الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

ميثاق الحړب والغفران 
_ الفصل الثالث _
بظرف لحظة واحدة ودون تفكير ركض عمران خلف الصغير وقبل أن تصل السيارة له كان هو يمسك به ويجذبه إليه بعيدا عنها .. تركت آسيا الاكياس على الأرض غير متكرثة لها وركضت تجاه ابن اخيها ثم انحنت عليه وجذبته لصدرها تضمه بړعب وهي تهتف 
_ أنت كويس ياحبيبي 
ابتعد الصغير عن عمته واماء لها بالإيجاب وهو أيضا تعتلي ملامحه الطفولية الفزع ثم وجدها توبخه پغضب وقلق  

_ أحنا مش نبهنا مية مرة متعديش الشارع وحدك ياعمار 
تمتم الصغير متعذرا  
_ أنا آسف ياعمتي 
كان عمران يقف صامتا يتابعها بصمت في نظرات ثاقبة يتمعن تلهفها ورعبها على ابن أخيها وكأنه ابنها .. لوهلة تعجب أن تلك الساحرة تمتلك قلب من الأساس ولكنها لم تمهله المزيد من الوقت ليتمعنها حيث انتصبت في وقفتها وطالعته بشراسة وعنجهية امتزجت بالقرف ثم امسكت بكف ابن اخيها وقالت محدثة إياه بجدية  
_ يلا ياعمار عشان نروح البيت 
لم يبدي الطفل أي اعتراض فقط الټفت تجاه خاله الذي ابتسم له وانحنى عليه يلثم شعره بحنو هاتفا له  
_ خد بالك من نفسك واسمع الكلام زين ياعمار 
اماء له الصغير بالموافقة ثم سار مع عمته في طريق عودتهم للمنزل .. وخلال الطريق تطلع لعمته وسألها بعفوية
_ عمتي أنتي ليه مش بتحبي خالي عمران وكنتي متعصبة منه
رمقته آسيا بقوة وقالت في حدة وڠضب  
_ وانا احب خالك ده ليه .. كمان بناقص مفضلش غيره اللي احبه وابص في وشه 
تعجب عمار من عصبية عمته بسبب سؤاله البريء كما يعتقده .. بينما هي فتابعت بصوت خفيض تتوعد له  
_ أنا لو اقدر كنت قټلته بيدي هو وچدك .. بس قريب قوى هاخد حق ابويا
فور وصولهم للمنزل ركض عمار لأعلى حيث غرفته هو وشقيقه بينما آسيا فتوجهت نحو المطبخ تضع به الخضروات والطعام الذي قامت بشرائه ثم جذبت كأس ماء فارغ وفتحت البراد واخرجت منه زجاجة مياه باردة ثم سكبت في الكأس ورفعته لفمها تشرب بتأني شديد وإذا بها فجأة تجد يدا تنتشل الكأس من فمها پعنف .. لوهلة صابها الفزع لكن حين التفتت ورأت وجه ابنة عمها التهبت نظراتها بغيظ .
كانت خلود تمسك بكوب المياه في يدها وعيناها ثابتة على آسيا تتطلع إليها شرزا في نظرة تنبض بالشړ والحقد وعلى الرغم من ڠضب آسيا المتمثل في نظراتها إلا أنها قررت التصرف ببرود وعدم خلق مشكلة حيث زفرت النيران من فمها ومدت يدها لكي تجذب كوب الماء لكن الأخرى عادت بيدها للخلف مانعة إياها من أخذه ! . 
اڼفجرت آسيا بها وهتفت بلهجة قوية  
_ اتچنيتي في نفوخك ولا إيه ياخلود .. هاتي كوباية المايه وبعدي عني واصل 
ابتسمت خلود بخبث يضمر البغض  
_ مش لما تبعدي عني أنتي الأول ! 
جاهدت آسيا في التحكم بزمام انفعالاتها وقالت مغتاظة  
_ لا إله إلا الله 
هدرت خلود بهمس مريب وبنظرة مشبعة بالنقم  
_ اوعاكي تكوني فاكرة نفسك حاچة ولا ليكي قيمة .. عمي الله يرحمه هو اللي عمل منك قيمة لكن أنتي حية فضلتي تلفي على كل رچالة البيت وتبلفي فيهم لغاية ما بقى محدش قادر عليكي ولا حد بيتنيلك كلمة لو عرفوا حقيقتك والسواد اللي چواكي محدش هيبص في وشك 
سكون تام اشبه ببرود أعصاب مستفز كان يهيمن على آسيا التي تبتسم بعدم اكتراث لكلماتها .. تظن أنها ستبعث تأثير سيء في نفسها وتدفع

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات