رواية نبض الۏجع عشت غرامي الفصل الثالث بقلم فاطيما يوسف
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
بسم_الله_الرحمن_الرحيم
لا إله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ_قدير
وأخيرا بادر العمران وشعر بحرب العشق لكي سكون
أعدك حبيبي سأطوف لأجل عشقك بلادا ووديان حتى أصل إلى نبض قلبك ذاك العمران
فلعشقك لحن أنت أعذوبته وسحرا أنت ترنيمته ونهرا أنت سماؤه فلك أحيا عشقا وبك أتنفس هياما ومنك خلق ضلعي الأعوج الذي أريده أن يستقيم بين يداك انت .
في أشهر مكاتب المحاماة في مدينة قنا تدلف رحمة المهدي إلي ذاك المكتب الذي حلمت أن تتدرب فيه من أول سنة دخلت فيها الجامعة
كانت تتمشي في الرواق المؤدي إلى مكتب ماهر البنان صاحب ذاك المكتب الفخم ذاك الرجل الأربعيني المعروف بلقب خ ط المحاكم فلديه شهرة واسعة في الصعيد بأكمله ومعروف عنه الذكاء الشديد والمهارة العالية في جلب البراءة لموكليه من أول جلسة فحقا اسما على مسمى
نظرت حولها وجدت عددا من الإناث المتقدمين فاليوم حدد مقابلة الإناث فقط لينتقى منهن خمس فقط للتعيين لوت شفتيها بامتعاض وحدثت حالها
وبتلقائية أمسكت هاتفها ونظرت في شاشته واتخذتها مرآة لها وتابعت حديثها وهي تنظر إلي ملامح وجهها بدقة
_ ده أني شكلي عفش اووي جنبهم بالنضارة اللى اني لابساها داي ولا البدلة اللى مخلياني كيف الراجل والكوتشي وكاني رايحة النادى
كانت تارة تنظر إليهم وتارة تنظر إلى حالها وبعد حديث دار أكثر من عشر دقائق مع حالها قررت أن لا تحضر المقابلة اليوم وتأتي في وقت لاحق وقامت من مكانها وكادت أن تغادر الغرفة إلا أنها استمعت إلي إسمها ينادى من مديرة مكتبه فهو بنفسه ينتقي المتدربين دون تدخل من فريق العمل الخاص به كى ينتقيهم بعناية فائقة
عادت بخطى بطيئة إلي الداخل بعدما نودي علي اسمها عدة مرات ووقفت أمامها تردد بتوتر
لم ترفع مديرة مكتبه أعينها من على اللابتوب واصابعها تعمل بمهارة فائقة وهي تردد بعملية
_ هنصحك نصيحة لوجه الله في السريع إكده إللي تاجي مكتب ماهر البنان وتأجل تبقى خسرانة لأنها مش هتدخله تاني
وتابعت تحذيرها وهي ترفع عيناها إليها اخيرا وتشاور بيدها ناحية الباب
_ اللي يخرج من الباب ده متردد مبيرجعهوش تاني اهم حاجة بيحبها المتر إن اللى شغالين معاه يبقوا عندهم ثقة في حالهم
ها هتدخلي علشان إنتي كدة هيتحسب عليكي عدم الالتزام عند المتر وخسړتي أول بونت في انطباعه عنك
ولا هتاخدي حالك وتمشي وانادم علي اللي بعديكي
فكرت سريعا في كلماتها ودون أن تنطق دلفت إلي المقابلة وهي تخشى خسارة الفرصة الوحيدة للتدريب في ذاك المكتب ويضيع حلمها
دلفت إلى الداخل بخطي سريعة ووقفت أمامه ورددت السلام وهو منكب على اللابتوب أمامه يراجع الملف الخاص بها
فتحدث ذاك الماهر مرددا بتساؤل دون أن ينظر إليها
_ عندك استعداد تتسجنى لو ملف عميل هنا ضاع منك او لقيناه مع الخصم وكنتي إنتي المسؤولة عنه
جالت علامات الطيف على وجهها من أول استفسار وفكرت سريعا لما استمعت إليه من نصيحة تلك المديرة
_ علشان أبقى محامية ناجحة لازم تكون عيني وسط راسي ومسمحش للظروف ولا الخېانة يقربوا مني ودايما هاخد احتياطاتي من القريب قبل الغريب ولو حوصل ابقى مهملة والمهمل يتعاقب علشان يتعلم .
دون إجابتها دون أي انبهار وأكمل استفساره
_ ايه هي مواصفات المحامى الناجح في أي قضية يمسكها من وجهة نظرك
جالت بتفكيرها إلى أن أجابته بثقة
_ يكون عنده سرعة بديهة ويمسك في أول نقطة يستبعدها في نجاح قضيته ويحافظ على ملفاته في مكان ظاهر خفي في نفس الوقت.
دون إجابتها تلك المرة بإعجاب ولكن على وضعه دون أن ينظر إليها وتابع تساؤلاته
_ لو قدامك قضية والمكسب فيها مضمون لكن الأتعاب فيها قليلة وجالك الخصم عرض عليكي مبلغ أضعاف الأتعاب بكتييير هتوافقي تسيبي موكلك حتى لو مش هيتسبب له ضرر علشان الأتعاب الزيادة ولا هتعملي إيه
أجابته بتأكيد
_ المحاماة مهنة العدالة والفلوس مش أولى أمنياتي وشرف المهنة يحتمني إني معملش عملية إبدال حتي لو النتيجة واحدة ومش هتضر الطرفين بس هعمل اسمي بشرف تتحاكى عنيه محاكم قنا بحالها .
إلي هنا ورفع أنظاره إليها ليرى من صاحبة تلك الإجابات المنمقة والغير مفتعلة وتفحصها جيدا ووجدها ليست كمن سبقوها وعلى الفور قرر تعيينها فهو لم يلفت انتباهه واحدة ممن سبقوها بمظرهم الملفت للأنظار فهو ينتقي فريقه الجاد والعملي وفي نفس الوقت ذو مظهر منمق وهي لاقت استحسانه وردد بأمر وهو يشير ناحية الباب
_ تمام اتفضلي والسكرتيرة برة هتفهمك كل حاجة المقابلة انتهت .
اغتاظ داخلها من حدته وطريقته المتكبرة وخرجت من أمامه ونفذت الأمر
وجدت السكرتيرة تعطيها ملفا كاملا وهي تهتف بنفس العملية
_ اتفضلي الملف ده ادرسيه كويس جدا ومن أول الشهر تاجي تستلمي مكتبك هنا مع الفريق اللى هتدربي معاه .
اعتلت الفرحة معالمها بشدة وصفقت بيداها وهي تردد باندهاش
_ إيه ده هو أني إكدة اتقبلت إهنه في مكتب الأستاذ بجد
أشارت إليها السكرتارية برأسها بموافقة وهي تتابع عملها بمهنية ثم خرجت من المكتب وأقدامها تكاد تطير من شدة سعادتها وهي تنتوى الذهاب إلي جامعتها تكمل يومها الدراسي وهي تشعر بأنها أتمت أهم إنجاز في حياتها اليوم وأثناء سيرانها للخارج رأت ابن عمها دالفا إلى المكتب تلاقت أعينهم فوقفت أمامه بيها مرددة بسعادة
_ جاسر بارك لي مش اتوفقت واشتغلت اهنه في مكتب الخط ماهر البنان
وتابعت سعادتها وهي تنظر إلى المكان بانبهار
_ مش عارفة أتشكرك إزاي يابن عمي على وقفتك وياي وأنك قدمت لي اهنه وعرفتني شوية معلومات عن عوايد المتر منحرمش منيك ياأجدع أخ .
كان ينظر إلى سعادتها العارمة وقلبه فرحا لها وهو مبتسم وعند كلمتها الأخيرة بوصفه كأخ شعر بالحزن الشديد داخله فهو يسعى دائما أن يريها محبته بأقواله وأفعاله ونظراته وهي لاتراه إلا أخا بعد كل ذاك المجهود الذي يفعله
فبارك لها بخفوت
_ مبارك عليكي يابت عمي ربنا يفرح قلبك ويرزقك التوفيق والنجاح دايما.
لاحظت حزنه وتبدل ملامحه ولم تعى السبب وراء تبدل وجهه في لحظات فسألته باندهاش
_ ايه اللهجة دي ! كنت في الاول بتضحك ومبتسم وفي ثانية أحوالك اتغيرت