السبت 30 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل السابع بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

إيه !.. مالكم !.. 
هتفت ام نجوى ممتعضة اتفضل يا حاج .. قال بنتك عايزة تنزل الچيم .. 
هتف ابو نجوى وايه المشكلة ما تنزل .. 
هتفت الأم في صدمة تنزل فين ! أنت مش واخد بالك يا حاج إن حال بنتك دلوقت بقى غير الأول .. بنتك مطلقة والعين بقت عليها فالرايحة والجاية.. 
هتفت نجوى في ڠضب آه وطالما أطلقت يبقى أدفن بالحيا وحتى الچيم اللي بالعمارة اللي قدامنا مرحهوش عشان الناس متقلش حاجة .. مش كده!.. 
تنهد أبوها رابتا على كتفها مهدئا واخيرا هتف مشيرا للباب انزلي يا بنتي .. روحي .. طالما مبتعمليش حاجة لا عيب ولا حرام يبقى محدش له عندك حاجة .. 
هتفت امها معترضة بس يا حاج.. 
أشار ابوها بكفه لتصمت أمها مبتلعة كلماتها المعارضة لتقبل نجوى جبين أبيها قبل أن تتجه للخارج .. 
تطلع أبوها لأمها في حنق هاتفا في ضيق ارحموا من بالأرض يرحمكم من بالسماء .. كفاية بقى القمقم اللي كنت معيشاها فيه .. خليها تخرج وتشوف حالها بدل ما تقعد تفكر في اللي راح .. 
صمتت الأم ولم تعقب رغم امتعاضها الظاهر على قسمات وجهها .. 
اشعار رسالة رن على هاتف نجوى وهي على أعتاب بنايتها تهم بالاندفاع للخارج إلا أنها توقفت تستطلع المرسل .. 
كان سالم صديق كمال .. فتحت الرسالة ليرتج قلبها بين أضلعها في صدمة .. كانت تنظر إلى الصورة المرسلة إليها على أحد التطبيقات لكمال مجالسا امرأة تكاد تكون بمثل سنه .. تجلس في غنج وهو مقتربا منها في شوق يطعمها بشوكة قطعة من لحم .. 
ردت في سرعة على سالم مؤكدة لو سمحت يا استاذ سالم متبعتليش اي حاجة تخصه لأنه معدش يخصني من أساسه .. 
خرجت من التطبيق حتى إن اشعار تلك الرسالة الثانية جاءها وما كان لها القدرة على فضها وقراءتها .. تحكمت في وجود شبكة الإنترنت على جهازها قاطعة أي اتصال ممكن.. دافعة بهاتفها في جوف حقيبتها وغامت عيونها بالدموع حتى أن الطريق فقد معالمه أمام ناظريها وكاد ذلك ان يودي بحياتها وهي تعبر الشارع لا ترى بعين خيالها إلا صورة حبيب العمر مع تلك المرأة التي سلبته لبه وبيته .. 
انتفضت فقد علا صوت نفير سيارة قادمة لكن المكابح كانت أسرع من استجابتها.. توقفت السيارة أمامها ببضع سنتيمترات .. كانت على وشك أن يلق حتفها تحت عجلات العربة لولا ستر الله والتي صړخ قائدها في ثورة .. اندفعت في خجل باتجاه البناية حيث صالة الألعاب الرياضية تختفي في سرعة جراء ما حدث .. 
غيرت ملابسها بأخرى مناسبة لممارسة الرياضة ووضعت سمعات أذنها تشغل بعض الموسيقي والأغاني على جوالها وقد بدأت في المشي في محاولة لا لحړق الدهون لكن لحړق ذكرياتها معه والتي تضج بها روحها المكلومة .. 
عادت أدراجها بعد أن قضت فترة تمارينها لتدخل حجرتها تعيد التطلع لصورة كمال مع تلك الحقېرة التي احتلت موضعها بقلبه وحياته .. فانتبهت لرد سالم مؤكدا انا بعت الصورة عشان تعرفي إنه عايش حياته فأنت كمان تنسيه وتعيشي حياتك .. محدش يستاهل زعلك عليه.. 
أغلقت الهاتف من جديد ولم ترد بحرف ورددت بنفسها في ثقة صح .. محدش يستاهل زعلي.. 
ألقت الهاتف جانبا وخرجت من حجرتها تحمل طفلها تداعبه في محبة محاولة تناسي تلك الصورة التي تراها اللحظة شاخصة أمام ناظريها.. 
طرقت على باب شقة أبيها بمصاحبة شيرين إلا أن أبيها تأخر في فتح الباب قليلا .. أخذت تبحث بحقيبتها عن المفتاح

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات