السبت 23 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

على المقاعد الخشبية البنية وهو يمسح على وجهه متأففا پغضب .. وبالمقابل أمامه مباشرة كانت تجلس تلك الفتاة التي اصطدم بها منذ يومين يوم شجاره لم ينتبه لها من الأساس هو حتى ربما لا يتذكرها على عكسها تماما التي جعلت تنظر له بتمعن واستغراب تلك المرة الثانية التي ترى فيها ذلك الشاب وبنفس حالة الڠضب.. وجدته غريب الأطوار بعض الشيء وكانت تشيح بنظرها عنه لحظة والأخرى تعود وتختلس النظر بطرف عيناها بدافع فضولها فتراه يدفن وجهه بين ثنايا كفيه ويزفر بصوت عالي يصل لأذنيها.. اخفضت نظرها فورا بتوتر حين رأته يرفع وجهه خشية من أن يلاحظها وهي تراقبه بنظراتها .. بقت ډافنة نظرها بهاتفها تتصنع الانشغال به حتى لا تنظر له ولا ينتبه لها وبلال كان بعالم آخر تماما شارد الذهن ويحدق في الفراغ ولا يرى شيء حوله .. هو متضايق منذ ذلك اليوم الذي رأى فيه الفتاة التي يحبها وهي بصحبة خطيبها واليوم العميد عكر مزاجه أكثر. 
التقطت عيناه فجأة الزهرة الناعمة وهي تسير من أمامه بصحبة أصدقائها.. فعلق نظره عليها يتأملها بحسرة وحزن حتى تورات عن انظاره .. ليتأفف بخنق وشعر بأنفاسه تضيق صدره فاستقام واقفا يتجه للخارج ينوى مغادرة الجامعة بأكملها بعد انتهائه من محاضرته .
سارت عيناها معه وهو يسير مبتعدا ثم اشاحت بنظرها بعفوية ليسقط فوق مقعده فترى هاتفه مكانه .. نقلت نظرها بينه وبين الهاتف بحيرة وسرعان ما هبت واقفة واتجهت لمقعده تجذب الهاتف ثم اسرعت خلفه محاولة اللحاق به لكي تعطيه هاتفه لكن خطواته كانت واسعة وسريعة فاضطرت لتسريع خطاها حتى تتمكن من اللحاق به وبلا فائدة للأسف فقالت باستغراب  
_ ما تهدى شوية يابني ده أنت فاضلك درجة وتطير ! 
تحولت خطواتها لتصبح أشبه بالركض وصاحت منادية عليه في عفوية  
_ أنت ياللي لابس تيشيرت أسود !! 
الأجواء كانت صاخبة من حولهم وكانت لحظة خروج الطلاب من محاضرتهم فلم يصل صوتها الرقيق له وحين كانت على وشك الوصول له وجدته استقل بسيارة الأجرة وتحركت به .. فتوقفت بأرضها متأففة بخنق واخفضت نظرها لهاتفه الذي بيدها تتمعنه بحيرة انتشلها من شرودها وصول صديقتها التي قالت بضيق  
_ إيه يابنتي ليا ساعة بدور عليكي إيه اللي جابك عند البوابة 
رفعت الهاتف في مستوى نظرها وقالت مغلوبة  
_ في ولد نسى تلفونه وحاولت الحقه عشان ادهوله ملحقتهوش .. مش عارفة أعمل فيه إيه دلوقتي !
قالت صديقتها ببساطة وهي تزم شفتيها  
_ خلاص خليه معاكي وهو أكيد هيتصل عليه عشان يوصله وياخده 
تنهدت بقوة في فتور ثم سارت بصحبة صديقتها ليغادروا الجامعة أيضا .. وفتحت حقيبتها لتضع هاتف بلال بداخلها فلا يوجد أمامها حل سوى انتظار اتصاله كما قالت صديقتها ! . 
بينما

انت في الصفحة 3 من 10 صفحات