الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية نبض الۏجع عشت غرامي الفصل التاسع والعشرون بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 3 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

وج ع ودموع .
أغلقت الهاتف معه وارتمت على التخت تبكي بح رقة على حالها ككل والمستقبل أمام عيناها لايبشر بالخير ثم رددت بدعاء وهي تضع يدها على صدرها المټألم بنبض وج ع يفوق الأوج اع بمراحل 
_ يارب ريحني من اللي أني فيه يارب اني تعبت ومقدراش اتحمل اكتر من اكده يااااارب .
وكأن ابواب السماء كانت مفتوحة في ذاك الوقت وحدث مالم تكن تتوقعه مها يوما ما .

في المالديف عند ذاك العاشقان المجروحان والموجوعان وكلاهما حالته يرثى لها 
فمنذ تلك المرة وذاك اللقاء المڠتصب من آدم لتلك المكة وهي تغلق على حالها بشدة ولم تسمح له بالحديث معها تعيش على فتات من الطعام البسيط حتى ضعف جسدها 
أما هو يتألم داخله في صراع بين قلبه وعشقه وبين عمله وموهبته المحببة لقلبه 
لم يعرف كيف يحل تلك المعضلة كي يراضيها 
ويزيد عليهم جفائها وابتعادها عنه ونظرة عينيها الحزينة 
يجلس أمامها يحدثها ولم تتفوه ببنت شفة أمامه يطلب منها أن تأكل وتراعي حالها ولم تجيبه فهو قد چرح مشاعرها وأنقض وعده معها 
اكثر من عشرة أيام وهي على حالتها تلك والآن لم يستطع صبرا أكثر من ذلك فهو قد اشتاق لصوتها اشتاق لحديثها اشتاق لضحكاتها اشتاق لقربها وان يتنعم بأنفاسها 
ثم دلف إليها الآن وهو عازم على أن يخرجها من صمتها ولن يتركها ويترك الجفاء يدم ر علاقتهم قبل أن تبتدئ 
دلف الى الغرفة لم يجدها كانت في ذاك الوقت تأخذ شاورا علم وجودها في الحمام فجلس على الكرسي ووجه أنظاره ناحية النافذة المطلة على الحديقة فذاك الكرسي وذاك المكان كان جلستها المفضلة طيلة العشرة أيام وبجانبها مصلاها ومصحفها وسبحتها أمسك المصحف بين يداه فهو لم يعتاد على قراءة ورد معين ثم فتح المصحف ثم وجد أمامه سورة يوسف وبتلقائية بدأ في القراءة بصوت هادئ جمييل ملائكي ثم تعمق في القراءة وبدأ صوته يعلوا ويتوه في جمال تلك السورة 
ومن خشوعه في القراءة بدأ يتدبر تلك القصة بتفهم فذلك النبي عليه السلام تعرض للأذى منذ أن كان طفلا لايفقه شئ من أخواته اللذان فعلا به فعلتهم الشنعاء كي يتخلصو منه ولكن ارادة الله أن يربى في منزل عزيز مصر ويحرم من أبيه وإخوته ثم تتناوبه نكبات الحياة وتطمع به النسوة ويسجن لقد ذاق المرارات من الحياة غدر به وهو طفل ولم يعترض حرم من العائلة وربي في بيت غريب ولم يعترض سجن ظلما وهو نبي ولم يعترض على حكم الله  
كان من اجمل خلق الله حسنا وأحسنهم أخلاقا وبالرغم من كل ذلك سامح أخواته مما فعلوه به وأصبح عزيز مصر ويملك خزائن الأرض بأكملها ورجعت إليه عائلته بعد سنوات العجاف والصبر 
كان آدم يقرأ تلك السورة بتمعن شديد وغاص في أعماق جمالها تلك آيات الله تلاها بخشوع أثلج صدره فصلته عن العالم بأكمله اراحت صدره أشعرته بالأمل والطمأنينة اشعرته بأن بعد الليل بزوغ فجر يحمل بين طياته اقدارا جميلة لا يعلمها إلا الله 
أما هي خرجت من الحمام بذاك المعطف الخاص بالحمام وصدمت عندما رأته ولكنه كان متعمقا في قراءة القرآن فجذبها صوته خط فها إليه دون أن تدري صوت عذب يريح القلب والأعصاب في القراءة خشوعه وتلاوته المتعمقة جعلتها اقتربت منه وجلست بجانبه دون أن تشعر وجلست أسفل قدماه تطرب أذناها بأعذب الكلمات 
أنهى قراءة السورة وشعر براحة غريبة اغتالت

انت في الصفحة 3 من 10 صفحات