الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

ترك ثأر أبيها يضيع هباءا حتى لو بقى الأمر عليها هي لتفعله طالما الرجال لا يستطيعون فعلها . 
ليست نادمة على ما فعلته بمجلس الرجال بالأسفل ولو توجب عليها فعله ثانية ستفعله لكنها تعترف لنفسها بأنها أخطأت وتسرعت في التصرف كان يجب عليها أن تتريث وتتصرف وفقا لخطط متقنة .. فالتصرف الذي صدر منها هو غباء وستتحمل عواقبه الوخيمة الآن .
لم تنتبه للوقت الذي مر وفاقت على أثر صوت باب المنزل الحديدي بالأسفل وهو ينفتح فاستقامت واقفة وكفكفت دموعها بكل قوة ثم سارت نحو شرفتها تقف مستندة بكفيها فوق السور الحديدي للشرفة ونظراتها الحاقدة تتابع عائلة إبراهيم الصاوي وهم يغادرون منزلها بعضهم تفرق لطرق مختلفة والبقية أكملوا طريقهم لنهاية الشارع ثم انحرفوا للشارع الخلفي حيث يقطن منزلهم . 
كانت على وشك الدخول مجددا لكن عيناها التقطت عمران وهو يقف بالأسفل يتحدث مع أخيها ومن خلال بعض الكلمات المتقطعة التي وصلت لأذنها كان عمران يطمئن على أحوال شقيقته وجلال بدوره رد عليه بكل برود ونظرات تضمر بعض الضغينة في ثناياها ولم يكن حال عمران يختلف عنه كثيرا .
ظلت عيناها الڼارية ثابتة على عمران وبعقلها تدور ألف فكرة شيطانية ستشبع روحها المتضورة للثأر رأته يبتعد عن أخيها ويسير باتجاه سيارته المصطفة على بعد عشر أمتار من منزلهم فتح باب السيارة وقبل أن يستقل بها ارتفعت عيناه بعفوية بحتة للأعلى فاستقرت على شرفتها حيث تقف تلك بردائها الأسود وحجابها الذي صنعا منها مظهرا اشبه بساحرة شريرة لم ترمش عيناها لمرة واحدة وهي تحدق به بكامل الجبروت ورأسها مرفوع لأعلى بشموخ يليق بها .
لم يعيرها ادنى اهتمام حتى أنه تجاهل نظراتها الحاقدة وقابلها بابتسامة جانبية ساخرة مع نظرة مرعبة يرسل من خلالها إشارات تحذيرية لها وكأنه اخترق عقلها وفهم ما يجول به .
لم تهتز لنظرته شعرة واحدة بل زادتها تصميما وبقت كما هي حتى رأته يتحرك بسيارته ويغادر دخلت إلي غرفتها ووجهها خالي تماما من التعابير وإذا بها تجد جدها يقتحم عليها الغرفة پغضب هادر ويصيح بها  
_ عال والله يابت خليل هي دي التربية اللي أنا وابوكي ربنهالك 
ابتلعت غصة مريرة في حلقها على أثر سماعها لاسم ابيها وطريقة جدها الجافة معها  
_ إنت وابوي علمتوني مسبش حقي ياچدي 
ضړب بعصاه الغليظة الأرض محدثة صوتا مدويا وهتف بعصبية  
_ مفيش عندنا حريم بتتدخل في كلام الرچالة والحديت ده ملكيش صالح بيه .. مفضلش غير الحريم كمان اللي تقول للرچالة يعملوا إيه وميعملوش إيه ولدي ماټ وحقه احنا عارفين كيف هناخده 
لم تقوي على رفع نظرها بجدها وبقت مطرقة أرضا احتراما وتقديرا له رغم أن العبارات عادت تتجمع بعيناها مجددا لتسمعه يكمل بلهجته المحذرة  
_ هعتبر اللي حصل ده غلطة بسبب إن قلبك محروق على ابوكي عشان أنا عارف زين أن بتي آسيا مبيطلعش منها الغلط لكن لو الغلط ده اتكرر تاني وقتها متلوميش غير نفسك يا آسيا 
اماءت رأسها له بالموافقة هامسة بصوت يحمل بحة انثوية رقيقة ومختلفة كليا عن حقيقتها المتجبرة التي تظهر بها أمام الجميع  
_ حاضر ياچدي .. حقك عليا أنا آسفة غلطة وما هتتكررش 
تمتم حمزة بنبرة قوية بعد أن هدأت عصبيته قليلا  
_ زين إنك عارفة غلطك 
رفعت نظرها له وابتسمت بدفء ثم تقدمت نحوه بخطا ثابتة وانحنت على كف يده تقبل ظاهرها في اعتذار للمرة الثانية ينبع من صميمها لطالما كان جدها يحتل بقلبها نفس

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات