رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني عشر بقلم ندى محمود توفيق
أنه نجح في التخلص من ذلك الحوار المزعج وقال مسرعا برغبة
_ المهم دلوك أنا اتوحشتك وعاوز أشوفك
زمت شفتيها بحزن وقالت بعدم حيلة
_ وأنا كمان اتوحشتك بس مش هقدر اقابلك الفترة دي.. أبويا وچدي مشددين عليا في الخروچ قوي وحتى علي بقى واقف فوق راسي
قال متوسلا إياها بانزعاج
_ اتصرفي ياخلود أنا مقدرش اصبر اكتر من كدا ليا شهر واكتر مشوفتكيش
_ طيب هحاول بس اصبر يومين إكده اظبط الدنيا في البيت وبعدين اقولك ونتقابل وأشوفك
قبل أن يجيب عليها سمعت صوت طرق الباب المصحوب بصوت أخيها الرجولي
_ خلود
اړتعبت وقالت بسرعة هامسة
_ علي بيخبط على الباب أنا هقفل وأكلمك بعدين
_ نعم ياعلي
هتف بصوت رجولي صارم وهو يسألها
ارتبكت وتلعثمت لكن تداركت نفسها بسرعة وقالت مبتسمة باتساع تحاول التصرف بطبيعية حتى لا تدع له فرصة ليشك بها
_ ولا حد.. أنا كنت قاعدة على التلفون ومشغلة فيديوهات وبضحك عليها عادي ياعلي
طالت نظرته القوية قبل أن يقول بإيجاب
_ طيب عاوزة حاچة قبل ما اروح أنام
ردت بلطف وحب
ابتسم لها ورد بحنو
_ وأنتي من أهله
ثم تحرك من أمامها متجها نحو غرفته بينما هي فأغلقت باب غرفتها بسرعة فور رحليه وهي تتنفس براحة وتلتقط أنفاسها بسرعة من فرط التوتر الذي اجتاحها في تلك الثواني القليلة.
تنتظر بمكتبه داخل المعرض منذ ساعة وينام ابنها الصغير على الأريكة بجوارها واضعا رأسه فوق فخذ أمه أما معاذ فخرج وراح يتجول ويقف مع والده ودت أكثر من مرة أن تقف وتغادر لتعود للمنزل بمفردها لكنها تخشى جموحه فلم تعتاد منذ زواجهم أن تعصي أوامره أبدا ولذلك بقت بمكانها تنتظره أن ينتهى من عمله كما أخبرها حتى يأخذها معه أثناء طريق عودته للمنزل كانت بين كل لحظة والأخرى تهبط بنظرها إلى ابنها الصغير وتبتسم بدفء
بعد وقت طويل نسبيا انفتح الباب ودخل جلال وهو يقول
بتر عبارته في منتصفها حين رآها نائمة وعلى قدمها ينام ابنه الصغير تحرك خطوة للداخل وأغلق الباب بهدوء دون أن يحيد بنظره عنهم وتوقف لبرهة من الوقت يتأملهم مبتسما بحب ذلك المشهد الدافيء والجميل القى بكل ما يعتليه من ضيق وڠضب وصنع بدلا منهم سعادة وراحة.