رواية نبض الۏجع عشت غرامي الفصل التاسع عشر بقلم فاطيما يوسف
هطلبه واهدي ياماما شوية مش ماشية إنتي مع كيس جوافة.
كان قاصدا ادخال الدعابة على قلبها فهو ارتاح في التعامل معها ويشعر دائما أنه في قمة الراحة النفسية حينما يحادثها
صعدا الأسانسير وبعد أقل من دقيقة خرجوا منه ثم أدلى لها الاتجاهات التى ستمشي فيها بكل هدوء دون أن يلفت الأنظار إليهم أو يشعر المارة بأنها كفيفة
_ بس انتي ماشاء الله عليكي بتتعاملي مع الفيسبوك واي موقع بحرفية
لم تسمعه وهو يتحدث لأنها كانت تضع السماعات الخارجية في أذنها فشعر بالإحباط من محاولة جذب انتباهها فظل ينادى عليها كي تستمع نداؤه
لم تستجيب لنداؤه فاضطر أن يخلع إحدي السماعات من أذنها بطريقة لطيفة جعلتها انتبهت فخلعت الأخرى وسألته
_ في حاجة يا أستاذ جاسر
مط شفتيه بامتعاض
_ حاجة مين يامنة ده أني بقالي نص ساعة بكلمك وانتي ولا انتي اهنه للدرجة دي الفيسبوك شاغلك
ابتسمت بهدوء يليق بها ثم أجابته
قوس فمه بانزعاج وتحدث مستنكرا
_ ليه اكده الموبايل كتر استعماله خطېر وبيسبب ذبذبات للمخ مش كويسة خالص حاولي تلهي وقت فراغك في قراءة كتاب أذكار قرآن والفيسبوك ده يبقى جزء بسيط جدا من يومك وممكن كمان تخرجي مع صحباتك أحسن بكتيير من الفيسبوك ده .
_ اصل اني من صغري ملياش أصحاب أمي كانت پتخاف علي قوووي ومكنتش تسيبني ألعب مع حد لأني ظروفي خاصة فاتعودت عليها هي صاحبتي ووقت ما اكون لحالي ألهي نفسي في اي حاجة.
أحس بأنه يشفق عليها وعلى حرمانها من نور الحياة فالعين ترينا من يحبنا ومن يكرههنا بها نستشف ونفهم نظرات الآخرين لنا
أما هي أحست من صمته أنه يريد أن يسأل كثيرا ويستفسر عن يومها كيف تقضيه ولكنه خجل أن يسألها وهي الآن لديها طاقة حرمان من الحوار تريد أن تفقدها كي تشعر بمدى كينونتها وأنها كائن حي طبيعي يريد أن يشارك الآخرين يومهم العادي فسهلتها عليه قائلة
_ حساك عايز تسألني أسئلة كتيرة بس خاېف لازعل أو اتهمك انك بتتدخل في خصوصياتي بس احب اطمنك يامتر أني من النوع اللي عقليته عدت مستوي الحساسية أو إنه يزعل من أي تنمر شكل ماتقول اكده اكتسبت تناحة أخيرا هههه .
كان ينظر إلى معالم وجهها المستدير والمستنير من كمية البراءة التى تحيطه تعمق لأول مرة في النظر لامرأة دون أن يخجل أو يشعر بأن الطرف الآخر على علم بنظراته حتى رحمة ابنة عمه كان لايتعمق النظر في ملامحها كي لا يثير انتباهها ولكنه نهر حاله عن النظرة الحړام أو أنه استغل خصوصيتها واستباح لعيناه التعمق في ملامحها ونظر أمامه قائلا
_ طيب ياستي قولي لي مين بيختار لك لبسك الجميل اللي ذوقه راقي جدا ده
احتضنت كتفيها وهي تتحسس ملابسها بسعادة كبيرة نظرا لإطرائه عليها فلأول مرة يعجب أحدهم بملابسها غير أبيها وأمها
فأجابته بصدر رحب وخيالها يدور بعالمها الوردي التي بنته لنفسها داخله
_ طبعا ماما هي كل حاجة حلوة في شكلي وفي أسلوبي وفي طريقتي وفي حياتي كلها بس في اللبس ساعات بتخيل موديل معين في بالي وبوصفه لماما فبتعجب باختياري اللي أني أصلا جايباه من عقلي الباطن ههههه
أما الألوان فمن لون بشرتي ومن خلال دراستي للألوان عرفت ايه اكتر الألوان اللي تناسبني وتليق علي
واسترسلت حديثها وهي تنظر حالها
_ حاسة إني اتكلمت كتيير وصدعتك صح
لم يشعر بالصداع ولا الاستياء من كلامها بل بالعكس أراد المزيد من عالمها المختلف فأجابها بنفي
_ وه كيف تقولي الحديت ده يامنة ! والله كل كلامك جمييل ومريح وهادي يابخت مامتك وباباكي بوجود حد جميل زيكي وسطيهم إنتي النور اللي بينور عتمتك وعتمتهم بقلبك الطيب وروحك الحلوة .
شعرت بخفقان قلبها داخلها من ثنائه عليها ولأول مرة داخلها يجرب شعور الأنثى التي يعجب أحدهم بطريقتها لأول مرة أحدهم يثنى على حديثها غير أبيها وأمها فجاسر بطريقته وكلامه وحديثه بل وكله مختلفا عن عالمها المنطوي فأخذت نفسا عميقا وسألته هي الأخرى كي تخرج من عالمها وتدخل عالما جديدا عليها
_ طيب انت مين بيختار لك لبسك وبترتاح اكتر في الكاجوال ولا الكلاسيك وبتحب الصيف ولا الشتا
سعد داخله هو الآخر فلأول مرة يسأله احدا عن مايحب وما يكره فهو يتيم الأب والأم وليس له أخوة حتى ابنة عمه والتي كانت صديقته الصدوق وحبييته يوما ما لم تسأله ذاك النوع من الأسئلة
_ شوفي ياستي اني برتاح في الكاجوال اكتر طبعا زي باقي الشباب لكن لو فيه مناسبة ولا حاجة بضطر ألبس الكلاسيك ثانيا بقى أنا كائن صيفي نهاري جدا جدا يعني بعشق الحرية في اللبس بمعنى أصح أني من أتباع شرطي وفانلة وكاب ههههه .
ضحكت بشدة على طريقته الدعابية في الرد ثم قالت
_ في داي بالذات مختلفين اني بعشق الشتا بهدوئه ومطره وبرودته بعشق ليله
وأكملت حديثها ونبرتها تبدلت من النقيض للنقيض تبدلت من التفاؤل إلى اليأس الذي تحياه
_ يمكن لأن عتمة ليله يشبه عتمتي اللي أني عايشة فيها أو يمكن الأمطار والبرد بتشبه برود العواطف والمشاعر اللي أني بجبر نفسي أعيشها كل يوم
أو يمكن بردو علشان نهاره بإزعاجه بيخلص بسرعة وياجي الليل بضلامه اللي يشبه ضلامي حاجات كتييير بتخليني احب الشتا لأنه بيشبهني كتييير .
حزن داخله لأجلها فبعد أن جعلها تضحك وتحكي عن تفاصيلها البسيطة وتنسى همومها وأنها بشړ كأي بشړ لن ينقصها شئ دخلت عالمها مرة ثانية واختفت بسمتها وتبدلت وكأن شمس النهار اختفت وتبلدت الغيوم مكانها في عز النهار
وجدا أنهما قد وصلا إلى المطعم المقصود فتحمحم قائلا
_ طب احنا وصلنا المطعم جهزي حالك يالا وأني هساعدك ندخل جوة .
ابتسمت برقة وطلبت منه
_ لاااااا مفيش داعي للمساعدة بحب أعتمد على نفسي جدا بس مطلوب منك توصف لي مدخل المكان واتجاهاته واني هفهم بالعجل وهدخل وياك بهدوء