السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الخامس بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الۏجع الخامس 
لم تتحرك من موضعها لفترة لا تعلم أن كانت طالت أم قصرت لكن كل ما تدركه أنها فقدت الإحساس بالزمن فقد توقف عند اللحظة التي نطق بها تلك الكلمة التي مزقت ميثاقهما الغليظ .. 
تنبهت لبكاء صغيرها فنهضت في تثاقل مرير نحوه وكعادتها تبثه أوجاعها على هيئة أحضان مشبعة بالحاجة إلى حنان مفتقد .. بكت وبكى صغيرها بين ذراعيها متململا.. حاولت تهدئته قدر استطاعتها وإطعامه حتى عاد لنعاسه من جديد.. وضعته بفراشه واندفعت تبحث عن هاتفها وما أن وجدته حتى بحثت عن رقمه ..رقم صديق كمال.. سالم.. تذكر أن كمال قد اتصل بها منذ عدة أيام على هاتف صديقه هذا عندما انتهى شحن بطارية هاتفه .. 

وجدته أخيرا فالتقطت نفس عميق وداست زر الإتصال .. لحظات ورد سالم على الجانب الآخر في لهفة هاتفا أهلا يا مدام نجوى.. خير!. 
تعجبت من أن يكون على علم برقم هاتفها.. لكنها تجاهلت الأمر هاتفة بصوت حاولت أن تبثه بعض الثبات الواهن أستاذ سالم .. أنا عارفة إنك صديق مقرب من كمال ..وإحنا حصل بينا مشكلة كبيرة وهو .. 
توقفت تلتقط أنفاسها تبتلع غصة بحلقها حتى تستطيع نطق تلك الكلمة التي تثير فيها مواجع شتى وهمست أخيرا وهو طلقني .. 
هتف سالم في صدمة طلقك !.. ليه كده بس !.. لا حول ولا قوة إلا بالله .. 
قال ما قال لكنها لم تستشعر ولو قدر ضئيل من التعاطف أو الحزن بصوته .. لكنها صمتت لبرهة مستطردة أكيد حضرتك عارف إنه عاوز يتجوز.. قوله إن نجوى معندهاش مانع ..ليه يطلقني .. خليني على ذمته ..حتى ولو كان مليش خاطر عنده.. يبقي عشان خاطر إبنه ..يتربى ليه بعيد عن بباه !.. 
لم تستطع أن تتماسك أكثر من هذا فاڼفجرت باكيةوحاول تقنعه يا أستاذ سالم ..عشان خاطر البيت ده ميتهدش ..يروح يتجوز ..بس ميطلقنيش.. أنا مش هقدر أتحمل إني.. 
ولم تستطع أن تسترسل في سرد مواجعها على ذاك الغريب الذي لم تره إلا عدة مرات كانت سريعة وتحت ضغط من كمال نفسه .. 
هتف سالم محاولا تهدئتها متقلقيش يا مدام نجوى .. إن شاء الله كله هايبقى تمام ..إهدي بس.. مفيش حاجة تستاهل دموعك الغالية دي.. ولا حد يستاهل زعلك ..وكله خير .. 
همست نجوى في هدوء متشكرة جدا يا أستاذ سالم.. ربنا يخليك.. سلام عليكم .. 
هتف سالم وعليكم السلام.. 
تركت هاتفها جانبا لا تدرك إن كان ما فعلته هذا صحيح أم تصرف خاطئ ستندم عليه يوما ..كل ما كان ببالها اللحظة أن تنقذ زواجها الذي ينهار بالفعل واتصالها بسالم هذا هو القشة التي يتعلق بها الغريق بعد أن ثقبت مركبه وطاح بها موج الخلاف. 
بكت من جديد حتي جفت دموعها ولم تستشعر إلا ويد تهزها في عڼف فيبدو أنها غفت رغما عنها .. 
انتفضت متطلعة لكمال الذي كان يقف على رأسها في تحفز متطلعا إليها في حنق حتى هتف اخيرا هي حصلت تروحي تشتكيني لسالم !.. بقى حلو دلوقت سالم وبتكلميه عشان يقنعني أردك !.. 
هتفت نجوى بصوت متحشرج مهموم النبرة أنا عارفة إن سرك كله معاه وأكيد عارف موضوع جوازك .. أنا .. 
هتف بها كمال في ڠضب أنت إيه!.. رايحة تسوقي عليا أكتر صاحب كنت بتحاولي تبعديني عنه وتتهميه إن نظراته مش مريحة وبيبص لك بشكل مش محترم .. أنا نفسي أفهم جالك منين الخيال المړيض ده .!.. أنت مين عشان يبص لك أصلا .. أنت مش شايفة

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات