رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني بقلم ندى محمود توفيق
ترك ثأر أبيها يضيع هباءا حتى لو بقى الأمر عليها هي لتفعله طالما الرجال لا يستطيعون فعلها .
ليست نادمة على ما فعلته بمجلس الرجال بالأسفل ولو توجب عليها فعله ثانية ستفعله لكنها تعترف لنفسها بأنها أخطأت وتسرعت في التصرف كان يجب عليها أن تتريث وتتصرف وفقا لخطط متقنة .. فالتصرف الذي صدر منها هو غباء وستتحمل عواقبه الوخيمة الآن .
ظلت عيناها الڼارية ثابتة على عمران وبعقلها تدور ألف فكرة شيطانية ستشبع روحها المتضورة للثأر رأته يبتعد عن أخيها ويسير باتجاه سيارته المصطفة على بعد عشر أمتار من منزلهم فتح باب السيارة وقبل أن يستقل بها ارتفعت عيناه بعفوية بحتة للأعلى فاستقرت على شرفتها حيث تقف تلك بردائها الأسود وحجابها الذي صنعا منها مظهرا اشبه بساحرة شريرة لم ترمش عيناها لمرة واحدة وهي تحدق به بكامل الجبروت ورأسها مرفوع لأعلى بشموخ يليق بها .
لم تهتز لنظرته شعرة واحدة بل زادتها تصميما وبقت كما هي حتى رأته يتحرك بسيارته ويغادر دخلت إلي غرفتها ووجهها خالي تماما من التعابير وإذا بها تجد جدها يقتحم عليها الغرفة پغضب هادر ويصيح بها
ابتلعت غصة مريرة في حلقها على أثر سماعها لاسم ابيها وطريقة جدها الجافة معها
_ إنت وابوي علمتوني مسبش حقي ياچدي
ضړب بعصاه الغليظة الأرض محدثة صوتا مدويا وهتف بعصبية
_ مفيش عندنا حريم بتتدخل في كلام الرچالة والحديت ده ملكيش صالح بيه .. مفضلش غير الحريم كمان اللي تقول للرچالة يعملوا إيه وميعملوش إيه ولدي ماټ وحقه احنا عارفين كيف هناخده
_ هعتبر اللي حصل ده غلطة بسبب إن قلبك محروق على ابوكي عشان أنا عارف زين أن بتي آسيا مبيطلعش منها الغلط لكن لو الغلط ده اتكرر تاني وقتها متلوميش غير نفسك يا آسيا
_ حاضر ياچدي .. حقك عليا أنا آسفة غلطة وما هتتكررش
تمتم حمزة بنبرة قوية بعد أن هدأت عصبيته قليلا
_ زين إنك عارفة غلطك
رفعت نظرها له وابتسمت بدفء ثم تقدمت نحوه بخطا ثابتة وانحنت على كف يده تقبل ظاهرها في اعتذار للمرة الثانية ينبع من صميمها لطالما كان جدها يحتل بقلبها نفس