الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية نبض الۏجع عشت غرامي الفصل التاسع والعشرون بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 2 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

ولكن رأسه يابسا كالحديد لايستجيب أبدا وجدت أنه نام من أثر الدواء فدثرته بالغطاء ثم خرجت من الغرفة 
أمسكت هاتفها ووجدت أكثر من خمس مكالمات من عامر فلوت شفتيها بامتعاض من كثرة اتصالاته فدخلت غرفة جانبية وقامت بالاتصال عليه و أتاها الرد منه ملاما لها 
_ إيه يامها داي كلاته علشان تردي علي بقالي ساعة برن عليك !
حللت أصابعها بين خصلات شعرها ثم استدعت الهدوء و أجابته
_ هو أني فاضية لحوارات التليفون داي ياعامر اني اللي فيا مكفيني 
واسترسلت وهي تذكره 
_ وبعدين انت مش لسه مكلم الاولاد من يومين بالظبط في ايه بقى مش كل شوية اتصال اني مش ناقصة ح رب اعصاب عايزة افوق لولادي ومراعيتهم .
ذكرها هو الآخر مرددا بنبرة تصميم
_ ماهم ولادي بردو ولا شكلك عايزة تنسي ومصممة اني مفكرش فيهم ولا اكلمهم ومش عايزاني اجي ناحيتهم .
نفخت بضيق من حالة الروع والتشتت النفسي التي تحياها تلك الأيام مابين مرض زوجها ورعاية أبنائها فهي أصبحت تبعد عنهم كثيرا هذه الأيام ولم ترعاهم كيفما كانت والأخير ذاك العامر الذي لم يتركها وشأنها ومستمر بالضغط عليها ثم انف جرت باكية هي الأخرى وقواها لم تعد قادرة على تحمل كل تلك الأعباء وتحدثت من بين شهقاتها
_ حرام عليك ياعامر حرام عليكم كلكم اللي بيحصل فيا دي كتييير والله العظيم فوق مستوي طاقتي .
انف جر بها هو الآخر ولم يراعي حالتها فهو أب حرم من أبنائه فهو كان يحبهم حبا جما وهو عمهم والآن عرف أنه أبيهم فقد أجرى لهم تحليل DNA فقد أخذ أحد شعيرات أحدهم خلسة دون أن تعرف مها والنتيجة ظهرت أنهم أبنائه فازداد حبهم له وعاطفة الأبوة اشت علت داخله بجدارة وأصبح يشتاقهم أكثر من ذي قبل وأوقاتا كثيرة يندم حاله أنه ابتعد وتركهم أوقاتا يؤنب نفسه أنه لم يدافع عن حقه في وجوده بجانبهم 
ولكن اصمت أيها العامر وأخرس عاطفتك بداخلك وتحمل عاقبة كبيرة من الكبائر نتج عنها طفلان لم يكن ذنبهم في الحياة غير أن والداهم أنجبوهم من رحم الكبيرة 
ولكن ذاك الع ذاب الدنيوي فما بالك بالع ذاب الأخروي ثم هتف بحزن شديد
_ يامها أني بنهار اهنه وأني عارف اني سايب حتة مني ومش قادر اني اشوفهم كل يوم واطمن عليهم مش قادر مشفش بسمتهم ونظرة عنيهم واتابع خصوصياتهم 
ثم استرسل نبض وجعه وهو يحاول يذكرها
_ مش فاكرة زمان لما كنا بنتكلم مع بعض وأقول لك إن لما يوبقى عندي ولاد ههتم بيهم قووي وهصاحبهم وعمري ماههمل فيهم هلبسهم زي ما بلبس بالظبط اي مكان رايحه هاخدهم وياي هيبقوا هما ولادي وأصحابي واخواتي هيبقوا هما كل دنيتي وزين وزيدان كمان اني اللي مختار أسمائهم والإختيار كان نابع من قلبي ليه مش قادرة تشوفي كم المعاناة اللي أني عايشها .
التوى ثغرها بحسرة على حالها وحال ابنائها وحال زوجها وحال ذاك العامر هو الآخر لم تعرف هم من فيهم تتحمل 
كل تلك الضغوطات تتحملها فوق أعصابها المتماسكة بهش الآن وبكت هي الأخرى بدموع تخرج من قلبها وكل جسدها المنهك وليست عيناها مما جعله هو الآخر لن يستطيع تحمل دموعها وحاول تهدئتها 
_ خلاص يامها اهدي والله ڠصب عني بشيلك الهم والله العظيم لو بإيدي اعمل حاجة ولا إنك ټنهاري اكده هعملها 
خلاص لو مش عايزاني اكلمهم كل شوية ومزعجكوش مش هعملها بس متعيطيش يامها كفاياكي

انت في الصفحة 2 من 10 صفحات