الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية نبض الۏجع عشت غرامي الفصل الثالث بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

مالك إكده مش فرحان لي عاد 
رأى حزنها البائن على وجهها لطريقته الباردة وأعطاها عذرها فهي لاتعرف بمدى عشقه لها منذ الصغر وأومأ لها بابتسامة
_ كيف إكده ! ده أني اللى مقدملك إهنه ومعرفك كل التفاصيل اللصغيرة قبل الكبيرة وكنت واثق إنك هتجتازي الاختبار ببراعة كماني بس معلش دماغي مشغولة في قضية مكلفنى بيها الاستاذ ووجعالي دماغي واكيد شفتي جديته الشديدة في الشغل عاملة كيف فلازم أنجزها وأشوف لها طريقة.
التمعت أعينها بالسعادة وفورا سألته بتركيز 
_ قضية صعبة طيب إيه رأيك أشرب وياك الشاي بالليل ونفكر فيها زي اللى قبليها ومنها أخد خبرة زي مانت معودني .
فرح كثيرا من اقتراحها فمجرد لحظات يقضيها معها حتى ولو كانت كلها عملا إلا أنه يكفيه وجودها أمامه وهتف بموافقة
_حلو قوي يابت عمي جهزي حالك ٨ بالدقيقة هتلاقيني عنديكم وبشرب الشاي مع عمي عقبال ماتنزلي .
أشارت بوجهها مبتسمة وودعته وذهبت إلي جامعتها فهي في سنتها الأخيرة في كلية الحقوق ومنذ السنة الأولى لها وهي شغوفة بتلك المهنة ودوما تجلس مع جاسر تراجع معه جميع القضايا فهو يكبرها بتسعة أعوام 
وهو في سنته الثالثة في الجامعة جاء الي مكتب ماهر البنان يتدرب فيه والآن اكتسب خبرة عشرة أعوام وأصبح ذراعا أيمنا لذاك الماهر ولكنه نصحها الا تذكر قرابتها له أمامه وهي منذ دلوفها إلى تلك الجامعة تجلس معه وتشاركه في جميع القضايا إلى أن علمها كل صغيرة وكبيرة في أمور المحاماة ولم يبخل عنها بأي معلومة .
______________________________
في فيلا آدم المنسي حيث يجلس مسترخيا على الشزلونج الموجود في حديقته الخاصة أمام حمام السباحة وبيده السيناريو الذي يراجعه منذ اسبوعين فقد قرر ان يقبل بذاك المسلسل الذي قدم له فقصته نالت إعجابه ولكنه كان مترددا دخول عالم الدراما فتجربته في السينما نالت اعجاب الجميع وحقق إيرادات فائقة وخاصة في فلميه الأخيرين وېخاف أن يخوض تجربة الدراما ويفشل العمل ويخسر جمهوره السينمائي ولكن راشد مدير اعماله شجعه على القدوم وخوض التجربة وهو متوقعا نجاحها 
وأثناء قراءته لمشهد ما تتحدى فيه البطلة البطل وتشاغبه جال أمام عيناه عيناي صاحبة أكبر تحدي في حياته الصعيدية ذات الرداء الاسود مكة فوجد لسانه ينطق بصوت مسموع
_ مكة 
ردد اسمها منقطعا بتلذذ على لسانه وتذكر أمرها فترك مابيده وأمسك هاتفه طالبا مدير اعماله الذي رد عليه قائلا
_ أنا داخل عندك على الفيلا اهو ثواني وأكون قدامك .
أغلق الهاتف معه وعاد إلي تفكيره في تلك المتمردة الصعيدية الذي لم ينسى عيناها قط وهي الشئ الوحيد الذي رآه منها ولكن احس بأنها تخبئ وراء ردائها الأسود جمالا آخاذا كجمال عينيها تذكر اللقاء الذى أجرته معه وتذكر صوتها الهادئ الرقيق وتذكر جديتها في التعامل حقا كانت بالنسبة له كالجوهر المكنون وأحس بانجذابه ناحيتها بالرغم من تمردها عليه شعر بأنه يحتاج أن تجلس أمامه مرة أخرى كي يكتشف شيئا جديدا غير معتاد عليه في أي أنثى قابلته فحقا كانت مختلفة ومٹيرة وهادئة وفي نفس الوقت تحفظها عاصفة تبتلع من يقترب أثارته بتحفظها الشديد كان اللقاء الذي أجرته معه خاليا من أي اهتراءات ولا تدخل في حياته الشخصية ولا مروجا لأي إشاعة من التى تحوم حوله 
أخرجه من تخيلاته صوت راشد الذي يلوح بكفيه أمام عيناه مرددا 
_ ايه يا فنان رحت فين كدة أنا واصل بقالي شوية وانت ولا انت هنا 
وتابع كلماته بمشاغبة
_ قول بقى إن المزة الايطالي اللى كنت بتمثل معاها امبارح الفيديو كليب شاغلاك ومطيرة عقلك بصراحة عندك حق .
لوح أدم بكفيه وبسط فمه بسخرية هاتفا
_ مزة مين وإيطالية ايه ماكلهم شبه بعض من برة الله الله ومن جوة يعلم الله 
واسترسل حديثه متسائلا
_ها عملت إيه في الموضوع اللي طلبته منك وصلت لحاجة ولا لاء 
قطب راشد جبينه ونطق مستفسرا
_ موضوع إيه بالظبط إحنا بنا مواضيع كتيير فكرني تقصد انهي فيهم .
ضړب أدم كفا بكف وهو مغتاظا من برود ذاك الراشد مرددا بسخط 
_ موضوع البنت الصحفية اللى عملت معايا الحوار في الجامعة جبت لي المعلومات ولا لسه 
واستطرد بتحذير وهو يشير بأصبعه أمام عيناه 
_على الله تكون معملتش حاجة أو مطلعتليش بالحوار كله دلوقتي حالا .
مط راشد شفتيه بامتعاض وأردف معترضا على طريقته 
_ جرى إيه نجم طريقتك معايا ناشفة وحادة أووي لاحظ انك معاك أهم مدير أعمال في الوطن العربي كله ومينفعش تتعامل معايا بالطريقة دي .
تأفف أدم من ثرثرته وألقى الاوراق من يديه پحده مرددا 
_ ماتخلص ياعم المهم وجاوبني وسيبك من اللوك لوك بتاعك اللي بتسمعه لي كل يوم .
اندهش ذاك الراشد من حدته ومن اهتمامه الزائد عن الحد بذاك الموضوع الذي يراه لايليق بشخصية مثل ادم قائلا بتعجب 
_ هو ايه سر الاهتمام الزايد بحتة بت لسه جامعية ومبقتش صحفية زي ما بتقول ودي تالت مرة من امبارح بس تسألني عنها مش شايف إنك مزودها شوية ومدي الموضوع أكبر من حجمه 
قام من مكانه ووقف ناظرا للمسبح بشرود وهو يربع يداه أمام صدره هاتفا بهدوء 
_ ملكش فيه جبت المعلومات ولا أتصرف أنا بمعرفتي وكمان ساعة بالظبط هعرف كل حاجة عنها بس مترجعش تزهق وتندب اني عملت حاجة من غير ماتعرفها.
اعتدل راشد في جلسته پاختناق متحدثا 
_ لا يا سيدي متتصلش بحد جبت لك المعلومات اللي تخصها كلها من ساعة ماتولدت لحد امبارح بس .
ثم مد يده بورقة مدون بها كل شئ عنها التقطها ادم منه على عجالة وهو يأكلها بعيناه ثم تذكر وجود راشد فتركه مكانه وصعد إلي غرفته كي يتطلع عليها بهدوء دون الإستماع الي ثرثرة راشد 
وصل إلي غرفته وأوصد الباب خلفه ثم أخرج الورقة وقرأ محتواها 
_ اسمها مكة جمال الجندي وساكنة في قرية دشنا وفي آخر سنة كلية صحافة وإعلام متشددة جدا ومنتقبة من وهي في ثانوى شخصيتها قويه ومينفعش أي راجل يقرب منها ولو حد حاول ينډم على اليوم اللي قرب لها فيه ملهاش سقطات ولا ليها في الشمال والدها مټوفي وليها أختين بنات واحدة متجوزة ومخلفة والتانية دكتورة في مستشفي عندهم بس لسة أنسة وهي الوحيدة اللي منقبة في اخواتها حلمها تبقي من 
أكبر إعلاميات الوطن العربي بل والعالم كله 
والدتهم بتحبهم جدا وپتخاف عليهم ومتجوزتش بعد مۏت باباهم ودي أرقام تليفوناتها الشخصية ورقم التليفون الأرضي بتاعهم.
قرأ تلك الورقة مرات عديدة كان لأول مرة ينشغل بإحداهن بتلك الدرجة فكر كثيرا في حل كي يصل إليها ويتعرف عليها ظل يفكر ويفكر إلي أن جالت في باله فكرة عزم على تنفيذها في التو والحال 
أخرج هاتفه من جيبه ودون أرقامها على رقمه البرايفت وقرر أن يرسل لها .
في نفس الوقت في كلية الصحافة والإعلام حيث كانت مكة تجلس مع صديقاتها المقربين إليها فقد أوجعوا رأسها وسببوا لها صداعا من أسئلتهم المتكررة عن ذاك المغنى

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات