رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الثامن بقلم رضوي جاويش
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
قرار
تعالت ضحكاتها على نكاته فقد كان يتمتع بخفة ظل كبيرة .. وبجانب هذا كان ماهرا بحق في صنع أطباق شهية من مكونات قليلة ومتوفرة بكل بيت .. إنه بالفعل ماهر ومحب لما يفعل ..
تركت الهاتف جانبا والذي أصبح سلواها الوحيدة في منفاها الإجباري ذاك واندفعت للمطبخ تصنع طبقا شهيا متبعة تعليماته .. انتهت في فترة وجيزة وكانت النتيجة مبهرة مصفقة في جزل كالأطفال عند نجاحهم في صنع برج من المجسمات وبدأت في تناوله بشهية كبيرة ..
عادت للمطبخ وقد شعرت بالامتلاء لتصنع كوبا من الشاي .. وقفت تغسل الأواني فوقع ناظرها على نافذته المشرعة والتي انفرجت في تلك اللحظة معلنة عن ظهوره ليبتسم في أريحية هاتفا مساء الخير ..
ردت في أريحية مساء النور.. على فكرة ..
لم تكمل وشعرت أنها تهورت وعليها التراجع .. تنبه لكلماتها فما عاد بإمكانها إلا أن تكمل ما بدأته مستطردة أنا جربت وصفة من وصفاتك .. كانت جميلة فعلا ..
ابتسمت في حياء شاكرة .. همت بالاستئذان ليبادرها متسائلا أنت لسه مش عايزة تشتغلي معايا !.. مفكرتيش حتى في الموضوع !..
تلجلجت قليلا وأخيرا هتفت في تردد بس أنا مش هعرف .. صدقني أنا لخمة وبغرق في شبر مية .. أنا مش هفيدك بالعكس أنا يمكن أضرك.. أنت محتاج حد يكون..
ساد الصمت للحظة .. لا تعرف لما استشعرت دبيب عجيب بذلك الخافق بين جنباتها والذي لا تنتبه لوجوده الا عند وخزات الۏجع التي أدمنها !..
كان هو من قطع الصمت بتساؤله في لهفة هااا ..قولتي إيه !..
كانت تهم بهز رأسها رفضا لكن كيف خرجت أن نعم !.. كيف اومأت له بالإيجاب وكأنها مسحورة..!..
هتفت إحسان تستوقفه بس استنى.. خلينا نقول إنها تجربة .. يعني الموافقة مبدأية .. ولو لقيت نفسي مش هقدر .. هنسحب .. اتفقنا!
هتف مؤكدا طبعا اتفقنا .. في انتظارك عشان أوريك طريقة الشغل.. وعشان نحضر المنيو بتاع الحلقة الجاية ..
هتفت في اضطراب في انتظاري فين !..
هتف بأريحية هنا عندي ..
هتفت في ضيق واضح أن عيشتك بره مصر اثرت مش بس على ذوقك