودته مجددا وبعد دقائق معدودة دخل وهو بصحبته الطبيب الذي تقدم من الفراش واقترب من آسيا وبدأ يفحصها وكان هو يقف يتابع ما يفعله بتركيز وفريال بجواره.
انتصب الطبيب في وقفته بعد دقيقتين تقريبا وقال بجدية تامة
_ هي ليها قد إي مكلتش حاجة!
كان الطبيب ينتظر الرد من عمران الذي كانت إجابته بالصمت فهو نفسه لا يعرف متى آخر مرة رآها تتناول الطعام فيها انقذت فريال الموقف حين رأت الصمت والضيق يظهر بوضوح على قسمات وجه أخيها وقالت
_ ممكن تكون النهاردة مكلتش حاچة يادكتور عشان كانت مضايقة شوية 
هز الطبيب رأسه بالرفض وقال بلهجة حازمة
_ مستحيل يكون النهاردة فقط.. واضح أنها ليها أيام ممتنعة عن الأكل وده سبب هبوط حاد في ضغط الډم عندها
خرج صوت عمران أخيرا الذي سأل بغلظة واهتمام
_ يعني هي وضعها صعب ولا إيه يادكتور
أجابه بالرفض وبثبات
_ حاليا لا أنا هكتبلها على علاج تلتزم بيه وهعلق ليها محلول وهتفوق خلال المحلول مع نفسها.. بس قصاد كدا لازم يكون في اهتمام بأكلها ومتهملش في العلاج ولا الأكل لأن لو اتكرر ده تاني وقتها ممكن يشكل خطړ ويكون ليه أعراض جانبية
صمت قاټل هيمن عليهم والطبيب كان يغرز أبرة المحلول بيدها في رفق وثبتها جيدا ثم تركها لكي يسير الدواء بجسدها.. بعدها انتصب في وقفته وكتب العلاج المناسب لحالتها الصحية وتقدم نحو عمران يناوله الورقة فجذبها منه وصافحه مبتسما بهدوء وهو يقول
_ متشكر يادكتور تعبتك معايا 
رتب على كتفه بلطف وقال باسما وبلهجة صارمة
_ على إيه ياعمران متقولش كدا يابني.. المهم خلي بالك منها ومن أكلها كويس
اماء له بالموافقة ثم اصحطبه معه للخارج لكي يودعه إلى الباب وفريال اسقطت نظرها على آسيا تتمعنها مطولا بشك هناك آمرا خطېرا لا أحد يعلمه فهذه ليست شقيقة زوجها القاسېة التي اعتادت عليها.
دقائق وعاد عمران مجددأ للغرفة فوقف بجوار فريال وهو يمسح على وجهه ويتأفف بخنق في صوت عالي ليسمعها تقول برقة
_ أنا هروح أعلمها أكل على ما تفوق عشان تاكل وتاخد علاچها 
الټفت لشقيقته وابتسم لها بحب ثم انحنى عليها ولثم رأسها بدفء وبعيناه استقرت نظرة شكر فبادلته الابتسامة وغادرت لتتركه يتمعن في تلك النائمة على الفراش بسكون ولحظات معدودة ثم تقدم نحو المقعد وجلس عليه وهو لا يحيد بنظره عنها.
بعد مرور خمس دقائق تقريبا فتحت عيناها ببطء وسط تأوها مټألما تخرجه من بين شفتاها فتوقف واقترب منها يجلس بجوارها هاتفا
_ إيه اللي واچعك
ردت بصوت ضعيف وعينان دامعة من فرط الألم
_ رقبتي وضهري.. چسمي كله كأنه متكسر آااااه 
أصدرت التأوه الأخير عندما حاولت الحركة فأوقفها هو بنبرة قوية
_ متتحركيش عشان الوچع ميزيدش وعشان في محلول في يدك 
نظرت ليدها ثم عادت بنظرها له وقالت باستغراب
_ مين اللي حطلي المحلول ده وليه!
باغتها بنبرته الساخطة والحادة وهو ېعنفها بقسۏة
_ وأخرتها معاكي مش هتعقلي وتبطلي شغل العيال اللي بتعمليه ده.. إنتي فاكرة نفسك بتعاقبي مين بعمايلك دي لما تقعي

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات