رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الاول بقلم ندى محمود توفيق
لتستقر الړصاصة بجسده الهزل .. فيسقط الرجل على الأرض وتتعالى معه نواح النساء وصياح أبنائه ورجال عائلته وهم يركضون نحوه أما ذلك الشاب الذي اطلق النيران فر هاربا بلحظتها بعد أن وثب فوق دراجته الڼارية ولم تمر سوى دقائق قليلة حتى بدأت سيارات الشرطة تصطف بالشارع و.......
استفاق من شروده على صوت أمه وهي تهتف له باسمة
الټفت لها وبادلها الابتسامة وهو يجيبها
_ صباح النور ياما
تفحصته إخلاص بنظرها وسألت بتعجب
_ لابس خلچاتك وجاهز .. على فين إكده من صباحية ربنا !
تنهد الصعداء ورد بصوت رجولي غليظ
_ ما أنتي عارفة الشغل مش بيتقله لا في أي وقت
هزت رأسها بتفهم هامسة
استقام واقفا وانحنى على رأس أمه يقبلها بحنو هامسا
_ مليش نفس افطروا أنتوا أنا يدوب الحق اشوف الشغل اللي ورايا وقولي لبشار يحصلني على هناك
اعترضت بضيق تجيبه في دفء أمومي
_ هتطلع على لحم بطنك .. كل لقمة حتى ياولدي
_ مش جعان والله ياما
انهى عبارته ولم ينتظر ردها بل اندفع يقود خطواته لخارج المنزل لكنها اوقفته بصوتها المرتفع
_ عمران !
توقف واستدار لها برأسه لتبتسم له وتقول باهتمام
_ خد بالك من نفسك
لقد اعتاد على تلك العبارة منذ الحاډثة المشهورة التي وقعت قبل سنتين ومازالت تداعياتها مستمرة حتى الآن .. ابتسم لأمه بعدم حيلة ورد بصوت أجش
ثم استدار وأكمل طريقه لخارج المنزل بينما إخلاص فظلت تتابع ابنها ونجلها الوحيد وهو يختفي من أمام نظراتها داعية ربها أن يحفظه لها من كل شړ ..........
داخل منزل خليل صفوان .......
بالطابق الثاني تحديدا داخل إحدى الغرف الواسعة التي تضم فراشا متوسط الحجم وخزانة صغيرة ومقعدا هزاز بأحد زوايا الغرف .. أما الحوائط فكانت بيضاء تماما كالثلج .
توقفت أمام المرآة تلقي النظرة الأخيرة على مظهرها وهي بتلك العباءة المنزلية ذات اللون الأزرق ومطرزة بخيوط بيضاء عند الصدر وفي الأسفل بأشكال فرعونية مميزة رفعت يديها ترفع شعرها الغزير والحريري لأعلى وتثبته بمشبك أسود ثم تلتقط حجابها من نفس لون العباءة وتلفه حول شعرها بإتقان وحرص على عدم ظهور شعرة واحدة منه .