رواية نبض الۏجع عشت غرامي الفصل الثاني والثلاثون بقلم فاطيما يوسف
شقائها فهي أحبتهم حبا جما وراعتهم بجد وجدية وكانت لم تغفل عنهم ابدا وحينما انشغلت مع أبيهم حدث ما حدث وأصبحت تلوم حالها على تركهم لها
بعد مرور عدة أشهر على مۏت مجدي وأخيرا استطاع عامر أن يجد فرصة للحديث معها فهي وحدها الآن وتركتها والدتها وأخواتها منذ أكثر من أسبوع فقد كانوا يتناوبون على الجلوس معها كي لايتركوها وحدها ولكنها أفاقت أخيرا وعادت الى الواقع
استمعت إلى رنين جرس الباب فطنت أنها والدتها فهي لم تلبث أن تغيب عنها إلا أن تأتيها دوما للاطمئنان عليها وأقصى مدة تقضيها في الابتعاد عنها يومان
فخرجت كي تفتح لها بملابس المنزل التي كانت ترتديها والتى كانت عبارة عن عبائة قطنية بنصف أكمام ترتديها في فصل الصيف ففصل الشتاء قد انتهى وأقبل ذاك الفصل بموجته الحارة ولم تضع حجابا على رأسها
_ حاضر ياأمي جاية أفتح أهو .
فتلقائيا حينما سمع كلامها تنحى جانبا وعيناه نظرت أرضا فهو قد استشف راحتها في بيتها وهيئتها فهو يحفظها عن ظهر قلب
فتحت الباب ثم وجدته يقف جانبا ومطأطأ رأسه أرضا فتنهدت واخذت نفسا عميقا تستحضر به الۏجع الذي آتاها للتو ثم تذكرت هيئتها فدلفت الى الداخل وارتدت اسدالها ثم لفت حجابه بإحكام على رأسها وأذنت له بالدخول كاد أن يغلق الباب وراءه إلا أنها منعته
وأكملت وهي تنظر للجانب الاخر
_ اني دلوك ست وحيدة ومينفعش اي راجل غريب يدخل بيتي علشان مش ناقصة شبهات .
لم يلقي لكلامها بالا ثم اغلق الباب وراءه
بمجرد أن رأته أغلق الباب اندفعت إليه لتشن ح روب أفعاله فوق رأسه بتمرد أنثي ولكن نظراته الحادة أرغمتها أن تبتلع ماعلق في حلقها من كلمات وتتراجع للخلف
_ ولادي م اتوا ازاي يا مها
انتفضت أعينها بحدة وهي تطالع ذاك العامر ونظراته الشرسة لها ثم رددت بغ ضب وهي تجز على أسنانها
_ دول مش ولادك ياعامر دول ولاد مجدي وهيفضلوا ولاد مجدي .
اقترب منها پغضب جم ثم قبض علي معصمها بقوة وعنفها بصوته المملؤ بالجبروت استدعاه خصيصا بسبب هرائها
ثم أكمل وقد لاحظ تمدد ملامحها بضحكة هادئة ثم همس في مسامعها بصوت هدر
_ بتضحكي على ايه انت ليكي نفسي تضحكي بعد اللي عملتيه وم. وتي ولادي وأهملتي فيهم بعد ما قعدت اتحايل عليك تجيبيهم وتاجي نعيش مع بعض ونربيهم سوا
حرمتيني منهم وفي الاخر ربنا اخدهم عنده ودلوك تقولي إنهم مش ولادي وقاصدة تستفزيني !
_ مش هديك الفرصة انك تشوه صورة ولادي ياعامر مهما كان ولادي اسمهم زين زيدان مجدي المرشدي وهيفضل اسمهم اكده
ثم ربعت ساعديها ووالته ظهرها وأكملت
_ احنا اللي بينا خلاص انتهى واللي كان بيربطني بيك اخوك وم ات فلو سمحت مش عايزة اشوف وشك تاني ومليكش صالح بيا نهائي .
لم يعجبه حديثها وازداد الڠضب وتشعب في راسه وتكاثر بلا حدود فأدارها بحدة وهو يمسكها من كتفها پعنف ويهزها وقد خرجت أعصابه عن السيطرة
_ شكلك عايزه تشوفي وش عامر التاني الوش القاسې الصعب اما اللي كان بيطبطب وتصعبي عليه لما تنزلي دموعك مبقاش ينفع وياك .
جذبت يدها بحدة من يديه ثم هدرت به
_ خلاص الدموع خلصت على الغاليين ونشفت ولا اي حا في الدنيا هتأثر فيا بعد اكده انا دلوك بقيت مش باقية على الدنيا فابعد عني أحسن لك يا عامر يا اما قسما برب العزه هق تلك واخلص منك وادخل فيك السج ن اللي كنت بسايسك علشانهم م اتوا
ابعد عني بقى كفاية اللي جرالي بسببك ربنا جزاني في أهم وأنقى وأحب حاجة في الدنيا وأقربهم لقلبي
واسترسلت حديثها وهي تشهق دموعا
_ لاااا دول روحي والنفس اللي كنت بتنفسه
كنت مستعدة أطاطي راسي ليك وأتذل علشان خاطر ميتأذوش بس بالكلمة ولا النظرة
بس دلوك راحوا ومبقاش فارق لي حاجة في الدنيا وحتى مجدي راح وراهم وفضيت عليا الدار والحيطان الواسعة داي بقت في عيني أضيق من خرم الإبرة .
هزته نبرة صوتها الضعيفة ونظراتها التي تحمل شجنا وشوقا للغائبين
هذه النظرة التي تطالعه بها شعر بها يوم أن علم برحيل أغلى الأحباب إلى قلبه
ثم لانت ملامحه وهدأ من غض به واقترب منها مرددا بحنو اعتاد عليه معها فليس طبعه الجمود
_ طب پتبكي ليه عاد اللي حوصل حوصل وربنا رايد اكده رايد يريحهم من هم الدنيا وبلاويها لا أني كنت هفضل متحمل بعادهم ولا انت كنت هتتحمليني بضغطي عليكي
بس فراقهم صعب وۏجع مابعده ۏجع .
جلست على الأريكة وهتفت من بين شهقاتها بروح منهكة وبقلب ېنزف دموع الحرمان من فلذة كبديها في رمشة عين
_ كانوا يفضلوا واني كنت هتحمل منك ومن مجدي ومن الزمن كل حاجة صعيبة
كانوا روحي وروح روحي وعمري ماتخيلت إنهم يروحوا مني بالسهولة داي
تعبت فيهم وشقيت عليهم ومكانتش البسمة تشوف وشي إلا ليهم وبيهم ومعاهم كانوا نبض الفرح والحياة الحلوة والحتة البيضة الصافية النقية في قلبي
ثم ظلت تبكي بشدة وكأن الدموع هي طريقها وكأنها حصاد خطئها نتيجة زرعها المسمۏم بمبيدات الخطيئة وأكملت
_ ربنا اداني بيهم درس إن الخطيئة والعلاقة الحړام لازم ياجي من وراها هم تقيل مهما طال الزمان .
انفطر وج عا لأجلها فهو مازال عاشقها مازال قلبه لايعرف نبض غرامه لأجلها فهي المبتدأ في علاقته بجنس حواء وهي الصفة الرقيقة ذو الرائحة الملكية وهي الخبر المتيقن بعشقه لها وهي المضاف لحياته شعور اللذة والمتعة وهي كل الإعراب والبناء لهدد قلبه
ثم جلس تحت قدميها وهو يعرض عليها احتياجه لها من جديد
_ طيب دلوك انت خلصت عدتك من مجدي الله يرحمه يلا نتجوز ونبدأ من جديد انت دلوك وحيدة واللي كنا عايزينها زمان دلوقتي بقى تحقيقه سهل .
انتفضت وقامت من مكانها كما لا لدغها عقرب ثم هدرت به برفض قاطع
_ نتجوز مين ده في احلامك !
انت لو اخر راجل في الدنيا اني عمري ما هتجوزك يا عامر انت السبب في كل اللي انا فيه انت السبب في كل اللي انا وصلت له وفي لحظة ضعفي اللي بدفع تمنها روحي اللي راحوا مني اني خلاص اعتزلت صنف الرجالة خالص ما عايزاهوش واصل تاني في حياتي .
حزن داخله من كلامها وأحس بالخزي لرفضها القاطع