رواية نبض الۏجع عشت غرامي الفصل الثالث عشر بقلم فاطيما يوسف
بدأت تتشنج فهي لم تريد رؤيته الآن فقد ج رحها وكس رها أمام أبنائها وأفقدها ثقتها بنفسها بعد كل ذاك العمر التى أفنته له وهي خير زوجة ولأبنائه وهي خير أم
لم يعجبه عدم ردها عليه فأردف معاتبا إياها
_ اكده يازينب بتداري وشك عني ومهترديش سلامي !
اكده صوتي بقي أكتر حاجة بتكرهيها ومش قابلة مني أي حاجة
_ أني معملتش حاجة حرام أني اتجوزت على سنة الله ورسوله وربنا حلل لي اكده ليه مصعبين الموضوع قوووي اكده
تشن جت عضلات جسدها أكثر من ذي قبل وبدأت بالبكاء بصوت عال مما جعل عمران ينظر إلى أبيه ويحاكيه بحذر
_ لو سمحت ياحاج مش وقته الكلام ده اهنه
أمي تعبانة وحالتها متسمحش بالكلام والحديت اللي ممنوش عازة وبيق هرها أكتر
تحمحم وهو لم يعجبه فكرة عمران وض رب بعصاه أرضا كأنه منزعج وأجابه
_ له مهمشيش قبل ماأطمن على مرتي إنها بخير .
أما رحمة كانت تنظر إليهم وتحاول أن تهدأ من أعصابها وتحاول تنفيذ نصائح ماهر قدر الامكان علها تهدأ من اشت عال ثورة جسدها الداخلية فهو في الآخر أبيها ووجب عليها احترامه وأصبح الجميع جالسون في صمت وكل يفكر كيف تدور الأيام القادمة التى لاتبشر بالخير أبدا.
في منزل ماجدة حيث ينول ذاك المنزل من نبض الۏجع أيضا أميالا
تجلس مها تراجع لأولادها دروسهم فقد تحسن مزاجها منذ أن أتت إلى منزل والدتها وجلست بين جدرانه ووجدت أناسا يتحدثون معها ويشاركونها يومها منذ أن أتت وتلك الأيام تمر سريعا لونسها وسط أخواتها ووالدتها
أنهت مع ولديها مساعدتهم في دروسهم ثم رفعت رأسها وجدت والدتها تنظر إليها اندهشت من نظرة والدتها فربتت على ظهر أبنائها وقبلتهم بنهم ثم قامت من مكانها وجلست بجانبها وبدأت الحديث
ربتت والدتها على يدها وأجابتها
_ أصلك من يوم ماجيتي يابتي البيت اهنه وأني متابعة حالك إنتي وولادك طلعتوا كيف النسمة شايفاكي أم جميلة مهتمية بولادها ودايما نضاف ودايما قاعدة تعلميهم الصح والغلط وهما ياحبة عيني مؤدبين العيبة مبتطلعش منيهم وحتى إنتي كمان يابتي نضيفة في نفسك قوووي يعني مش مهملة في بيتك وولادك رقم واحد عنديكي
_ ليه واحد زي جوزك مشايفش كل ده ومهمل فيكي زي ما بتقولي
رأت مها حزن والدتها عليها وعلى حالها الظاهر فقط لها فما لها لو علمت حالها الباطن وما وصلت إليه بسبب إهمال زوجها فيها
ثم تحدثت بوج ع عما يجيش في صدرها
_ تعبت يا أمي ومبقتش قادرة أتحمل حياتي وصلت لمرحلة اني كارهة نفسي وكارهة الدنيا باللي فيها
جذبتها والدتها بين أحضانها وظلت تهدهدها كالطفل الصغير لما رأت دموعها وشعرت باحتياجها إلي دفئ واحتواء ثم أكملت مها من بين شهقاتها
_ كان نفسي في حضنك قووي ياما كنت ببقى محتجاله وقت ضعفي ووقت ماشيطاني يوسوس لي بحاجات غلط كتييير وقعت فيها كان نفسي في كل مرة ابقى ضعيفة وأجي حداكي أتقوى بيكي كان نفسي احس اني اللي بطلبه حقي وانك تصبريني وتعاونيني بدل ماكتي بتأتتي فيا
واستطردت حديثها وهي تمسك المنديل كي تجفف دموعها
_ اني وحشة ياما ومستاهلش حضنك ده ولا انتي تستاهلي ان يكون عندك بت زيي .
نفت ماجدة كلامها بشدة وهي تضغط عليها داخل أحضانها كي تشعرها بالحب وهتفت بنفي
_ لا يابتي حقك إنتي عليا انك كل مرة كنتي بتاجي فيها اهنه كنت أردك وأشتمك واتهمك إنك بتتدلعي حقك على أمك ياقلب أمك اني مشيت ورا جهل العادات والتقاليد وموقفتش لجوزك ده من الاول لحد ما وصل بيه الحالة يمد يده عليكي وقدامنا كماني
اقعدي يابتي في دار أبوكي لحد ما نفسك ترتاح وتهدى لحد ماتحسي انك تقدري تكملي وتشحني طاقتك للدنيا من جديد
لحد مجدي دي مايتعلم الأدب ويعرف أنه كان معاه ست الناس وست الستات اللي محافظة عليه وعلى عرضه وولده .
ماإن ذكرت والدتها سيرة العرض حتى اجهشت في بكاء مرير لتذكرها ما آلت إليه فقد ضعفت وارتك بت كبيرة من الكبائر التي تهتز لها سبع سموات
ثم تركت حضڼ والدتها وذهبت إلى غرفتها ودفنت رأسها في وسادتها وحالها يقطع نياط القلب
وعادت بذاكرتها لسنوات من العمر مضت وهي تتذكر أولى طريق انحطاطها
فلاش_باك
كانت جالسة تتفحص الهاتف بيدها في جو ملئ بالفتور فمنذ أن تزوجت مجدي من عامين وهي تشعر بالملل فيومه كله يقضيه بالعمل ويأتي ليلا ينام من شدة التعب
والى الآن لم تحمل في أحشائها جنينا منه كي يلهيها مشغوليات زوجها عنها
وأثناء انهماكها في تصفح الهاتف الذي ملت منه استمعت الى صوت الباب يعلن عن وصول أحدهم نظرت في ساعتها وجدتها الخامسة عصرا فاندهشت ان ذاك ليس معاد رجوع زوجها فهو يأتي يوميا التاسعة مساء يتناول طعام العشاء ثم يغادر مرة أخرى كي يدور مصالحه
ذهبت مسرعة بحيوية وابتسامة زينت محياها لظنها انه أتى اليوم باكرا وانها ستحظى بليلة سعيدة لم تقضيها معه منذ أكثر من ثلاثة أسابيع
وفتحت الباب بابتسامتها وإذا بها تنصدم بأنه ليس زوجها وانما هو عامر أخيه
ألقى السلام عليها ويبدو على وجهه علامات الانزعاج
_ كيفك يامها .
أشارت إليه أن يدلف فهذه شقة أخيه الأكبر كما أنها تعتبره أخيها الأصغر وهتفت
_ زينة الحمدلله ياعامر إيه مالك باين عليك إنك زهقان وقرفان من شي .
دلف الى الداخل وهو يردد بفتور
_ زهقان على الاخر اتخان قت مع صاحب الشغل من يومين ومشيت ومش هرجع اشتغل وياه تاني .
مطت شفتيها بسخرية
_ وه هو إنت مالك حالك مايل اكده ليه من اسبوعين سبت خطيبتك وكنت بتت خانق معاها كل شوي و دلوك سبت شغلك اللي كان واخد نص وقتك وبيسليك ليه اكده ياعامر
احتدم غيظا من سيرة خطيبته التي ذكرتها مها مرددا بغ ضب
_ متجبليش سيرة البت داي تاني دي كانت بت الكبر والعنتظة واخدينها على الاخر ومفكرة نفسها ملكة جمال الصعيد وهي أصلا ولا فيها من الجمال قيراط .
ضحكت بشدة على طريقته الساخرة من تلك الفتاة ثم هدأت من نوبات ضحكها وأشادت بخفة دمه
_ والله العظيم إنت دمك عسسسسل ياعامر وتصدق إنت عنديك حق والله ده أني قعدت وياها ساعة واحدة كنت عايزة أطبق في زمارة رقبتها من طريقتها وكأنها بتكلم الناس من مناخيرها
ثم استرسلت حديثها بشهادة حق
_ بس الشهادة لله ياعامر البنتة كانت جميلة فعلا .
حرك شفتيه باستنكار وردد
_