رواية نبض الۏجع عشت غرامي الفصل الثاني والثلاثون بقلم فاطيما يوسف
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
في موقف يبعث في النفس الخۏف من الفقدان وما أوجع تلك الكلمة الفقدان كم كان وقع الفقدان على مها مريرا كالعلقم بل ويزيد كانت نائمة على التخت غائبة عن الوعي فقد دخلت في نوبة عصبية وكأن جس دها وعقلها أبيا على أن يتحملوا فقدان الطفلان ولكن لمتى الهروب مها
فالم وت هو الحقيقة الحق في حياتنا ولا يمكن الفرار منها
كانت ماجده تشهق بشدة فقد مر على وفاتهم اكثر من اسبوع وحاله مها كما هي تتدهور فعندما تستيقظ يظل عويلها يملا المكان ولن تصمت عنه حتى تنهك روحها من شده صړاخها فتضطر سكون الى حقنها بالمهدئات ومكه تجلس بجانبها تقرا القران بتمعن وهي تربت على راسها وجس دها
_ هي هتفضل حالتها اكده يا بتي مش دريانة بالدنيا !
دي بقى لها اسبوع على الحالة داي تقوم تصرخ وما تسكتش وتقومي تديها الحقن داي فتغيب عن الوعي خالص وما داريناش باللي حواليها
كانت سكون تمسك يداها وټحتضنها بين يدها ووجهها من يبدو عليه الاحمرار الشديد من كثرة البكاء ثم أجابت والدتها وهي تنظر اليها بحسرة
_ طب يا بتي أخبار جوزها اللي في العناية المركزة دي من بقاله خمس ايام ما اتحملش هو كمان م وت ولاده مرة واحدة وحالته اتغيرت 180 درجة معقولة يكون مقادرش يتحمل زبيها هي كمان
_ دي مجدي طلعت حالته ما يعلم بها الا ربنا يا امي طلع عندي لوكيميا في الډم من الدرجة الرابعة وكمان حالته النفسية الصعبة اثرت على المړض اكتر وكان رافض العلاج وأهو دلوك بنحاول وياه وهو بين أيادي الله
اني دخلت سألت عليه في القسم بتاعه امبارح وعرفت كل الحاجات داي .
شهقت ماجدة بفزع مما استمعت اليه ثم هتفت بعدم تصديق
والمصاېب كلاتها نازلة ترف على راسك مرة واحدة !
جوزك وولادك كلهم راحوا وانت لا حول ليك ولا قوة قلبي عندك يا بتي قلبي عندك .
هنا أغلقت مكة مصحفها ونظرت الى والدتها تنهاها عن ذاك العويل وهي تهدئها
_ بلاش الحديت دي يا امي اللهم لا اعتراض على حكم الله
ربنا اراد لهم اكده فهي لازم تصبر ولازم تقوم وتفوق من دوامة الحزن اللي سحباها لورا وتستعين على ۏجعها والألم بالله سبحانه وتعالى وهو خير معين
فاحنا مش لازم نقعد نعدد قدامها لازم نحسسها ان اللي حوصل بيحصل لكل الناس اي نعم الم وت صعب والفراق صعب وخاصة لما يكون في الولد لكن أمر الله وانما الصبر عند الصدمة الأولى دي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومرت تلك الأيام الصعبة والجميع في حالة حزن شديد على الطفلين
أما عامر فقد عاد من سفره ويجلس بجانب اخيه في المشفى ولم يفارقه وحالته لم تفرق عن حالة مها ولكنه يمتثل الجمود أمام الجميع وإلى الآن لم يستطيع التحدث مع مها كي يسألها كيف حدث ذلك للطفلين وحالته يرثى لها هو الآخر ولكن عندما يجلس مع نفسه يبكي كثيرا وكثيرا وكأنه رباهم على يديه وشقى في تربيتهم ولم يستطيع أن يفرح بكونه أبيهم وزال ينهر نفسه عن ذاك الخطأ وتلك العلاقة التي أودت بطفلين لم يكن ذنبهم الا أن والديهم فعلوا تلك الخطيئة دون اي حسبان لما سيحدث ولكنه عقاپ الله لن ولم يمهله حتى يأخذ كل بني آدم جزاؤه من الخطيئة
كان يجلس بداخل غرفته وأنهى فريضة العصر في وقتها وجلس على مصلاه وهو يمسك هاتفه وأتى بصورة الطفلين وفيديو كان مصوره لهم وهو يلعب معهم يوما من الأيام ثم احتضن الهاتف وعيناه ذرفت بالدموع وهو يردد بصوت عال لأول مرة منذ أن فارق الطفلين الحياة
_ اه يا حبايب قلبي ما لحقتش افرح بيكم ما لحقتش اشوفكم بتكبروا ما لحقتش احضنكم
ربنا علقني بيكم قوي وخلاني افكر فيكم كتير لا دي انتم ما غبتوش عن بالي واصل ولا ثانية من يوم ما عرفت انكم ولادي
عقاپ ربنا بيكم ليا كان كبير قوي ومقادرش اني اتكلم ولا حد يحس باللي في قلبي اه يارب ن ار بتخرج من قلبي ومن كل حتة في جسمي اه يا ولادي آااااااااه .
وظل ينظر الى الفيديو الذي بيده بحسرة وبقلب يدق ۏجعا بشدة وهو لم يستطيع نسيان ذاك الحاډث الذي مر عليه شهرا بأكمله
وأثناء جلوسه وهو يلوم حاله ويبكي اتاه الاتصال من المشفى أن يأتي على الفور فحالة أخيه قد تدهورت فارتدى ملابسه وحمل مفاتيحه على الفور وبادر بالإسراع الى المشفى كي يرى ماذا به مجدي وما ان وصل حتى وجد الطبيب يخرج من الغرفة وعلى وجهه علامات الأسى وهو يردد
_ البقاء لله أخوك بين أيادي الله دلوك .
اتسعت عيناه بعدم تصديق فقد ماټ أخيه وأبنائه ولم يفرق بينهما الا شهرا واحدا وبقي هو وتلك المها وحدهم يتألمون على الراحلون الذين غدروا بهم في ساعة زين لهم فيها الشيطان أنها متعة ورغبة لن يستطيعوا الحصول عليها بعد ذلك
بعد مرور عدة ساعات انهى إجراءات الډفن لأخيه وعلم الجميع حولهم وعلمت مها هي الاخرى فقد بدات تفيق من حاله الصړاخ والعويل التي انتابتها مدة طويلة ولكن خبر وفاه مجدي لم يؤثر فيها وكأن ابنائها أخذوا جميع دموعها وحزنها ولم يفرق لها احدا حتى نفسها لم تعد تفرق معها اذا كانت بصحة جيدة أم مريضة
أم تهتم بحالها وبهيئتها فقد أصبحت منعدمة الإحساس بأي ۏجع او فرح او حزن فكل المشاعر اصبحت مختلطة لديها وكأنها فقدت الشغف في الحياة وتنتظر رب العباد أن ينهي حياتها كي تستريح ففقدان أبنائها بالنسبة لها كل الحياة فهم ثمرة عمرها وحصاد