رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني عشر بقلم ندى محمود توفيق
_ چلا
انتفض وابتعد عنها وبحركة سريعة كان يكتم بكفه على فمها يمنع صړختها وهو يقول بنظرة مشټعلة
_ شششش ده أنا
هدأ روعها حين رأته وارتخت عضلات جسدها لتبعد يده عن فمها وتهتف بصوت لا يزال يحمل أثر الفزع
_ كنت بتعمل إيه
اعتدل ووقف بصلابة يقول في جدية ونظرة باردة عكس التي كانت تشتعل حبا وشوقا منذ قليل
_ معاذ فين
جلال بنبرة عادية وهو يسبقها بخطواته حاملا ابنه
_ في العربية مستنينا
سارت خلف خطاه بصمت وهي تتلفت حولها في المعرض الذي تقريبا لم يتبقى به سوى بعض العمال وحين خرجت ووصلوا للسيارة كان ابنهم ينتظرهم بالسيارة جالسا بالمقعد المجاور لأبيه فابتسمت له بحنو وفتحت الباب الخلفي تدخل ثم انحنى جلال ودخل بنصفه ليضع ابنه بجوارها على المقعد فضمت هي صغيرها وخرج جلال ثم أغلق الباب وأستقل بمقعده المخصص للقيادة لينطلق عائدا نحو المنزل.. كان الصمت يستحوذ عليهم طوال الطريق هي نظرها عالق عليه في المرآة تتطلع لعيناه التي بين كل آن والآخر تنظر لها بسرعة وكان معاذ يتابع الطريق باهتمام شديد غير عابئا بما يسير بين والديه من تبادل نظرات كلها عتاب وڠضب.
ابتسم لأمه وهز رأسه بالموافقة يتمتم
_ حاضر ياما
لثمت شعره بدفء ثم رتبت فوق كتفه بلطف لكي يستقل بجوار أبيه مجددا ليرحلوا وبمجرد ما أن ركب استدارت هي وسارت تجاه باب منزل والدها وقبل أن تدخل التفتت فرأت جلال ينظر لها ينتظر دخولها حتى يطئن ويغادر وبالفعل فور دخولها انطلق بالسيارة يذهب للشارع الخلفي حيث منزله.
كانت آسيا تقف بشرفة الغرفة بتلك اللحظة التي وصلت فيها فريال ورأت أخيها داخل السيارة وهو يودع زوجته بنظراته ظنت أنه سيرفع نظره للأعلى حيث غرفة عمران لكنه لم يفعل وانطلق بسيارته عائدا لمنزلهم بقت بأرضها تحدق في أثره وعيناها غارقة بالدموع.. كان الألم يعصف بقلبها في عڼف كلما تتخيل أنها لم يعد لها وجود بحياتهم حتى أنهم انتزعوها من بينهم والقوها كالقمامة لهذه الدرجة لم تكن تعنيهم بشيء ولم يحبوها!.. ظنت أنها الوحيدة التي تحصل على كل الحب من عائلتها وكانت تلك الشيطانة خلود تحسدها عليه ولكن اتضح أن مع أول خطأ اقترفته نسوا كل ذلك الحب لم ينصفها أحد بينهم والجميع كان ضدها يتهمها ويعاقبها على ذنبها الذي لم تقترفه.
داخلت للغرفة المظلمة والقت نظرة على عمران النائم في فراشه بعمق ثم تحركت تجاه فرشتها فوق الأرض وجلست مستندة بظهرها على الحائط وتضم ساقيها لصدرها تبكي