رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع بقلم ندى محمود توفيق
الوضع ده
صړخ منصور بعدم رحمة منفعلا
ضړب حمزة بعصاه الغليظة على الأرض صائحا بلهجة صارمة
_ خلص الكلام يا منصور .. وقولت الجواز هيتم
كان جلال يجلس ودمائه تغلي في عروقه .. فبرغم رفضه لتلك الزيجة إلا أنه لا يستطيع الاعتراض فما يقوله جده صحيح .. هو لن يستطيع قتل شقيقته مهما فعل ولذلك يجب أن يوافق على زواجها منه لكي ينقذ نفسه
_ الوقت اللي تحبوا الجواز يتم فيه احنا معاكم أن شاء الله لو بكرا
هتف حمزة بقوة بلهجة لا تقبل النقاش
_ بكرا زين .. خلينا نخلصوا قبل ما حد يدرى بالموضوع .. بكرا تعالى وهات ولدك والمأذون عشان يكتب
لم يتعجب إبراهيم من استعجالهم بل بالعكس فهذا المتوقع .. ليتوقف أخيرا وهو يومئ بالموافقة هاتفا
والټفت يسير تجاه الباب لكن فور مروره من أمام جلال قبض على ذراعه پعنف واوقفه هامسا له بغل
_ ولدك اتكتبله عمر جديد أحمد ربك أن قټله مش هيفيدنا بحاجة صح وإلا كان زمانك بتجهزله كفنه دلوك
لم يجيب عليه واكتفى بنظرته المطولة والغاضبة لجلال قبل أن ينزع ذراعه من قبضته ويكمل طريقه لخارج الغرفة ومنها من المنزل بأكمله .
_ حبايب قلبي .. اتوحشتكم قوى
_ وأنتي كمان ياما وحشتينا قوي
ابتعدت فريال عنهم وأخذت تتمعن النظر في وجهيهم وأناملها تتحرك بعفوية على شعرهم ثم همست في قلق وحب أمومي صادق
_ طمنوني أنتوا كويسين .. بتاكلوا زين وفي حد ضايقكوا ولا لا
خرج صوت معاذ وهو يهز رأسه بالنفي ويقول بجدية لا تليق على طفل أبدا
ظهر العبوس على ملامحها وانطفأ بريق عيناها من جديد فأخذت تتنقل بنظرها على معالمهم فرأت الحزن والتوسل في عين ابنها الصغير والضيق والإصرار في عين الأكبر شعرت بغصة مريرة في حلقها وقالت بأمل
_ أبوكم اللي بعتكم عشان تجيبوني !
للمرة الثانية يهز معاذ رأسه بالنفي هاتفا في صدق
أطرقت رأسها أرضا محاولة السيطرة على زمام دموعها التي تجمعت بمقلتيها وبعد برهة من الوقت رفعت رأسها لطفليها وسألتهم بشوق
_ مقالكمش أنه هياجي ياخدني
هنا تحدث عمار بدلا عن أخيه الكبير وهو يهز بالنفي لأمه ويسألها بحزن
_ هو أنتي مش هترجعي معانا ياما !
رفعت أناملها تمسح الدموع المتجمعة في عيناها وحاوطت ابنها بذراعيه هاتفة في بسمة حانية
_ مش هينفع ياعمار .. بس أنت وأخوك هتيجوا تقعدوا معايا صح
علت ملامح الصغير اليأس وقال في جزع
_ بس احنا مش بنحب نقعد إهنه ياما .. تعالي معانا ونرجع بيتنا ابوس يدك
ألم بسيط اخترق صدرها واستقر في قلبها بعدما أوضح صغيرها عدم رغبتهم في البقاء بمنزل جدهم معها ونقلت نظرها بين عمار ومعاذ بلوعة لتهز رأسها بالتفهم بعد وقت طويل نسبيا رغم