الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الخامس بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

ايوه صحيح ! هو حضرتك مين !. 
ابتسمت إحسان معرفة أنا إحسان الدمنهوري.. صاحبة الشقة اللي جنبك .. 
هتف الرجل الجالس جوارها في تعجب معقول.. أنت بجد إحسان!.. أنت مش فكراني ..!.. 
استدرات قليلا متطلعة إليه في حياء هاتفة أنا آسفة ..مش واخدة بالي .. أنا مكنتش باجي بيت بابا بقالي سنين طويلة .. 
فعلا لم تكن تخطو عتباته إلا فيما ندر بعد أن نشب ذاك الخلاف بين زوجها وأخيها على بعض الأموال التي كان قد استدانها الأخير من زوجها من أجل التحضير لهجرته مما دفع توفيق ليصدر فرمانا بحرمانها من زيارة بيت أبيها .. كان قرارا قاسېا لكنها كعادتها لم تعارضه .. لقد نشأت أن على الزوجة السمع والطاعة واتباع أوامر زوجها مهما كانت .. 
ابتسم الرجل معرفا طب بما إنك مش فكراني ..خليني أعرفك على نفسي من أول وجديد .. أنا القبطان عبدالغني السعدي .. افتكرتيني كده ! 
ساد الصمت قليلا لتهز رأسها نفيا ليقهقه عبدالغني مؤكدا ولا هتفتكريني .. لأني سكنت في الشقة بعد جوازك ومكنتش بشوفك بتيجي فعلا وأنا كمان خدني السفر ومكنتش بنزل مصر كتير .. 
قهقه حاتم هاتفا أنت مش هتبطل هزارك ده بقى يا غنوة !.. والله ده أنا صدقتك .. 
قهقه عبدالغني ولم يعقب بينما تململت هي موضعها غير شاعرة بالرضا على تلاعبه بها بهذا الشكل وكادت أن تنهض مغادرة إلا أن صوت انفراج باب غرفة العمليات عن محيا الطبيب جعلها تتوجه نحوه بصحبة حاتم الذي انتفض مندفعا يطمئن على زوجته .. ليهلل الجميع في سعادة ما أن أخبرهم الطبيب أن نرمين بخير والطفلة الجميلة بأحسن حال .. 
كانت تلك العربة تقف على مقربة من باب المصنع المخصص لخروج العمال وما أن خرجت صفية تسير في هرولة حتى تلحق بولدها الذي كان لايزل يتعافى من مرضه الأخير تاركة إياه مع أمها التي ما عاد كبر سنها يساعدها لتسيطر عليه وأخته الأصغر سنا حتى لحقت بها تلك السيارة .. 
دخلت صفية الحارة وما أن اقتربت من مدخل بيتها حتى ترجلت من السيارة فتاة صغيرة تبدو في السابعة أو الثامنة عشر من عمرها لتلحق بصفية تقطع عليها الطريق صاړخة في قوة أوعي تفتكري إن واحدة زيك ممكن تيجي فيوم وتاخد مكان أمي !.. أنت اخرك مكان زي ده تعيشي فيه .. لو كنت فاكرة إنك هتقدري تضحكي ع الراجل بكلمتين يبقى بتحلمي ..نجوم السما أقرب لك من أبويا .. 
هتفت بها صفية في ڠضب هادر ما أن تمالكت نفسها واستوعبت الصدمة أمام شلال الاټهامات الحقېرة تلك أنت مين من أساسه !.. وأبوك مين ده اللي هخده من أمك!.. أنت جاية تتبلي عليا وتحدفي عليا مصايبك !.. 
هتفت الفتاة مؤكدة أنا مبحدفش بلايا على حد.. أنا هناء بت حماد بيه صاحب المصنع اللي بتشتغلي فيه .. ها أقول تاني ولا كفاية !.. 
هتفت صفية في ثورة أنت بت حماد بيه !.. وانا إيه اللي وصلني لراجل كبارة زي حماد بيه .!.. مين اللي دخل فدماغك إن فيوم حماد بيه فكر فيا أو أنا فكرت فيه ..!.. أيش جاب لجاب يا هانم .. 
أكدت هناء في ڠضب متعمليش عليا الشوية دول .. أنا سمعته بيكلم أمي وهي قالت له اتجوزها .. والكلام كان عليك .. 
همت صفية بالكلام إلا أن ظهور مسعد وهتافه المتعحب اخرسها تتجوز مين يا آنسة !.. صفية مراتي .. واضح إن العنوان غلط .. 
هتفت صفية مضطرة

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات