الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية نبض الۏجع عشت غرامي الفصل التاسع بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

وكمان هاتي الحبوب داي
ثم فتح الأدراج وأخرج منها العلبة الفارغة وأعطاها إياها كي تحضر له مثلها وأكمل
_ وكوباية قهوة كمان لأن دماغي مش مظبوطة وحاسس بالإرهاق .
انفتح فاهها على وسعه وتسائلت بدهشة وهي تقرأ محتوى العبوة 
_ هو حضرتك بتاخد منوم يافندم دي غلط على صحتك جامد يامتر .
فرك جبهته بيداه و أجابها
_ معرفش أعيش من غيرها يالا بسرعة علشان مش قادر.
اعترضت رأيه ورددت بنصح 
_ هجيب لحضرتك القهوة وحبوب الصداع لكن المنوم لا .
اعتدل بجلسته وهتف منزعجا
_ ايه اللي بتقوليه ده ياأستاذة إنتي هتفرضي عليا أوامر ولا ايه ! اتفضلي على مكتبك ونفذي اللي قلت لك عليه.
اعترضت رأيه ونطقت بتعقل 
_ أنا مديرة مكتب حضرتك ومن واجبي إني أحافظ على صحتك وحضرتك إكدة بتدمر صحتك .
تأفف من ثرثرتها وأشار إليها مرددا 
_ يوووه من كلامك الكتير اللي ملهش عازة واصل طب بسرعة هاتي الحبوب والقهوة اعمليها تقيلة ومتتأخريش علشان دماغي هتتفرتك .
رأت أن تقترح عليه اقتراحا جال ببالها 
_ طيب أني عندي اقتراح ايه رأيك حضرتك تعمل لك ركن اهنه في المكتب ويكون فيه سرير نجيب مهندس ديكور يظبط لك الدنيا وقت ماتحس بالتعب والارهاق ترتاح ساعة وتقوم نشيط بدل العلاجات عمال على بطال داي .
نظر إليها بتفحص وهتف بتعمق قاصدا ارباكها 
_ للدرجة دي خاېفة عليا وعلى صحتي ياآنسة 
توترت من سؤاله ولكن تماسكت كي لا يظهر توترها وأجابته 
_ طبعا ده حضرتك خط المحاكم ولازم نحافظ على صحتك ده إنت أستاذنا ومنك بنتعلم أصول المهنة .
رفع حاجبه معجبا بردها المغلف بالفطنة ثم أشار اليها بموافقة على ردها ثم طلب منها قهوته خرجت من مكتبه وهي تتنفس الصعداء وتنطلق أنفاسها الحبيسة في وجوده فهي تشعر كأنها مسؤلة عنه ولا تريد له الأذية ومن الواضح أنه وحيدا ليس له زوجة كما علمت أن زوجته ماټت منذ عامهم الأول وليس له أما أو أبا ويبدوا عليه التشتت لذلك التمست له أعذار لجموده أنهت تحضير قهوته ودلفت إليه بالدواء والقهوة ثم وضعتهم أمامه ورددت 
_ أجيب لحضرتك حاجة تانية يافندم ولا اكده تمام 
سألها عن طلبه منها فقد تركها شهرا بأكمله حتى أنهت امتحاناتها 
_ مقلتليش ردك على طلبي موافقة ولا لا 
استدعت الهدوء واصطنعت أنها لم تفهم شئ وسألته باندهاش مصطنع
_ طلب إيه يافندم حضرتك أني لسه جاية النهاردة ومكنتش موجودة اهنه من شهر ومفكراش حضرتك طلبت مني ايه 
نظر إليها بنصف أعين فحقا ماكرة أنتي تلك الأنثى وعقلك عقل امرأة محنكة وليست بنتا صغيرة ليس لها في مكر النساء فتحدث 
_ تمام هعمل نفسي مصدق انك مفكراش وهفكرك مرة تانية عايز أعرف ردك على لما طلبتك للجواز استنيتك كتير بس قلت علشان امتحاناتك وأهه أديكي خلصتي على خير .
توترت من عرضه مرة ثانية ودق قلبها نحت مكرها جانبا وتحدثت بلسان الأنثى التي تود أن تعشق تود أن ترى اللهفة في عين حبيبها لها تود سماع كلمة أحبك لديها أحلام الفتيات تريد حكواها لأميرها فهو يريد أن يحرمها من كل ذلك لاااا لن تستكين ولن تهدأ حتى تسمع أذناها تلك الكلمة وتطرب قلبها بها وليس فقط بل ستشعر بها كل لحظة في همساته ولمساته ونظراته فتحدثت وهي تتأنى ۏجعا استشعره من كلامها 
_ خاېفة أوافق أندم على موافقتي وخاېفة أرفض أندم بردو على موافقتي إنت ناضج جدا وأني لسه في مرحلة الاحتياج إنت احتياجاتك غير احتياجاتي تفكيرك مختلف عن تفكيري وفي نفس الوقت مش قادرة أرفض 
واسترسلت حديثها وهي تخرج كل مافي قلبها بصدق أحس به 
_ أني صادقة جدا في مشاعري وفي كلامي ومش حابة اللف والدوران علشان بحب الوضوح وخاصة في البدايات 
كلمة واحدة منك تخليني أوافق وكلمة تخليني أرفض .
انتابه شعور ېهدد الحصار الذي وضعه حول أعضاء الحس لديه وبالتحديد قلبه فقد وعد نفسه أن لايعشق امرأة ولا يسمح للعواطف أن تقترب من أسواره مرة أخرى وحاولت معه نساء غيرها ولكن لم تجدي محاولتهن نفعا وخاصة أنه كان صريحا مع جميعهن أما تلك يشعر أمامها بأنه ليس رجلا قارب على مشارف الأربعين كان متفهما لكل كلمة قالتها فأشار إليها بعينيه أن تكمل فتابعت هي 
_ ايه احساسك من ناحيتي ياماهر 
استمع الى اسمه من بين شفتاها من غير أي ألقاب يا الله وكأنه لم يسمع اسمه بدون ألقاب منذ أن كان طفلا من شفاه امرأة غير والدته كم كان له لذة أعطت روحه راحة حين سمعه منها لم يجيبها على سؤالها لانه تعمق في ملامحها وحركة شفاها وهي تنطق اسمه ويعيده في ذاكرته أمامها أما هي فسرت سكوته بأنه رافض حتى مبدأ الحوار في ذاك الموضوع وقررت إعطائه هدنة قبل الانقلاب عليه وقامت من مكانها وهي تردد بعملية 
_ تمام يافندم هروح أشوف شغلي عن اذنك.
ألقت كلماتها وخرجت من أمامه وهو لم يوقفها ولم يمنعها تائه في ملكوت حروف اسمه الذي استوحشه كثيرا أحس بالحنين وكأنه رجع طفلا ونادته أمه كي تأخذه بين أحضانها ولكنه لم يستجيب لها وفضل اللعب مع أصحابه شبه ذلك بذاك الموقف منذ قليل ومن بعدها يندم على عدم تمسكه بالفرص التي تحيي قلبه ولكنه قرر إعطاء هدنة الآن لنفسه وبعد قليل من التفكير خرج من هالة الحنين وعاد إلى صلبه وجموده مرسومين على ملامحه وترك قلبه وأمره بيد رب العباد يقلبه كما يشاء فأنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد 
_______________________________
مرت الأيام وكل في ملكوته هائم الى أن جاء اليوم المنتظر كتب كتاب عمران وسكون ذاك اليوم الذي سيشهد قلب السكون فيه انتصارا عظيما حققه لها رب العباد كانت ترتدي فستانا باللون الأبيض القاتم ويزينها حجابا بنفس اللون وعلى رأسها تاجا من الورود ووجهها مزين بالمكياج الذي تضعه لأول مرة كان جمالها هادئا غير مفتعلا كان الجميع يجلسون حولها يهنئوها ويرددون التكبير عليها بأعين تلمع حبا 
أما عند عمران ارتدى هو الأخر قميصا باللون الأبيض وبنطالا باللون الأسود ومصففا شعره لأعلى بعناية وضع البرفيوم الخاص به بغزارة وارتدي ساعته ذات اللون الأسود المحببة إلى قلبه وهبط الأدراج وجد الجميع ينطلقون بالزغاريد فرحة بوحيدهم عمران وانطلقوا جميعا وبجانبه صديقه محمد الذي لم يتركه من بداية موضوعه 
سمعت سكون وأهلها وصولهم بالتهليل والزغاريد المتعالية التي هزت أرجاء القرية 
دق قلبها كثيرا وشعرت بأن قدماها لم تستطيع حملها بالرغم من نحافة جسدها الا إنها من شدة التوتر خجلة 
صعدوا جميعهم وبدأوا بالتسليم والمباركات والجميع فرح لتلك الزيجة التي أدخلت الفرح والسرور على قلوبهم عدا تلك الوجد التي وقفت تتآكل سكون بعينيها وتود أن تلتهمها وتتخلص منها كانت تنظر إلى عمران بعيناي يكسوها الحزن وقلب مولع من حرمانها منه 
استقر الجميع في أماكنهم بعد التسليم والمباركة ثم بدأ المأذون خطوات الزواج في موقف يهز القلوب سعادة

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات