رواية نبض الۏجع عشت غرامي الفصل الثالث والثلاثون والاخيربقلم فاطيما يوسف
جمهورك صعب جدا وهتخسر حاجات كتير بنيتها مع جمهورك
أخذت نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وتابع حديثه بنبرة واثق متأكد وبعيناي هائمة
_ جمهور ايه اللي انت بتتكلمي عنه يا حبيبتي محدش في الدنيا هيقف جنبي ولا هيدعمني قد مراتي وقد حبي الأول والأخير محدش في الدنيا هيحس بكمية الراحة والسلام النفسي اللي انا عايش فيه معاها بسبب تدينها وقربها من ربنا وانها سحباني معاها لأجمل طريق كان غايب عني عرفتني حديث مهم قوي بقيت ماشي عليه إن لا طاعة لمخلوق في معصيه الخالق
_ بعد الشړ عنك يا حبيبي ربنا يديم حسك في الدنيا ويخليك ليا يا دومة ده انت حبيبي واخويا وسندي بعد ربنا سبحانه وتعالى خلاص اللي انت شايفه راحة ليك ولبيتك ولحياتك أهم من أي شيء في الدنيا وأهم من أي حسابات جايبة لنا ۏجع قلب وأعصاب.
_ ولا منك يا حبيبة اخوك يا اللي دايما واقفة في ضهري وعمرك ما كنت ضدي ابدا ودايما بتدعميني في كل قراراتي وما بتحسسنيش بتأنيب ذنب
ما تتصوريش انا دلوقتي ارتحت قد ايه اكتر لما عرفتك كل حاجة كنت قلقان من رد فعلك والله .
أخرجته من أحضانها ثم وضعت كفاي يداها الحنونتان وحاوطت بهما وجنتاي ذاك الرائع وتحدثت بحب صادق ظهر بينا داخل عيناها
تحدث بنبرة صوت فخورة وإطرائية
_ تمام يا قمر هسيبك بقى وهطلع أصحي مكة علشان متعرفش ان انت هنا .
_ لا سيبها بس ما تصحيهاش وما تقولهاش ان انا جيت عشان ما تزعلش انا هاجي تاني بكرة انا قاعدة في القاهرة أسبوع بحاله علشان عندي شغل في المحطة هنا متأجل كتير قبل ما ارجع هناك .
ودع كل منهم الآخر وخرجت دون ان تكترث لما حدث ودون أن تشغل بالها باعتزاله فهي لم يهمها غير راحة أخيها وسعادته مهما كانت التنازلات فلن تكن أهم من العيش بهناء مع من نحب
في منزل سلطان المهدي حيث يجتمع سلطان وعائلته على تلك المنضدة الخاصة بطعام الغداء في تجمع عائلي لم يحدث منذ شهور عدة في جو ملئ بالألفة والمودة
فتحدث سلطان إلى رحمة
_ عريسك كلمني واتفقنا على ان كتب الكتاب بكرة ان شاء الله جهزي حالك هو قال ان هو مخلص كل الاوراق اللي تخص كتب الكتاب والجواز ان شاء الله بعديها بشهرين كفاية تأجيل لحد اكده الجدع حمض جنبنا من كتر الانتظار .
شعرت رحمة بالخجل من سكون ولكنها خيبت ظنونها وابتسمت تلك السكون بوجه بشوش ونطقت بمحبة ودعاء بأن يتمم لها زواجها على خير وبركة
_ اخيرا يا رحمة هفرح بيكي واشوفك عروسة ربنا يتمم لك على خير يا قمرة واشوفك سعيدة ومبسوطة دايما يا اجدع اخت في الدنيا كلها .
تنفست رحمة الصعداء وأحست بمدى سعادتها وهي ترى سكون تبارك لها بكل أريحية دون أي حزن على حالتهم ولكن هي سكون هكذا لها من الجمال والرقي مالا يليق بغيرها ثم شكرتها بامتنان
_ حبيبة قلبي يا مرت اخوي منحرمش منك أبدا ولا من دعوتك الجميلة وطبعا فرحتي مش هتتم الا وانت واقفة جاري عشان نفرح سوا
ثم أكملت بحزن
_ بس كان نفسي مكة توبقى موجودة معاي في كتب الكتاب هي كمان علشان فرحتي تكمل لكن ربنا يوفقها في حياتها مع جوزها وتوبقى تاجي في الليلة الكبيرة وخلاص .
هنا تحدثت زينب مرددة بنبرة سخرية مصاحبة للدعابة اعتادت عليها مع رحمة
_ مبروك عليك الجواز يا بتي والله الجدع دي هيشيل هم تقيل الله يعينه عليه .
زمجرت رحمة پغضب مصطنع من سخرية والدتها ثم تحدثت باستنكار
_ وه يا زينب مهينش عليك تباركي لي على كتب الكتاب زي اي ام وبتها لازم تنكد علي وتسمعيني كلام من بتاعك دي !
كانت زينب تمسك في يديها تلك الحمامة وتتناولها بنهم فهي تعشق ذاك الحمام بشدة وهي تردد بلا مبالاة
_ مش لما تبوقي كيف البنات عشان اني ابقى كيف الامهات دي انت ما لكيش مثيل ولا وصف يابت بطني
قاعده تحشي ولا على بالك وطول النهار اقول لك تعالي خشي المطبخ وياي اتعلمي لك حاجة تنفعك على الاقل الجدع دي يلاقي لقمة نضيفة ياكلها لما يتهف في عقله ويتجوزك ياعين امه بدل ما انت ولا تفقهي اي حاجة في المطبخ
وتابعت سخريتها باستفسار
_ إلا قولي لي هتتجوزي كيف يا رحمة وانت مهتعرفيش تقلي بيضة
ضحك الجميع على مشاغبتهن لبعضهن ثم تحدث عمران من بين ضحكاته وهو يلوم والدته بنفس الدعابة
_لا يا امي ما تظلمهاش دي عليها كوباية شاي تعدل المزاج ولا اجدعها قهوجي
واسترسل دعابته وهو ينظر الى رحمة متسائلا اياها بمغزى
_ مش صوح يا رحمة الحديت دي ولا ايه عاد
فهمت ما يقصده عمران وهو يقصد التلقيح عليها بالكلام عن صنعها لذاك الشاي الذي فعلته له منذ اسبوعا بالملح بدل السكر من شدة تسرعها ثم رفعت رأسها بشموخ وهي تردد لهم
_ ماهر ما يهموش حاجة واصل من الأكل والكلام الفاضي دي أهم حاجة أني بالنسبة له وكل شئ بعد اكده يتحل بسهولة والأكل مفيش اسهل من الحصول عليه دلوك
مطت شفتيها بامتعاض ثم هتفت وهي تشعر بالغيظ من ردود ابنتها
_ والله يابت إنتي عليكي كيد فقع مرارتي ابقي أكليه وكل جاهز خليه يكره اليوم اللي اتجوزك فيه من معدته اللي هتتقلب على يدك .
ضحكوا جميعا على كلمات زينب وحركات وجهها المغتاظة بالفعل ورحمة تأكل ولا تبالي بكلام والدتها وكأنها لم تقل شئ
انتهى الجميع من تناول الطعام وقامت