الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل التاسع بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

وقفة 
دخل غرفتها متنحنحا في هدوء بعد ان طرق الباب وانتظر للحظة حتى أذنت له بالدخول تطلع اليها في مودة هاتفا بصوته الذي يجلب الطمأنينة للنفس كما تجلب الشمس خيوط النهار ازيك دلوقتي يا امل !. 
هزت رأسها وهى تتأكد من احكام رباط رأسها هامسة في اضطراب لا تعرف مصدره كويسة يا دكتور عبدالرحمن .. بقيت احسن .. 

هز رأسه مبتسما وهو يتطلع لإشارة تقدم الحالة المعلقة على فراشها هامسا فعلا عال قووي .. احنا فعلا احسن .. يا رب دايما للأحسن.. انا ملاحظ تقدم واضح فالحالة .. 
وابتسم في مودة أربكتها كليا حتى انها لم يكن بامكانها الرد مباشرة وهمست بعد ان بدأت في استعادة احرف بيانها الحمد لله على كل حال .. فضل من رب العالمين .. 
توقف امام نافذة الحجرة متطلعا منها للخارج شاردا وهو يهمس فعلا فضل من رب العالمين .. اللي دايما بسمعك بتناجيه وانت رايحة تاخدي الجلسة وترددي آيات القران .. اية معينة بتردديها بيقين عجيب يهز أي حد يسمعها لما الالم يشتد عليك .. وإذا مرضت فهو يشفين.. ولما يشتد عليك التعب اكتر تبكى بهدوء وترددي اسم معين اكتشفت انه اسم ابنك .. كأنك بتستمدي منه القوة .. وبعد الجلسة تقعدي وحيدة في هدوء عجيب اتاريك حاطة تحت حجابك سماعات تليفونك بتسمعي ام كلثوم .. انت فعلا تركيبة عجيبة مقبلتهاش قبل كده.. 
تنبه انه أفضى بتفاصيل كثيرة عنها دون ان يدرك فاستدار نحوها ليجدها فاغرة فاها في دهشة متسائلة بنفسها.. كيف له ان يعرف كل تلك التفاصيل البسيطة عنها !.. 
شعر باضطراب من جراء استرساله في خواطره كما لم يعتد من قبل فهم بالحديث إلا أن دخول شيرين العاصف كالعادة اخرسه عندما ظهرت بجلبتها المعتادة هاتفة ايه يا بنتي !!..اقبال منقطع النظير ع الصفحة ..انت بتوزعي ايه جواها!..والله لو بتوزعي لحمة ما هيبقى الإقبال كده .. أنت محظوظة يا بنتي أن انا صحبتك ومديرة صفحتك .. 
قالت شيرين كلماتها الأخيرة في نبرة متفاخرة وكالمعتاد لم تع لوجود عبدالرحمن بذاك الركن المتطرف بالغرفة عند النافذة ولا حتى تنبهت لإشارات أمل الخفية لتصمت وتكبح جماح اندفاعها الفطري لكنها تنبهت اخيرا لوجوده عندما ارتفعت قهقهاته على مزاحها فاستدارت في بطء متطلعة نحوه لتضع كفها على وجهها في صدمة استوعبتها بسرعة قبل أن تهتف في حرج هو حضرتك ظابط مواعيد كشفك على مواعيد جناني .. قول صح !.. اصل لو مش صح .. هايبقى العيب فيا .. منحوسة من يومي .. 
قهقه مؤكدا حتى يرضيها الصراحة اه ..مظبط مواعيدي عليك.. اهو الواحد يضحك شوية وسط اللي بنشوفه هنا .. 
ابتسم من جديد مستئذا في عجالة لتتطلع شيرين إلى أمل في ذهول هاتفة هو قال إنه بيستناني عشان اضحكه ..صح !.. قولي صح يا أمل .. ياختااي .. هيغمن عليا .. 
قهقت أمل مؤكدة ايوه قال .. بالإمارة قالها بالاكراه عشان ميحرجكيش .. 
نظرت إليها شيرين ممتعضة هاتفة في حسرة والنعمة أنت مش صاحبة جدعة .. طب اضحكي عليا وقوليلي صح ..هو الصاحب ليه ايه عند صاحبه إلا أنه يفرحه حتى ولو كدب 
وقفزت على الفراش جوار أمل هاتفة في حزن مصطنع فسحيلي جنبك شوية اتمدد لحسن 
قهقهت أمل وهي تفسح لصديقتها المجال لتتمدد جوارها هاتفة والله طنط دي صعبانة عليا بجد ..حرام عليك ..ما تفرحيها بقى يا شيرين .. 
أكدت شيرين ساخرة حاااضر.. من عنايا ..نامي بس دلوقت وبكرة افرحها انا وانت وناهد وكلنا .. 
تطلعت أمل لصديقتها في محبة جمة وحزن حقيقي على حالها.. يقال إن العشق يحيي.. لكن 
مدت كفها متناولة هاتفها وخطت على صفحتها واني احمل حبك الساكن بجنبات روحي ..تاج على مفرق فؤادي كما تحمل أعواد الكبريت مۏتها فوق رأسها لكني لا أبالي .. فأنا التي ما عاد يهمها ان كان حبك هو البلية

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات