رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الخامس بقلم رضوي جاويش
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الۏجع الخامس
لم تتحرك من موضعها لفترة لا تعلم أن كانت طالت أم قصرت لكن كل ما تدركه أنها فقدت الإحساس بالزمن فقد توقف عند اللحظة التي نطق بها تلك الكلمة التي مزقت ميثاقهما الغليظ ..
تنبهت لبكاء صغيرها فنهضت في تثاقل مرير نحوه وكعادتها تبثه أوجاعها على هيئة أحضان مشبعة بالحاجة إلى حنان مفتقد .. بكت وبكى صغيرها بين ذراعيها متململا.. حاولت تهدئته قدر استطاعتها وإطعامه حتى عاد لنعاسه من جديد.. وضعته بفراشه واندفعت تبحث عن هاتفها وما أن وجدته حتى بحثت عن رقمه ..رقم صديق كمال.. سالم.. تذكر أن كمال قد اتصل بها منذ عدة أيام على هاتف صديقه هذا عندما انتهى شحن بطارية هاتفه ..
تعجبت من أن يكون على علم برقم هاتفها.. لكنها تجاهلت الأمر هاتفة بصوت حاولت أن تبثه بعض الثبات الواهن أستاذ سالم .. أنا عارفة إنك صديق مقرب من كمال ..وإحنا حصل بينا مشكلة كبيرة وهو ..
هتف سالم في صدمة طلقك !.. ليه كده بس !.. لا حول ولا قوة إلا بالله ..
قال ما قال لكنها لم تستشعر ولو قدر ضئيل من التعاطف أو الحزن بصوته .. لكنها صمتت لبرهة مستطردة أكيد حضرتك عارف إنه عاوز يتجوز.. قوله إن نجوى معندهاش مانع ..ليه يطلقني .. خليني على ذمته ..حتى ولو كان مليش خاطر عنده.. يبقي عشان خاطر إبنه ..يتربى ليه بعيد عن بباه !..
ولم تستطع أن تسترسل في سرد مواجعها على ذاك الغريب الذي لم تره إلا عدة مرات كانت سريعة وتحت ضغط من كمال نفسه ..
هتف سالم محاولا تهدئتها متقلقيش يا مدام نجوى .. إن شاء الله كله هايبقى تمام ..إهدي بس.. مفيش حاجة تستاهل دموعك الغالية دي.. ولا حد يستاهل زعلك ..وكله خير ..
هتف سالم وعليكم السلام..
تركت هاتفها جانبا لا تدرك إن كان ما فعلته هذا صحيح أم تصرف خاطئ ستندم عليه يوما ..كل ما كان ببالها اللحظة أن تنقذ زواجها الذي ينهار بالفعل واتصالها بسالم هذا هو القشة التي يتعلق بها الغريق بعد أن ثقبت مركبه وطاح بها موج الخلاف.
انتفضت متطلعة لكمال الذي كان يقف على رأسها في تحفز متطلعا إليها في حنق حتى هتف اخيرا هي حصلت تروحي تشتكيني لسالم !.. بقى حلو دلوقت سالم وبتكلميه عشان يقنعني أردك !..
هتفت نجوى بصوت متحشرج مهموم النبرة أنا عارفة إن سرك كله معاه وأكيد عارف موضوع جوازك .. أنا ..