الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

أن دموعها حصلت على حريتها أخيرا لتنطلق فوق وجنتيها وقالت في خفوت مؤلم  
_ مش هقدر ارجع ياعمار دلوك .. خليكم أنتوا مع أبوكم لغاية ما ارجع طالما مش عاوزين تقعدوا في بيت جدكم إهنه 
انزعج معاذ وقال بخنق  
_ بس ياما أاااا..... 
اقتربت منه واحتضنت وجهه بين كفيها متمتمة ببسمة تحمل من الحب والدفء ما يجعل أي طفل ينصاع خلف أمه  
_ اسمع الكلام ياحبيبي وبلاش عند أنت الكبير وأنا بقول عليك فاهم وعاقل .. ان شاء الله هرجع قريب لكن دلوك أنت مهمتك تاخد بالك من أخوك وتاجوني كل يوم عشان اشوفكم اتفقنا 
غامت عين عمار بالدموع وراح يرتمي على أمه بين ثنايا صدرها يعانقها بقوة هاتفا  
_ أنا زعلان منك ياما عشان هتسبينا وحدينا
لمعت عيناها بالعبرات مجددا وضمت ابنها لصدرها أكثر متمتمة بلطف  
_ أنا مش هسيبكم وحدكم ياعمار بعدين أنتوا رجالة وميتخافوش عليكم وهتقعدوا مع أبوكم لغاية ما ارجع 
قال معاذ بعين دامعة ووجه بائس  
_ يعني مش هتطولي 
فردت ذراعها الآخر وجذبت معاذ لصدرها أيضا مجيبة عليه وهي تقبل شعره  
_ أن شاء الله مش هطول 
سكنوا الطفلين بين ذراعين أمهم متلذذين بشعور يدها الناعمة وهي تملس فوق شعرهم بحب .. بينما هي فعيناها كانت لا تتوقف ذرف الدموع . 
بعد مرور ساعات قليلة داخل منزل ابراهيم الصاوي كانت العائلة كلها متجمعة داخل غرفة المجلس الكبيرة بعدما طلب إبراهيم من الجميع أن يحضروا وينتظروه في الغرفة لرغبته في اخبارهم بأمر هام و كانوا جميعم يتبادلون اطراف الحديث باستمتاع فيما بينهم باستثاء إخلاص وفريال حيث كانت نظراتهم عالقة على عمران الصامت عيناه تحدق في الفراغ بشكل مريب وملامحه شرسة ومخيفة كأنه يجلس مجبرا وفقط ينتظر وصول أبيه لكي يبدأ ويخبرهم وبعدها يغادر فورا . 
وقفت إخلاص وتحركت نحوه ثم جلست بجواره وانحنت عليه تسأله بقلق  
_ في إيه ياعمران .. هو أبوك عاوز يقولنا إيه وأنت مالك متعصب إكده ليه 
رمق أمه بنظرة قوية وقال مقتضبا  
_ لما ياجي هتعرفي ياما عاوز يقول إيه الحج 
ضيقت عيناها من أسلوبه الغريب وراحت تلتفت برأسها تجاه ابنتها ترمقها بعدم فهم لتهز فريال كتفيها بجهل مثلها وتشير لها بيدها أن تتركه وتعود بجوراها .. ففعلت مضطرة ونهضت لتعود إلى مقعدها من جديد وراحت تهتف بأذن ابنتها  
_ في حاجة كبيرة حصلت يافريال .. أخوكي مش طبيعي وأبوكي مش هيجمعنا إكده إلا لو كان الموضوع كبير صح 
تنهدت فريال پخوف وهتفت  
_ ربنا يستر ياما أدينا مستنين أبوي لما ياجي ويقولنا في إيه !
ولم يدم انتظارهم طويلا حيث وصل إبراهيم بعد دقائق ودخل ليجلس على مقعده في المنتصف وينقل نظره بينهم بدقة .. يرى نظرات الڠضب والشړ بعين ابنه عكس زوجاته وابنته يتملكهم الفضول القاټل أما بلال فكان الخنق واضح على ملامحه وبشار وعبد العزيز كانت ملامحهم جامدة فقط ينتظرون معرفة ما يود اخبارهم به . 
ليقول أخيرا بعد تنهيدة طويلة وبعدما القى نظرة ثاقبة على عمران وبلال  
_ النهارده روحت لناس خليل صفوان واتكلمت معاهم عشان المشاكل الأخيرة اللي حصلت حتى بعد ما عملنا الصلح 
قاطعه عبد العزيز وقال بحدة  
_ احنا علمنا الصلح وخلاص ياخوي له إيه لزمة أنك تروحلهم تاني ولوحدك كمان !
تابع إبراهيم بثبات تام وصوت غليظ  
_ مكنش له لزمة ياخوي اخد حد منكم معايا هو موضوع بسيط واحنا اتفقنا ولقينا الحل لكل

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات