الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني عشر بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

فتح عمران عيناه بخمول على أثر صوت رنين هاتفه المزعج ثم مد يده وجذبه ليجيب على المتصل الذي كان ضمن أحد الشباب الذين يعملون في وكالة العطارة وكان يريد إخباره بشيء مهم يخص العمل ورغم الغيظ الذي استحوذ عمران من اتصاله في ذلك الوقت وأنه تسبب في استيقاظه من نومه لكن تمالك أعصابه ورد عليه بهدوء مزيف وصوت ناعس
_ طيب خلاص لما آچي بكرا نبقى نشوف الموضوع ده.. هو ده وقت تتصل فيه عشان الشغل 
رد الشاب معتذرا بأدب
_ معلش يامعلم صحيتك من النوم أنا مكنتش عارف أتصرف كيف لغاية الصبح عشان إكده اتصلت بيك 
مسح عمران على وجهه متأففأ ورد بنفاذ صبر
_ طيب اقفل خلاص دلوك وروح بيتك نام بزيادك 
_ حاضر يامعلم تصبح على خير
انهى الاتصال والقى بالهاتف على الفراش في عدم مبالاة وقبل أن يخلد للنوم مرة أخرى رفع رأسه قليلا والقى نظرة عليها فوجدها نائمة.. كان سيهم بالنوم مجددا لكن اقټحمت أذنه صوت شهقة انفلتت منها ورغما عنها بسبب بكائها تمعن بها للحظات في صمت وزفر بخنق حين أدرك أنها تبكي تلك الساذجة تدفعه بتصرفاتها المستفزة والعشوائية لإخراج اسوء ما به وهو لم ېعنف ولم يعامل امرأة بقسۏة كما يفعل معها بسبب تصرفاتها حتى لو كانت تستحق.
استقام جالسا فوق الفراش وانزل قدميه على الأرض مستندا بكفيه على حافة الفراش من جانبيه ويقول بصوت رجولي قوي
_ لساتك صاحية لغاية دلوك ليه!
رفعت أناملها تجفف دموعها بسرعة وترد بصلابة دون أن تنظر 
_ معاوزاش أنام 
سمعت لهجته الآمرة وهو يقول بانزعاج واضح
_ طب قومي اتعدلي وكلميني كيف ما بكلمك مش مدياني ضهرك 
زفرت بنفاذ صبر ولم تكن بحال يسمح لها للعناد والشجار معه فامتثلت لأمره واستقامت جالسة ثم استدارت له وقالت بتهكم وقرف
_ أي أوامر تاني يامعلم عمران!
_ كنت ناوية تروحي وين!
أشاحت بوجهها عنه للجهة الأخرى وردت بكبر
_ معرفش أي مكان المهم اطلع من البيت ده 
استفزه ردها فقال پغضب بدأت تلوح بشائره في مقلتيه
_ آه يعني كنتي هتطلعي من البيت وتلفي بشنطتك في نص الليالي في الشوراع صح
لم تجيبه واكتفت بالصمت فهي فعلا لم تكن محددة مكان بعينه لتذهب إليه تصرفت بتهور وكانت فقط تريد الفرار من ذلك الچحيم الذي القت به ولم تفكر جيدا بنتائج فعلتها بينما هو ففشل في حجب انفعالاته أكثر من ذلك عندما قابل ردها بالصمت وانحنى عليها أكثر يصيح بها بعصبية 
استاءت بشدة وراحت هي الأخرى تصيح به
_ ده على أساس أنك اتچوزتني عشان سواد عيوني يعني ما أنت وافقت عشان الڤضيحة متطلوكش كمان وعشان ټنتقم مني على اللي عملته معاك 
طالت نظرته الغاضبة لها قبل أن يهتف 
_ والڤضيحة دي مين السبب فيها مش أنتي ومصايبك 
اشتعلت وتلونت عيناها باللون الأحمر لتهب واقفة تصرخ به پجنون

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات