الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية نبض الۏجع عشت غرامي الفصل الواحد والعشرون بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

ضعيفا في محبته أمامها ومنذ أن ذاق منها الويلات واڼهارت حياته على يداها وخسر نفسه من عنادها وكبريائها وتجبرها عاهد نفسه منذ ذاك الوقت بأن لايعرف الضعف طريقه أمام أي أنثى وتلك الرحمة أقوى من أي أنثى نظراتها تحوى شراسة كنطرات الصقر الذي لايهاب أحدا مما جعل داخله يتحداها 
فاقترب منها وهو مغيب وعقله قد رفع عنه الآن ونزع حجابها من على رأسها بۏحشية آلمتها وجعلها لم تصدق أنه سيفعل به مالم يخطر كي يمسح دماؤه فتحركت من مكانها صوب المكتب وعلى الفور أمسكت بمقلم الأظافر الذي أمامه وصدرته في وجهه هادرة به 
_ لو قربت مني هقت لك وهق تل نفسي ياماهر .
اقترب منها ولم يهمه ټهديدها وهو يصيح في وجهها 
_ اقت ليني يمكن أستريح من عذ ابي والدنيا المرة اللي أني عايش فيها خلصيني من حياتي وريحني من قلبي اللي خلاني أحبها قبلك وماټ ت بس قبل ماتم وت كانت نهت على كل حاجة حلوة في حياتي 
واسترسل وهو يبتعد عنها ويجلس على الكرسي بروح منهكة 
_ مسبتلكيش حاجة حلوة تعشيها معايا مسبتلكيش غير الوج ع والروح المرهقة اللي هتخلي حياتك معاي مملة ملهاش طعم ولا لون ولا ريحة .
شعرت بآلامه ومدى قهره وياويل الرجال حين يقهروا رغم مافعله بها الآن إلا أنها تعلم أنه ليس على طبيعته ولم تهب منه أو تحزن منه بل حزنت عليه وعلى ضيقه المهلك له 
فجذبت حجابها وارتدته على رأسها وثبتته بإحكام ثم جلست أمامه ولم تبتعد عنه إلا مسافات قليلة وبدأت بتقويته 
_ انت مليكش صالح بيا ومتربطش علاقتي بيك بعلاقتها اللي ماټ ت واندف نت ببعض 
أني حاجة وهي حاجة تانية خالص يعني مثلا هي كانت بتحب الضوضاء والسهر والشرب والشغب أني عكسها خالص أني بحب الهدوء ومليش في السهر ولا حوارات الديسكو أني من طينتك ياماهر صعيدية شكلك بالظبط عاداتنا واحدة وتقاليدنا عارفينها وحافظينها انت اخترت طريقك غلط من البداية وكملت فيه وعاندت التكافؤ الاجتماعي بالظبط شكل ماتكون عملت الشاي بالملح اهنه جسمك كله هيرفض الحاجة الغريبة داي وعلشان انت تعبت في عمايله رفضت ترميه لحد ماقرفت وبطنك ۏجعتك وکرهت الشاي بسبب غلطك في الاول 
واسترسلت حديثها وهي تحثه على أن ينسى الماضي
_ وبعدين مالك يا حضرة الأفوكاتو ياللي دارس الشريعة والقانون انت بتعترض على حكم الله في ابتلاؤه ليك انسى ياماهر ومتبقاش قانط من رحمة الله وتكتب من القانطين عنديه .
رفع رأسه ولأول مرة منذ عشر سنوات ينظر لأحدهم بذاك الضعف وهتف بۏجع 
_ طب هي وهتتعوض بتي اللي ملحقتش أسمع صوتها اللي فارقت الحياة من قبل ماتبتديها اللي ماټ ت بسببها أنساها كيف 
ابتسمت له وأجابته
_ عمرها اكده في الدنيا وبعدين بص لها من الناحية الإيجابية مش لو كانت جت الدنيا وشافت امها بالشكل دي كانت هتبقى حياتها عامله ازاي وكانت هتتربى في البيئة اللي انت مش راضي عنيها دي ازاي 
لو بصيت لها من ناحية الصح يا ماهر هتعرف ان ربنا كرمه كبير قوي علينا وان الحاجه اللي احنا شايفينها صعبة ومستحيلة ومن حقنا نعيشها ونلمسها وسبحانه بياخدها منينا ظلم 
لا دي ظلم لنفسنا احنا 
وبعدين وعسى ان تحبوا شيئا وهو شړ لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون 
فوق من غفوة الماضي وعيش الحاضر وكفاية ألم سنين بحالها 
وأكملت حديثها وهي تنظر له بعشق 
_ في ناس حواليك بتحبك وبتتمنى وجودك في حياتهم ومش عايزين من الدنيا غيرك ياماهر .
قبل أن يرد عليها صدح صوت الآذان عاليا هز قلبه وجعله عاد إلى عقله المفقود وقام من مكانه وأخفض صوت الموسيقى وردد وراء المؤذن مايقوله بقلب خاشع مما أعاد الطمأنينة إلى قلب تلك الرحمة 
وبعد الانتهاء ردد الدعاء المعروف عقب الآذان فلسانه تلقائيا معتادا عليه لما له من فضل عظيم
يقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة .
ثم عاد إلى مكانه وجلس أمامه معتذرا عن ما فعله بها وعن وحشيته معها 
_ أني بعتذر لك عن اللي حصل كنت خارج إرادتي ومعرفش عميلت اكده إزاي وخصوصي إن الھمجية مش طبعي وبعد اكده لما تلاقيني في الحالة داي همليني لحالي .
على نفس نظراتها المبتسمة تشبست برأيها بوجودها جانبه كي تدخل السرور على قلبه وتشعره بمدى أهميته عندها
_ مش ههملك مهما يكون يامتر انت بقيت قدري المتعب بس على قلبي زي العسل .
أخذ نفسا عميقا ثم نبهها 
_ هتتعبي معاي قوووي وانتي لساتك صغار على التعب وياي عاد يابت الناس .
_ مهما كان التعب ومهما كانت الاشواك هتحملها أني عارفاني مبحسش بطعم الحاجة السهلة لازم أتعب واعافر علشان لما تبقى ملكي أحس بطعمها الجميييل ومفرطش فيها واصل .
_ يااااه أحلامك لسه خضار ملوثتهاش المبيدات البشرية علشان اكده بحذرك اختاري لك طريق سهل ومتزرعيش في أرض بور مش هينوبك منها غير خ راااب زرعتك اللي أهل كتك وقت ومجهود .
_ متقلقش طالما العود خضار يبقى هيتحمل أي عاصفة تواجهه الرك على الأصل يامتر .
_تمام يعني موافقة أجي أتقدم لك واللي فيه الخير يقدمه ربنا 
الى هنا وانقلبت نظراتها المبتسمة إلى ۏجع ثم ابتلعت ريقها و أجابته 
_ مش قبل مااسمعها منك ياماهر .
ادعى عدم الفهم 
_ هي ايه دي اللي عايزة تسمعيها بالظبط 
أردفت بحاجب مرفوع ونظرة غاضبة 
_ والله ! إحنا هنلعبوا حاوريني ياكيكا ولا ايه !
ولا إنت هتشغل دماغ خط المحاكم على رحمة يامتر انت فاهم كويس أنا أقصد ايه .
لم يريد الخوض في تلك الأحاديث أكثر من ذلك وتهرب من حصارها متسائلا إياها دون أن ينظر إليها 
_ قولي لي عملتي ايه في القضية اللي كلفتك بيها عرفتي توصلي لحاجة تدل إن ده مش السارق وإنه برئ .
فهمت من تهربه أنه مازال يكابر ففضلت الهروب معه أيضا فتلك اللحظة ليست مناسبة لذاك الاعتراف 
_ تمام لسه موصلتش لنتيجة بس قربت وأوعدك هبهرك 
ثم قامت من مكانها قاصدة الحمام الموجود في الغرفة وجلبت علبة الاسعافات ووضعتها أمامه قائلة بمداعبة وهي تشير إلى چرح وجهه 
_ اتفضل يامتر داووي وشك لأن شكل حد رسم لك خريطة مصر عليه .
رفع حاجبه باستنكار وأمسك المرآه ورأى وجهه وانصع ق من مظهره وكاد أن يلقى بغضبه عليها وجدها اختفت من أمامه خوفا على نفسها من رد فعله فابتسم أخيرا على أفعال تلك الصغيرة وبدأ بمداواة جرحه .
في منزل سلطان عاد عمران وسكون وجدا البيت هادئ وساكن فرحمة لم تأتي من المكتب بعد كادت سكون أن تدلف إلى غرفة زينب للاطمئنان عليها إلا أن عمران منعها 
_ له متقلقيهاش سبيها نايمة أني مابصدق انها تبطل سهر وفكر وتنام

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات