رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس بقلم ندى محمود توفيق
على الحديث
_ متشغلش بالك يابشار .. لما اطلع من المستشفى واشد حيلي هبقى افوقله زين اللي عمل إكده
انفعل وهتف
_ كيف يعني مشغلش بالي ياعمران !!
تمالك أعصابه وتابع بهدوء مزيف
_ طيب المهم مش وقته الكلام ده دلوك ارتاح أنت لساتك خارج من العملية ولما تشد حيلك نبقى نكمل كلامنا
لم يبدي أي ردة فعل بل كان جامدا المشاعر يحدق أمامه في الفراغ بصمت وفور خروج بشار لخارج الغرفة حتى يجري اتصال لمعت في عيناه نظرة ممېتة كلها وعيد وڠضب وماهي إلا لحظات معدودة وأغلق عيناه لينام مجددا بسبب التعب .
_ أيوة يابشار
اتاه صوت ابن عمه الحازم
_ ادخل اوضة عمران وچبله شوية خلجات يابلال وتعالى على مسشتفى .... بس اوعاك تجيب سيرة لحد
صابه القلق وقال مفزعا
_ مستشفى ليه .. عمران چراله حاچة يابشار
_ لم تاچي هقولك هو زين متقلقش اعمل اللي بقولك عليه بس وتعالى
لم تمر لحظة قبل أن ينهي الاتصال وصدح صوت إخلاص من خلفه تهتف بړعب
_ ولدي چراله حاچة يا بلال .. عمران بيعمل إيه في المستشفى !
وضع هاتفه بجيب بنطاله وأجابها برزانة محاولا تهدأتها
_ مفيش حاچة اطمني يامرات أبوي هو زين أنا هروح اشوفه وهبلغك
_ رچلي على رچلك .. هروح معاك اشوف ولدي
تنهد بعدم حيلة ولم يحاول منعها فإذا فعل لن تقبل وجميع من في المنزل سيستيقظ على صوتها هتف بلطف
_ طيب روحي البسي بسرعة ومتخليش حد يحس
اماءت له عدة مرات بالموافقة واسرعت نحو الدرج تتجه لغرفتها حتى تبدل ملابسها وسط ندبها وبكائها وهي تهمس
دقائق معدودة بالضبط ووجدها بلال تهرول شبه ركضا على الدرج وكان هو قد انتهى أيضا من جمع بعض ملابس أخيه في حقيبة صغيرة ثم غادروا معا المنزل واستقلوا بسيارة أجرة لتنقلهم إلى المستشفى .
كانت إخلاص تسير في ردهات المستشفى شبه ركضا ويسبقها بخطواته بلال فور وصولهم لغرفة عمران كانت لها الاولولية في دخول الغرفة وركضت تجاه ابنها الممدد فوق الفراش الأبيض الصغير هاتفة بزعر وعينان غارقة بالدموع
التقط يد أمه وقبلها برفق متمتما في ابتسامة دافئة
_ أنا زين ياما الحمدلله متقلقيش
ثم القى نظرة على أخيه الصغير معاتبا إياه أنه اخبرها فهز بلال رأسه بعدم حيلة بينما هي فارتمت عليه تعانقه بقوة وتقبله بحنو أمومي وسط بكائها القوي ومحاولاته لتهدأتها التي باتت بالفشل تقريبا فصدح صوتها وهي تقول بحزن وحړقة
عمران بحنو محتضنا وجهها بين كفيه
_ ياما أنا زين وكيف الحصان قصادك أهو .. ليه البكا ده كله
صاحت من بين بكائها پألم
_ كيف الحصان كيف وأنت نايم على السرير إكده .. الهي ما يشوف النور ولا يرتاح اللي عمل فيك إكده يا قلب أمك
ضحك عمران مغلوبا وجذبها لصدره بدفء يقبل رأسها باسما ويهتف متوعدا لأخيه بمزح
_ عاچبك إكده .. حسابك معايا بعدين يابلال
اقترب منه بلال ضاحكا ورتب على كتف أخيه بلطف هامسا
_ أنا مليش صالح هي سمعتني وأنا بكلم بشار وصممت