رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل العاشر بقلم رضوي جاويش
أيدي .. دكتور عبدالرحمن ميتعوضش ..
ألقت الممرضة كلماتها الأخيرة في عجالة وانصرفت تاركة أمل تتعجب مما يجري حولها ..انها مريضة بمرض عضال قد لا تشفى منه .. تجاهد متشبثة بالحياة من أجل ولدها ولا يشغل بالها الا الشفاء.. كيف لها أن تشغل عقلها بمثل هذه الترهات!.. وكيف يمكنهم اتهام دكتور عبدالرحمن بكل إخلاصه في عمله بمثل هذه الحماقة المهنية بتفضيل أحد مرضاه والتي لا يقترفها الا غر مبتدئ لا طبيب مخضرم في مثل نضجه العقلي !.. إنها دعابة سخيفة لا ترق أن تكون حتى مجرد خاطر يشغل بالها ..أغمضت عينيها في استسلام تام وراحت في نوم عميق ..
وقفت هذه المرة أمام الكاميرا أكثر ثقة من سابقتها وقد أدركت أن وقفتها هذه هي الوسيلة التي تخبر بها نفسها قبل العالم أجمع أنها هنا ولاتزال حية وقادرة على العطاء ومشاركة المحبة..
ابتسمت في أريحية وبدأت عبارات الترحيب وتأكيدها في سعادة أنه أصبح لها فقرة ثابتة في برنامج أكلة وغنوة وهذه الفقرة ستكون بعنوان دعوة من القلب هتفت في شجن وهي تضع أمامها بعض من مكونات طبختها المختارة من الجمهور أنا اخترت الاسم ده بالذات لأني في لحظات كتير من حياتي كنت مستنية حد يطبطب عليا حتى ولو بدعوة بسيطة تسعدني ..ياللاه ندعي لبعض ..فأعظم الحب دعاء .. كل اللي حابب
وضع حاتم الفاصل الإعلاني من تلك الاعلانات التي بدأت تنهال عليهم وصفق في سعادة مهللا بينما ابتسم عبدالغني في حبور واقترب منها في هدوء هامسا برافو .. انت بقيتي محترفة ..شكلك هتكلي مني الجو .. ورغم كده مبسوط أووي.. عارفة ليه!.. لانك كنت محتاجة ده .. محتاجة ترجعي لإحسان الحقيقية ..
رنين هاتفها المتواصل جعلها تسرع نحوه في انتظار سماع ذاك الخبر الذي تنتظر ..كان اسم سالم ينير الشاشة ما جعلها ترد في لهفة ها حصل !..
هتف بها سالم في نبرة ممتعضة طب حتى قوليلي إزيك الأول !.. بس أنا مسامح .. لهفتك دي أنا حاسس أضعافها لأن اجتماعنا قرب يا نجوى..
صمتت وتوترت لكلماته واضطربت معدتها لكنها تمالكت نفسها هاتفة في محاولة لاصطناع الصدق أه طبعا يا سالم ..بس طمني ..ايه اللي حصل..!..
ضربات قلبها تضاعفت وتضاعفت حتى أنها استشعرت دوار خفيفا لوقع الكلمات على روحها ..لقد كان