الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية نبض الۏجع عشت غرامي الفصل الثاني عشر بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

بسم_الله_الرحمن_الرحيم
لاإله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ_قدير
انطلق عمران وصديقه محمد عائدين إلى بلدهم وهو يشعر أن شمس اليوم مختلفة عن كل صباح يشعر بطاقته التي فارقت جسده منذ سنوات ليست بكثيرة قد عادت شعور الفتور وفقدان لذة الحياة فارق جسده وكأنه عاد بن العشرين من جديد 

ابتسامته وهو يتخيل سكون بين يداه زينت محياه ولكنه حزن على سنين عمره التي مضت وهو يشعر ذاك الإحساس الممېت بأنه ليس كباقي الرجال فاق من شروده على صوت صديقه الذي يربت على ظهره وهو يردد بسعادة
_ مبروك عليك شفاك ياعم عمران عجل بقي بجوازك من الدكتورة وهات لنا دستة عيال يقرفونا زي ابوهم ماكان قارفنا في عيشتنا ومنغصها علينا اتسعت مقلتي عمران بذهول مصطنع من كلامه وهتف باستنكار
_ وه كيف الكلام ده يابو عمو دول هيبقوا ولاد عمران سلطان المهدي اللي لازم الكل لهم تعظيم سلام أول ماياجو الدنيا وينوروها .
قوس محمد فمه بسخرية يصحبها الدعابة والمرح قائلا
_ أها المعرة الكدابة هتشتغل أها الله يرحم كنت من حبة ساعات متعرفش هتتجوز ازاي عاد ودلوك بتتمعظم علينا بولادك كماني اللي لسه مجوش الدنيا .
ضحك عمران بشدة على دعابة صديقه ثم ربت محمد على ظهره هاتفا بمحبة 
_ الحمدلله ياصاحبي ربنا نجاك من المکيدة داي ومحكمش عليك پقهر الرجال وداي دعوة الحاجة زينب اللي مصحباك في الداخلة والخارجة .
تنفس عمران بعمق وكأنه يريد تعبئة أكبر قدر ممكن من الهواء الذي استشعر نقائه الآن بين رئتيه وأردف بحمد 
_ الحمدلله اللى بيبعت لنا ناس طيبين زي الشيخ صابر المداح راجل من أهل الله راجل بركة صوح بس اللي مزعلني إنه مرضيش ياخد ربع جنيه حتى ده غير إنه ضايفنا وكل وشرب .
وافقه محمد على كلامه ولكنه هتف بتنبيه 
_ متنساش إنه من أهل الله زي ماقلت ربنا اصطفاه من عباده علشان ينفع الناس وعلشان اكده مبياخدش فلوس علشان ميتحطش تحت بند الدجال وعارف كماني مبيبقلش هدايا من حد واصل ولا حتى زيارات محبة هو بيعمل اكده لوجه الله تعالى.
هز عمران رأسه بموافقة وهو يقود سيارته قائلا
_ فعلا عنديك حق الشيخ قلبه طيب وربنا يرزقه الخير كلياته والله ما يكفيه دعاوي يامحمد 
واسترسل حديثه باعتراض
_ بس معندوش حق أنه ميقولش مين اللي عيمل فيا اكده كان لازم يعرفه لنا علشان ناخدوا حذرنا منيه .
اجابه محمد باستحسان
_ وه ماهو قال لنا علامات ومنيها اتوكدنا انها زفتة الطين اللي متتسماش وجد أرملة عمك .
تأوه عمران وهو ينظر أمامه بنظرات الشړ 
_ آآآآه يا محمد عايز دلوك أمسكها من زمارة وأخلص عليها ومخليش فيها حتة سليمة كانت عايزة الخلق تتمقلت على وأوطى راس بوي في الارض علشان أخضع لها وأكون طوع أمرها بس ربنا رد كيدها في نحرها ومن النهاردة هوريها النجوم في عز الضهر الجزمة بت الجزم داي بتاعت الاسحار والعملات.
وأثناء حديثهما رن هاتف عمران فطلب من محمد ان يرى من المتصل فأجابه بأنه أبيه 
فتح محمد الخط وضغط السماعة الخارجية ثم تحدث عمران 
_ كيفك ياحاج سلطان اتوحشتك يا ابوي .
اجابه سلطان وهو مضطجع على الأريكة 
_ أنا بخير ياولدي واني كمان اتوحشتك قووي هترجع مشوارك علشان عايزك في موضوع مهم 
أجابه عمران 
_ اني جاي اهه يابوي مسافة الطريق علي العصر اكده إن شاء الله هتلاقيني قدامك .
سأله سلطان
_ ومشوار ايه ياولدي اللي انت ادليت له مصر على فجأة اكده 
_ لما اجي هقول لك كل حاجة ياحاج سلم لي على الحاجة زينب عقبال ما اجي معايزش حاجة مني قبل ما اجي 
أودعه سلطان السلامة 
_ لا معايزش غير رجوعك بالسلامة ياولدي يالا في رعاية الله .
أغلق محمد الهاتف ثم سأل عمران 
_ انت صوح هتحكي لأبوك وللحاجة زينب البت داي عيملت فيك ايه 
نظر إليه عمران واجابه بتأكيد 
_ أمال مهحكيش ده أني هعمل لها ليلة ولا ألف ليلة وليلة وهخليهم يدوسوا عليها بالجزم بس نوصلوا بالسلامة الاول.
أما في قنا كان الحاج سلطان جالسا مع صديقه إسماعيل ويتحدثون في ذاك الموضوع فأشاد سلطان بقلق 
_ اني مقلق من الموضوع ياحاج اسماعيل واللي زود قلقي لما قلت لي رد فعل مرتك وانت كنت قايل لي انك ليك تأثير عليها وهتخليها تأثر على أختها واهه أول ماسمعت كان هاين عليها تطبق في زمارة رقابتك.
طمأنه اسماعيل 
_ له متخافش زينب مش شديدة زي أختها هتزعل شوي وبعدين هتلين هي هتحبك وهتزعل شوي وهتاخد على الحوار وهتتعود والزعلان مسيره يروق .
_ بس أني قلقان من رد فعل العيال وخاصة عمران داي بيحب أمه ومتعلق بيها وخاېف يقويها على وقتها البيت هيخرب .
قطب اسماعيل جبينه بانزعاج
_ يعني ايه ياحاج بعد ماخلصناه الكلام ده وقفلنا عليه ووعدت البنية هترجع في كلامك تاني جرى إيه ده إنت الحاج سلطان بردك وليك كلمة 
واستطرد حديثه وهو يربت على فخذه 
_ توكل على الله ومتقلقش وربنا هيساهل الموضوع وهيبارك الجوازة ده انت بتعمل خير ياجدع وبتتستر على ولية ويابخت من يستر الولايا .
مر الوقت سريعا وعاد عمران الى منزله وقف مكانه وهو ينظر إلى حديقته التى شهدت مرار أيامه بابتسامة وراحة بادية على معالم وجهه 
دلف الى الداخل بعدما اصطف سيارته وجد ابيه ووالدته وأخواته البنات وكلهم مجتمعون وكأنهم في انتظاره 
ألقى تحية الإسلام عليهم ثم احتضن والدته وهو يقبلها من رأسها كعادته وسلم على أخواته وقبل يداي أبيه فهو يحترمهم ويعتز بهم بشدة 
وبعد السلام واطمئنان بعضهم البعض تحمحم سلطان وبدأ بانطلاق قنبلته 
_ اني عايز اتحدت وياكو في موضوع مهم وعايزكم تسمعوني للآخر من غير ماتقاطعوني .
أذنوا لهم جميعا في صوت واحد 
_ اتفضل يابوي .
أخذ نفسا عميقا وزفره بهدوء وأكمل
_ انتو عارفين عمكم الله يرحمه بقاله سنتين مېت وفات مرته عيلة صغيرة لسه يدوب جابت التلاتين وطبعا طلعت بت اصول ومرضتش تسيب بيت جوزها حتى بعد ماستلمت ورثها وأرضها وانتو عارفين زين اني عرضت عليها اشتري الأرض والبيت وهي اتمنعت وقالت مهتبيعش حاجة واني بصراحة اكده خاېف تتجوز ومالنا وحالنا اللي تعبت فيه اني وأخوي يروح للغريب فعرض عليا سماعيل اني يعني ... اتجوزها واني ممانعتش .
انطلقت أفواههم جميعا بذهول وهم مصډومون 
_ تتجوزها !
وتابع عمران بعصبية وهو يرى صدمة والدته التى ألجمت لسانها
_ تتجوزها كيف يابوي 
تحمحم سلطان كي يستدعي الهدوء داخله وامتثل الصرامة امامهم وأجابه 
_ أممم هتجوزها كيف الخلق مابتتجوز هو أني بعمل حاجة عيب ولا حرام يعني.
هنا تحدثت حبيبة متسائلة بانزعاج
_ وأمي يابوي الحاجة الكمل مراعيتش شعورها وهتجيب لها ضرة على أخر الزمن !
وعلى خطاها تحدثت رحمة 
_ ماتتجوز ولا تروح مطرح ماهي عايزة هي وأرضها مالنا إحنا ومال أرضها يابوي مكانش حتة فدان ملهش لازمة مش محتاجينه اللي هيجيب لنا الهم والغم والنكد وتزعل امي وتقهرها بعد العمر داي كله .
ض رب سلطان

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات