رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع بقلم ندى محمود توفيق
أن دموعها حصلت على حريتها أخيرا لتنطلق فوق وجنتيها وقالت في خفوت مؤلم
_ مش هقدر ارجع ياعمار دلوك .. خليكم أنتوا مع أبوكم لغاية ما ارجع طالما مش عاوزين تقعدوا في بيت جدكم إهنه
انزعج معاذ وقال بخنق
_ بس ياما أاااا.....
اقتربت منه واحتضنت وجهه بين كفيها متمتمة ببسمة تحمل من الحب والدفء ما يجعل أي طفل ينصاع خلف أمه
غامت عين عمار بالدموع وراح يرتمي على أمه بين ثنايا صدرها يعانقها بقوة هاتفا
_ أنا زعلان منك ياما عشان هتسبينا وحدينا
لمعت عيناها بالعبرات مجددا وضمت ابنها لصدرها أكثر متمتمة بلطف
قال معاذ بعين دامعة ووجه بائس
_ يعني مش هتطولي
فردت ذراعها الآخر وجذبت معاذ لصدرها أيضا مجيبة عليه وهي تقبل شعره
_ أن شاء الله مش هطول
سكنوا الطفلين بين ذراعين أمهم متلذذين بشعور يدها الناعمة وهي تملس فوق شعرهم بحب .. بينما هي فعيناها كانت لا تتوقف ذرف الدموع .
_ في إيه ياعمران .. هو أبوك عاوز يقولنا إيه وأنت مالك متعصب إكده ليه
رمق أمه بنظرة قوية وقال مقتضبا
_ لما ياجي هتعرفي ياما عاوز يقول إيه الحج
ضيقت عيناها من أسلوبه الغريب وراحت تلتفت برأسها تجاه ابنتها ترمقها بعدم فهم لتهز فريال كتفيها بجهل مثلها وتشير لها بيدها أن تتركه وتعود بجوراها .. ففعلت مضطرة ونهضت لتعود إلى مقعدها من جديد وراحت تهتف بأذن ابنتها
تنهدت فريال پخوف وهتفت
_ ربنا يستر ياما أدينا مستنين أبوي لما ياجي ويقولنا في إيه !
ولم يدم انتظارهم طويلا حيث وصل إبراهيم بعد دقائق ودخل ليجلس على مقعده في المنتصف وينقل نظره بينهم بدقة .. يرى نظرات الڠضب والشړ بعين ابنه عكس زوجاته وابنته يتملكهم الفضول القاټل أما بلال فكان الخنق واضح على ملامحه وبشار وعبد العزيز كانت ملامحهم جامدة فقط ينتظرون معرفة ما يود اخبارهم به .
_ النهارده روحت لناس خليل صفوان واتكلمت معاهم عشان المشاكل الأخيرة اللي حصلت حتى بعد ما عملنا الصلح
قاطعه عبد العزيز وقال بحدة
_ احنا علمنا الصلح وخلاص ياخوي له إيه لزمة أنك تروحلهم تاني ولوحدك كمان !
تابع إبراهيم بثبات تام وصوت غليظ
_ مكنش له لزمة ياخوي اخد حد منكم معايا هو موضوع بسيط واحنا اتفقنا ولقينا الحل لكل