الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

منزلة حبها وتعلقها بأبيها  
_ متزعلش مني ياجدي .. سامحني أنا زي ما قولت قلبي محروق على ابويا ومش قادرة انسى أنه اټقتل غدر قصاد عيني 
ربت على رأسها بحنو متمتما في لهجة رجولية قوية يطمئنها  
_ حق ولدي هيرجع وهناخد عزاه اللي ابتدي الحړب معانا والغدر ملوش غفران في عرفنا يابتي 
لا تنكر أن كلمات جدها اسعدتها واشعرتها بقليل من الراحة فارتمت عليه بين ذراعيه تعانقه بحب هامسة  
_ ربنا يخليك لينا ياچدي ويباركلنا فيك احنا معدش لينا سند ولا ضهر غيرك من بعد ابوي 
ابتسم حمزة بحنو وتمتم في جدية  
_ أنتي وأخوكي وعيال عمك حتة من قلبي وبالأخص أنتي مكانك في قلبي مختلف ياست البنات كلهم 
انفرج ثغرها ببسمة اكثر اتساعا وسعادة بحنو جدها وحبه لها وكأن ما افسده أخيها بصڤعته لها اصلحها جدها الحنون ! .

داخل جدران المطبخ تجلس كل من خلود ابنة منصور وأمها حول الطاولة المستديرة على المقاعد الخشبية وينمون معا بكل شماتة في الحاډثة الأخيرة وما طال آسيا جراء فعلتها الوقحة ! . 
مالت خلود على أمها تهمس لها في شماتة تلمع بعيناها وهي تضحك  
_ چلال ضربها بالقلم فوق ياما ولو كانت كترت معاه اكتر كان قصلها لسانها اللي فرحانة بيه ده 
شهقت إنصاف پصدمة وهتفت بعدم تصديق  
_ كيف عرفتي يابت ! 
لمعت عيناه بخبث وغمزت لأمها وهي تهمس  
_ اتصنت عليهم من غير ما ياخدوا بالهم وسمعت كل حاجة وصوت القلم في الآخر رن في وداني رن تستاهل بت چليلة الحرباية دي .. البيت كله مفيش على لسانه غير ست البنات آسيا راحت آسيا جات اتفرجوا عاد على آسيا بتاعتكم وفضايحها 
التفتت بعفوية تجاه الباب فرأت جليلة تقف تنظر لهم بشكل مخيف صابها السعال الشديد فجأة نتيجة لدهشتها المصحوبة بخۏفها فربتت إنصاف على ظهر ابنتها برفق وناولتها كأس المياه لترتشف منه الأخرى بتوتر وهي ترى جليلة تتحرك بخطواتها الواثقة وهيبتها الطاغية حتى وقفت أمام المبرد واخرجت زجاجة مياه باردة والتقطت كأسا طويلا تسكب فيه الماء بهدوء مريب . 
خرج صوتها المرعب أخيرا وهي تقول لإنصاف منذرة  
_ ربي بتك زين يا إنصاف .. أو لو مش عارفة تربيها سيبهالنا نربيها احنا بطريقتنا
استقرت نظرة ڼارية ومغتاظة من إنصاف على جليلة دون أن تجيب عليه بسبب عدم جرأتها أما جليلة فقد حملت كأس المياه بين يدها الذي يبدو أنها تأخذه لأحد بالخارج وسارت بجوارهم ثم توقف أمامهم مباشرة وقالت بنظرة ترهب البدن  
_ بتي ست البنات وهتفضل ست البنات وست البيت كله كمان واللي مش عاچبه يشرب من البحر
ابتلعتا إنصاف وخلود الإهانة وهم يشتعلون عيظا من تلك المرأة المتجبرة كأبنتها وظلوا يتابعوها وهي تغادر وكلاهما يتوعدان لها هي وابنتها .....

بتمام الساعة الثامنة مساءا .... 
أمام منزل إبراهيم الصاوي يجلس كل من بشار وعمران فوق مقعدين خشبين يتبادلون الأحاديث المختلفة بجدية .. ليصدح صوت بشار وهو يتساءل بحيرة  
_ لغاية دلوك وأنا مش فاهم سبب إصرار عمي إبراهيم على الصلح ده ! 
طال صمت عمران وهو يحدق في الفراغ أمامه حتى خرج صوته الرجولي الغليظ يقول  
_ ابوي في حاچة بتدور في دماغه .. لكن إي هي الله اعلم ومسير المستخبي يبان 
بشار بوجه عابس  
_ إن چيت للحق أنا مش مطمئن للصلح ده ياواد عمي وحاسس أن الغدر هيكون منهم المرة دي 
التهبت نظرات عمران پغضب ورد بحدة  
_ واحنا مغدرناش اولاني عشان

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات