الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية نبض الۏجع عشت غرامي الفصل الثاني عشر بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

اللي قلبها انك سر والأيام بيناتنا وقابل بقى .
وظلت تجهز عديدا من السيناريوهات داخل عقلها وخاصة بعد أن أبلغتها الساحرة أن عمران أصبح محصنا بشدة ولم تقدر على آذاه وامتنعت عن التقرب منه خوفا على عشيرتها مما زاد الحقد والغل داخل قلب تلك الشيطانة.

في مكتب ماهر البنان يتفحص الملف الذي بيده وانزعج بشدة ثم ضغط زر الهاتف قائلا بحزم 
_ تعالي لي يا أنسة رحمة فورا .
دلفت إليه بخطى بطيئة وسألته بهدوء 
_ نعم يافندم تؤمر بحاجة 
أشار إليها بكف يداه أن تقترب واردف باستفسار
_ تعالي اقعدي اهنه اني عايز أعرف مالك بالظبط داي تالت ملف أطلبه منيكي النهاردة وتجيبي لي واحد غيره ممكن أعرف تركيزك النهاردة ماله تحت الصفر ليه 
إنتي عارفة كله إلا الإهمال في الشغل بيزهقني .
أحست بمدى حماقتها أنها أتت اليوم الى المكتب وبالها مشغول على والدتها فعرس أبيها اليوم وندمت على تركها لها ولكنها حالتها كمثل والدتها ولو جلست بجانبها لأبكتها أكثر ولأشعرتها بالحزن أضعافا ولم تقوى على التخفيف عنها فغادرت المنزل وتركت معها حبيبة وعمران 
ثم انسدلت دموعها اجبارا عنها حاولت كتمها لكنها فشلت رآها ماهر فعلى الفور تبدل شعوره من ماهر البنان المحامي الصارم إلى ماهر الإنسان وقام من مكانه وسألها مصطنعا بعضا من الجمود كي لا ترى لهفته عليها ودهشته لبكائها 
_ ايه مالك 
مسحت عبراتها المتساقطة على وجهها ورددت باختصار
_ لا مفيش هو ممكن استأذن من حضرتك اروح النهاردة 
أثارت فضوله وصمم أن يعرف مابها فسألها مرة ثانية 
_ ده مش الرد على سؤالي يارحمة في ايه بالظبط پتبكي ليه وحالتك مش مطمئنة بالمرة 
رفعت جفونها المغشية بالدموع وتحدثت
_ مش عايزة أشغل وقت حضرتك بمشاكلي .
ضاق ذرعه منها فردد بصوت عال بعض الشئ 
_ الله هو في ايه يارحمة ماتنطقي ومتزهقنيش !
انزعجت من صياحه بها وعلمت أنه يحادثها الآن كماهر الذي طلب يدها للزواج وجففت دموعها بحدة وهتفت من بينهن 
_ الله هو انت بتزعق لي اكده ليه انى اللي فيا مكفيني منقصاشي !
ض رب بقبضة يداه على المكتب وردد بضيق 
_ استغفر الله العظيم يارب على صنف الحريم ده !
مابدل ده كلياته ماتحكي علطول يابت الناس .
أثار العند داخلها وأردفت وهي تقوم من مكانها
_ داي مش طريقة حديت بعد اذنك اني همشي .
تحركت خطوتان فأرجعها امرا
_ استني عندك يارحمة ما أذنتلكيش انك تمشي واتفضلي ارجعي حالا اقعدي مكانك .
دارت بجسدها وربعت ساعديها أمام صدرها قائلة بتأفف 
_ اااوف أني بجد مخڼوقة ومش هتحمل طريقتك الجامدة داي معايا 
وأكملت وهي تشهق دموعا أثرت به بشدة وجعلت ساكنه يتحرك شفقة علي حالها
_ أني عندي هم يكفي العالم كله والله .
نف خ بضيق من شهقاتها التي أثرت به واقترب بضع خطوات وطلب منها أن تجلس على الأريكة الموجودة بالمكتب وتهدأ من حالها 
استجابت لكلامه وجلست على الأريكة وجلس على الكرسي الموضوع بجانبها مع حفظ المسافة بينهم ثم هتف 
_ ممكن بقي تهدي وتقولي لي مالك ولا هتقضيها بكى طول النهار.
هدأت من شهقاتها وأخذت منه المنديل الورقي الذي مد يداه به لها ومسحت دموعها وأجابته
_ فيه مشاكل في البيت بين ماما وبابا وماما حالتها صعبة جدا.
رأى أنها مشكلة عابرة فأردف 
_ طيب ايه المشكلة ما ده حال كل البيوت ومش مستدعي منك القهر ده كله .
حركت رأسها نافية ورفضت كلامه 
_ لاااا المشكلة بتاعتنا غير اي مشكلة وممكن أمي تروح فيها .
اتسعت عيناه بدهشة وردد
_ للدرجة داي طيب سبتيها وجيتي ليه مفضلتيش جارها ليه 
تحدثت وهي تنظر أرضا
_ اني وهي عمالين نبكي جار بعضينا ومتحملتش وسبت البيت كله وقلت اجي اهنه يمكن انسى لكن مقدراش .
أخذ نفسا عميقا ثم زفره
_ طيب اني مش هسألك عن المشكلة بس عايز اطلب منك متاخديش كل حاجة على أعصابك إنتي لسه صغيرة والعمر قدامك هتشوفي لسه فيه كتييير لازم يبقي عندك قوة تحمل للأمور ومهما كانت المشكلة في نظرك كبيرة بعد شوي هتفضل تصغر تصغر لحد ماتتعودي عليها .
اندهشت من حكمه على الأمور وتسهيله لها في أبسط الأشياء حتى لو كانت معقدة ثم سألته بتعجب 
_ هو إنت عنديك كل حاجة سهلة اكده الحزن زي الفرح والكره زي الحب والغدر زي الوفاء معندكش حتة جواك تفرح لو فيه حاجة تفرح وتبكي لو فيه حاجة تحزن وتعيش جميع الأحاسيس لجميع المواقف !
أجابها بكل أريحية وكأنها لم تقل شيئا
_ كان زمان لحد ما غيرت من نفسي وعلمتها الصلابة وأنها تستقبل كل حاجة بهدوء ودربتها على الثبات النفسي كويس أوووي .
ضمت حاجبيها بعدم استيعاب لما قاله ورددت بعدم فهم 
_ من زمان ! من مېته اكده يامتر .
ذكرته بآلامه التي ډفنها منذ سنوات وكل ذكرى فيها علمت في شخصيته وبنت منه إنسانا جديدا وأجابها بلا مبالاة وكأنه شيئا عاديا
_ من يوم مامراتي وبنتي فارقوا الدنيا وسابوني .
شهقت شهقة عالية قائلة بذهول 
_ هو انت كنت متجوز وعندك بنت !
أجابها بنفس اللامبالاة
_ سيبك مني ومن حياتي وركزي في مشكلتك واعرفي ان مهما كان همك في عنيكي كبييير هيقابلك مواقف مع غيرك هتعرفك إن همك ده ولا حاجة جمبيهم شفتي المثل المعروف اللي بيقول اللي يعيش ويشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته حطيه دايما قدامك علشان تنسي .
صممت على سؤالها 
_ ليه هربت من سؤالي ومجاوبتنيش عليه 
نظر بجانبه وأشاد 
_ ملهوش لازمة النبش في ماضي مش هيفيدك ولا هيفيدني بحاجة غير أنه تقليب مواجع .
قررت التحدث معه بدون خوف 
_ هو إنت إزاي عايزنا نتجوز وانت عندك غموض رهيييب وحياتك معرفش عنها حاجة واصل !
_ حياتي وماضيا ملكيش صالح بيهم طالما مش متعلقين بالحاضر حياتي القديمة بماهر القديم اندفنوا من زمان مع إللي اندفنوا .
_ هو انت ازاي كل حاجة عندك سهلة وبسيطة اكده! ازاي عايزني اتعامل زيك اني ميبقاش عندي مشاعر 
_ علشان لما تبقي بتتعاملي بإحساسك في كل حاجة الص دمات الصغيرة هتأثر فيكي وتهدك وهتخليكي مش مستعدة ولا عندك طاقة للص دمات الكبيرة لازم تعودي نفسك إن كل الامور بسيطة علشان متشليش هم بكرة .
_ يعني أنت عايزني ابقي عاملة زي الإنسان الآلي ابقي ربوت متحرك !
_ لاااا مش هتبقي زييه خالص هو الروبوت بياكل ويشرب وبيتنفس 
_لااا انت اكده عايزنا نبقي زي الحيوانات بقي معندناش احساس 
_ وإنتي ليه مصممة تنبشي في ماضي لاهيفيدك ولا هيفدني عودي نفسك أن الكلام اللي ملهوش عازة منحكيهوش عمال على بطال ونألم روحنا .
_ بس ازاي هبقي مرتك يعني نصك التاني وأنا معرفكش !
لازم تحفظني كويس وتعرف شخصيتي واني كمان اعرفك كويس واحفظ طباعك .
_ مع العشرة كل حاجة هتعرفيها ومتقلقيش اني من النوع اللي لابتعصب على أتفه الأمور ولا من النوع اللي بيعمل ضوضاء ومشاكل هتلاقيني اهدى مما تتخيلي .
_

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات